ما زالت فرنسا تعيش حالة نقص جزئي لمشتقات الوقود في بعض محطات الخدمة بسبب الإضرابات المفروضة علي البلاد من قبل النقابات احتجاجا علي رفع سن التقاعد من60 الي62 عاما. وعلي الرغم من المجهودات المبذولة من قبل الدولة لإعادة الحياة الي الوضع الطبيعي وتوفير الوقود للفرنسيين بعد أن واجهت فرنسا حالة شح شبه تام في محطات الخدمة أدت الي تعطيل مصالح البلاد, فإن منطقتي غرب فرنسا والحزام الباريسي مازالتا تعانيان من نقص الوقود.وصرح جان لوي بورلو وزير البيئة والطاقة بأن7 أقاليم في فرنسا لا تزال تعاني من تداعيات الإضرابات وحالة نقص في إمدادات البترول, وأوضح أن نقص الإمدادات في أحد مشتقات الوقود يصيب60% من المحطات في غرب البلاد والتي جفت فيها المضخات بنسبة38%, بينما يصيب ثلث المحطات في منطقة باريس الكبري, أما في النصف الجنوبي وفي الشرق والشمال فإن الأزمة بدأت تنفرج. ودعا بورلو إلي ضرورة استئناف العمل في معامل تكرير البترول المصابة بالشلل, واعترف بأن الوضع فرض مشكلة لوجيستية كبري في إمداد الوقود وبأن فرنسا واجهت أزمة طاحنة بسبب توقف مصافي الوقود تماما عن العمل منذ أكثر من أسبوعين, وأنها اضطرت لاستيراد100% من احتياجاتها من الوقود. وأشار إلي أن هناك90% من الأقاليم يتم تزويدها بنسبة80% من الإمدادات المعتادة, كما اعترف الوزير بأن نقص الوقود أثر علي سفر الفرنسيين.ومن جانبه, أعلن ريمون سيبوي مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشئون الاجتماعية صباح أمس أن إمداد محطات الوقود يتم بصفة مستمرة ولم يتبق سوي محطة واحدة من مجمل أربع محطات تعاني من نقص الامدادات, في حين أن البقية تحتاج الي وقت للعودة للوضع الطبيعي. وعلي الصعيد نفسه, أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة جورنال دي ديمانش الفرنسية أن شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي تراجعت لأول مرة إلي أدني مستوي لها منذ توليه السلطة دون الوصول إلي30% لتصل إلي29% بعد أن كانت32% في سبتمبر الماضي. وفي خضم موجة المظاهرات في فرنسا, شهد شارع الشانزليزيه أمس الأول مظاهرات حاشدة شارك فيها المئات من الفرنسيين من ذوي الاصول الافريقية والنازحين من الأراضي الفرنسية فيما وراء البحار احتجاجا علي ما تفوه به صاحب بيوت العطور ومستحضرات التجميل والاكسسوار الشهيرة جيرلان من تصريحات عنصرية نعت فيها أصحاب البشرة السوداء ب النيجرو أو العبيد.