افتتح الفنان الوزير الفنان فاروق حسني بصفة شخصية معرض الفنان جمال مليكة المصري الجنسية الايطالي الاقامة. والذي يعرض أحدث أعماله حاليا في معرض بعنوان( رجال من التاريخ) بقاعة أحمد صبري بمجمع الجزيرة للفنون بشارع الشيخ المرصفي بالزمالك. ويضم المعرض20 لوحة في التصوير الزيتي بمساحات متنوعة تصل أحجام بعضها إلي3 أمتار طولا و2 متر عرضا, يتناول فيها الفنان شخوصا في حركات كثيرة ومتنوعة, عنيفة أحيانا, هادئة أحيانا أخري. ويعتمد الفنان في تقنياته علي اللقطة السريعة والعنيفة التي تعكس قدراته التشكيلية في التعبير مع الحركة السريعة والانفعال الفوري, وتعكس بالته ألوانه الغنية جدا ثراء فنيا كبيرا, فالألوان الساخنة تتعانق مع الألوان الباردة في وفاق ودي, مع اندفاع مساحات اللون الأزرق الزهري التي تعكس جمالا خاصا وحسا ينعم بالعمق الوجداني للفنان في التعبير عما يتناوله من أفكار. كما يضم المعرض بجانب اللوحات العشرين سبعة أعمال نحتية في التشكيل الفوري داخل قاعة العرض أبدعها من خامة الأسلاك والجبس والقماش, تعطي إحساس الاسكتش السريع الذي نعرفه في الرسم والتصوير لكنه يجسده في مجال النحت, ويترك بعض التماثيل التي أبدعها بالسلك فقط لأنها تحتوي علي كل قيم التشكيل النحتي, ويعكس عدم تغطيتها قدرة الفنان الفائقة علي التعبير من خلال مجموعة أسلاك. وجمال مليكة في معرضه الحالي يؤكد أنه فنان يحمل الأصالة والاختلاف معا, ينصهر مع المادة ويتفاعل مع اللون والحركة, ينقش بالرموز, يعطي الروح لرسوماته ويشكل التعبيرات المختلفة لأعماله النحتية, ولأنه فنان تسكنه مصر فقد استطاع أن يعكس في أعماله نظرته المميزة الفريدة لأماكن ولرجال من التاريخ المصري, والزمن الماضي بكل جماله, فجمال مليكة أسير للتاريخ المصري برجاله وأمكنته وذكرياته حتي أن النقاد المتابعين لأعماله التي يعرضها في إيطاليا وغيرها من بلدان العالم يعتبرونه خير سفير للفن المصري القديم والمعاصر. ومليكة الذي نال العديد من الألقاب الشرفية منها( أستاذ الريشة) من مدينة ناروو الإيطالية ولد في المنيا وانتقل إلي القاهرة, وانضم وهو في السابعة من عمره للمشتركين في منتدي الموهوبين الصغار والذي كان يرأسه آنذاك نخبة من أعلام الفن المصري أمثال حامد ندا وراغب عياد وغالب خاطر, وفي ختام هذا المنتدي تم تكريم مليكة في حفل رسمي حضره وزير الثقافة الذي سلمه شهادة تقدير عن جدارة واستحقاق. وكانت النقلة الحاسمة في حياة جمال مليكة وهو في التاسعة عشرة من عمره عندما تقدم لاختبار في منحة أعلن عنها المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة واختير ضمن خمسة آخرين للسفر في المنحة, وفي إيطاليا درس الفن بأكاديمية الفنون الجميلة ببريرا وحصل علي درجة الدكتوراه بامتياز في الديكور, ولكن شغفه بالفن جعله يواصل دراساته حتي حصل للمرة الثانية علي الدكتوراه لكن هذه المرة في فن الرسم وديكور المشاهد المسرحية والتليفزيونية, وكان أول من أدخل هذا الفن إلي إيطاليا من خلال المسرح الغنائي ومن خلال الميدياست وهو بث تليفزيوني يملكه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسوكني قام من خلاله بإعداد الكثير من البرامج التليفزيونية لإبراز هذه الفكرة. وكان أول معرض خاص يقام له بأحد المحافل الفنية الكبري يحمل اسم اللاجئين أشرف عليه اثنان من النقاد الفنيين الإيطاليين هما ماريو مونتيفيردي وايميد يومبتيرا فورته, وافتتحه القنصل العام والسفير المصري آنذاك إسماعيل مخلوف, وكان هذا المعرض البداية الحقيقية لمليكة حيث منحه فرصة عرض أعماله علي نطاق واسع داخل إيطاليا وخارجها, واتيحت له فرصة مقابلة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الذي كان يدير الأكاديمية المصرية بروما آنذاك, وأثمرت هذه المقابلة عن تبادل فكري وثقافي استمر بينهما حتي الآن, كما أن تفرد جمال مليكة وموازنته بين رؤيته الشخصية وللتعبير الواقعي هما اللذان جذبا إليه الناقد وعالم الآثار كمال الملاخ الذي قدم له يد المساعدة لافتتاح أول معرض خاص به في القاهرة تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية. في نفس الوقت كان جمال مليكة قد تشبع بنمط الحياة الإيطالية وظهر هذا جليا في أعماله فافتتح معرضه الدائم في قلب مدينة ميلانو الإيطالية والذي صار محل اهتمام الخبراء والهواة من كل أرجاء العالم. وبفضل قدراته الفنية العالية صارت له مكانة بارزة في( الألبوم الذهبي لفناني إيطاليا) جنبا إلي جنب مع نخبة من أبرز فناني إيطاليا.. وتم تكريم مليكة في العديد من المحافل الرسمية حيث حصل7 مرات علي الميدالية الفضية المهداة من رئيس الجمهورية الإيطالية في عهود أربع رؤساء هم بيرتيني وكوسيجا وسكالفارو وتشامبي كما حصل علي3 ميداليات فضية من البابا يوحنا بولس الثاني وكارول وجتيلا. كما نال مليكة العديد من الجوائز الفنية والتذكارية منها جائزة الفنون وجائزة أوروبا للفنون وجائزة النهضة الإيطالية وجائزة الريشة الذهبية وجائزة الباليتا الذهبية وجائزة الصياد الفضي, ونال عضوية معرض الفنون الدائم بميلانو مع جائزة امبروجينو التقديرية وتزينت أغلفة بعض الكتب الهامة ببعض أعماله وشاركت أعماله في العديد من المعارض والتجمعات الفنية منها معرض الفن الحديث بروما, ومؤسسة الأهرام للفن الحديث بالقاهرة والقنصلية المصرية بإيطاليا ومركز تنمية العلاقات المصرية الإيطالية, وغيرها من المعارض بإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وإيران وأسبانيا وكان ضيف الشرف في بعضها. ويحرص الفنان المصري الجنسية جمال مليكة علي عرض أعماله في مصر التي يحرص علي زيارتها من آن لآخر لينهل من نبعها الصافي ويتواصل مع أرض الوطن ويؤكد هويته المصرية وأصالته الفنية ويستقي منها أفكاره ويستهلم إبداعاته, وهذا يظهر من خلال أعماله وعناوين معارضه وكان من آخرها في السنوات السابقة( أبو الهول) و(أماكن من التاريخ) وغيرها, فهو بحق خير سفير للفن المصري.