استغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرحلة التي يقوم بها للهند حاليا في الحديث عن عدد من القضايا السياسية والاقتصادية الأمريكية والدولية. وعن العراق الذي ما زال يعاني من ويلات الغزو الأمريكي قال الرئيس الأمريكي إن العراق يأخذ وقتا أطول من اللازم في تشكيل حكومة, محملا الساسة العراقيين مسئولية الإحباط الذي يشعر به المواطنون العراقيون. ومن العراق انتقل أوباما إلي قضية شائكة في العلاقات الأمريكية الهندية وهي باكستان, حيث أوضح أن إسلام آباد تحرز تقدما بطيئا في محاربة سرطان الإرهاب لكن ليس بالسرعة المطلوبة, ووصف الإسلام بأنه دين عظيم ولكن بعض المتطرفين شوهوا صورته. وقال الرئيس الأمريكي: إن معركة باكستان مع التطرف داخل حدودها ليست بالسرعة التي نريدها. إلا أن أوباما شدد في الوقت نفسه علي ضرورة أن تبدأ الهند في الحوار مع باكستان لحل القضايا العالقة خاصة الأمنية منها. وردا علي سؤال عن الجهاد في الإسلام, قال أوباما: إن تعبير الجهاد لديه الكثير من المعاني في الإسلام, ويتعرض للكثير من التأويلات. ولكن دعوني أقول أولا ان الإسلام واحد من أعظم الأديان وحوالي مليار شخص يعتنقونه. وأوضح أن الغالبية العظمي من المسلمين تريد السلام والعدالة والإنصاف والتسامح. وأضاف: جميعنا يعترف بأن هذا الدين العظيم تعرض للتشويه علي يد بعض المتطرفين. وأحد التحديات التي نواجهها هي كيفية عزل الذين شوهوا صورته. إن هذا الدين يعلم السلام والعدالة والإنصاف والتسامح. وكلنا يقر بأن هذا الدين العظيم لا يمكن أن يبرر العنف. وبعيدا عن السياسة, تناول أوباما شأنا اقتصاديا داخليا كان سببا في الهزيمة الثقيلة التي مني بها حزبه الديمقراطي في سباق التجديد النصفي للكونجرس وهي قضية البطالة, حيث اعترف أمس بأن التقدم في معالجة مشكلة البطالة في الولاياتالمتحدة لا يسير بالسرعة الكافية مما يتطلب بعض اجراءات التصحيح في منتصف الطريق. وأضاف: نسبة البطالة في الولاياتالمتحدة مرتفعة جدا في الوقت الحالي مقارنة بالنسبة المعتادة ورغم اننا نحرز تقدما الا انه لا يتحقق بالسرعة الكافية. ويزور أوباما الهند في أول محطة له في جولته الآسيوية التي تضم أربع دول هي إندونيسيا, وكوريا الجنوبية,واليابان إضافة إلي الهند التي أعلن فيها أمس الأول أنه تم التوصل إلي عدة اتفاقيات بين واشنطن ونيودلهي تصل قيمتها الي10 مليارات دولار ستؤدي إلي خلق50 ألف فرصة عمل في الولاياتالمتحدة. ورغم كل خيبة الأمل التي أصيب بها أوباما بسبب هزيمة حزبة الثقيلة فإن هذا لم يمنعه من الرقص في الهند حيث انضم الرئيس للسيدة الأولي ميشيل أوباما ومجموعة من الأطفال في رقصة حماسية أمس احتفالا بديوالي مهرجان الأضواء في مدرسة هولي نيم بمومباي. وبينما رقص أوباما مع الأطفال في مومباي بدأت نذر مواجهة حزبية مع غرمائه الجمهوريين تلوح في الأفق بواشنطن بسبب تكلفة الرحلة الآسيوية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي أوضح بعض الجمهوريين أنها قد تكلف الخزانة الأمريكية نحو ملياري دولار. فقد استغلت وسائل الإعلام اليمينية المؤيدة للحزب الجمهوري وعلي رأسها صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية غياب أوباما عن المشهد الداخلي في واشنطن لتبدأ في توجيه سهام النقد اللاذعة للجولة الآسيوية, مشددين علي أن أوباما يستغل أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في التنزه مع زوجته ميشيل في مومباي وتاج محل علي حد وصف الواشنطن تايمز. ووجه عدد من نواب الجمهوريين الجدد انتقادات حادة لما وصفوه بالهروب المكلف لأوباما من مواجهة الموقف في واشنطن وكان علي رأس المنتقدين الجمهورية اليمينية ميشيل باشمان التي قالت لشبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية: إن الرحلة تكلف دافعي الضرائب200 مليون دولار في اليوم وهو ما اعتبرته تبذيرا وإسرافا غير مسبوق. واعتمدت باشمان في تقديراتها لنفقات رحلة الرئيس علي ما ذكرته وكالة أنباء برس ترس الهندية التي أعلنت في وقت سابق أن النفقات اليومية لرحلة أوباما للهند تقدر بنحو200 مليون دولار. ووفقا لوسائل الإعلام فإن أوباما يرافقه في رحلته40 طائرة بينها18 طائرة شحن واثنتان حربيتان خاصتان بفريق رجال الأمن الخاص بالرئيس, كما خصصت45 سيارة مصفحة من بينها25 للخداع والتمويه. ويصحب أوباما معه إضافة لزوجته ميشيل نحو900 شخص بينهم216 من رجال الأعمال الأمريكيين. وفي ظل غياب معلومات دقيقة بعد أن رفض المسئولون في البيت الأبيض البوح بأي أرقام حقيقية حول تكاليف رحلة أوباما, معتبرين ان الكشف عن هذا الأمر قد يضر بأمن الرئيس, بدأ الإعلام الأمريكي المعارض والمؤيد للرئيس في طرح تقديراته الخاصة لتكلفة رحلة أوباما الآسيوية. فالإعلام اليميني الجمهوري الهوي قارن بينها وبين رحلات قام بها رئيس ديمقراطي آخر هو الأسبق بيل كلينتون الذي قالت إن رحلته للهند عام2000 بلغت تكلفتها اليومية37 مليون دولار, كما أن رحلة كلينتون لأفريقيا عام1998 ومدتها11 يوما وبوفد وصل ل1300 شخص, كلفت في مجملها42 مليون دولار, مقارنة ب200 مليون دولار تكلفة يومية لأوباما الذي يصحب وفقا لوسائل الإعلام الجمهورية معه وفد الرئيس يضم نحو ثلاثة آلاف شخص يشغلون870 غرفة في فندق تاج محل الهندي التاريخي, لتبلغ بذلك التكلفة الإجمالية لجولة أوباما الآسيوية التي تستمر عشرة أيام نحو ملياري دولار. لكن مسئولي البيت الأبيض اعتبروا هذه التقديرات مبالغا فيها, كما شككت مواقع إلكترونية قريبة من الديمقراطيين في الرقم, مشيرة إلي أن فندق تاج محل- مكان إقامة أوباما في الهند- يضم560 غرفة بما فيها44 جناحا وليس870 غرفة كما أوردت وسائل الإعلام اليمينة. وقدرت بعض الأوساط الحكومية أن أقصي تكلفة لرحلة أوباما مع زوجته ميشيل قد تصل لنحو50 مليون دولار في اليوم.