كتب أشرف العشرى: يبدو أن مسلسل مجموعة أوراسكوم والابن البكر جينزى فى الجزائر لن تنته فصوله فى القريب كما يعتقد البعض، أو توفر الشركة الروسية العملاقة فيمبلكوم طوق نجاة للمهندس نجيب ساويرس ومجموعته للخروج الآمن من الجزائر. ذلك بالرغم من التحالف المالي والاستثماري الاخير بينهما, بل إن القضية ستطول وتتوالي مفاجآت لأشهر ان لم يكن سنوات, خاصة بعد ان تم تسييس القضية بين بلدين وتحولت الي صراع أشبه بالشخصي بين ساويرس وأحمد أو يحيي الرجل القوي في الجزائر, ووضح جليا الآن ان الطرفين يبدو أنهما قد أخرجا العصي من الدواليب وأعلناها حربا مفتوحة أشبه بحرب تكسير العظام في المرحلة المقبلة, حيث باتت ثقافة العناد والتطفيش هي الاطار الحاكم لجولة الحكومة الجزائرية القادمة مع المهندس ساويرس في ضوء الاختراق الذي أقدم عليه صاحب جينري بتغيير قواعد اللعبة مع الجزائريين وجنح للبحث عن غطاء اقتصادي وسياسي في حجم روسيا وشركتها فيمبلكوم من وجهة نظر الجزائر, ولمن لا يعرفون في مصر والعالم العربي قوة وحضور أويحيي في المشهد السياسي والحكومي في الجزائر, وقوة تأثيره في صناعة القرار عليهم أن يعلموا باستحالة ان تتم الامور دون ايماءة أو إجازة الضوء الاخضر منه في كل كبيرة وصغيرة لدرجة أن الصحف تردد أسمه دائما مقرونا بصفة الاستئصالي, وهي الصفة التي أطلقها هو علي نفسه والتي كان ومازال يفتخر بها دوما بعد نجاحه في التعامل مع الجماعات الإرهابية وقياداتهم. ومن هنا نفهم كلمة السر وراء تضييق الخناق علي المهندس نجيب ساويرس واوراسكوم في الجزائر بعد أن قرر أويحيي خلع وإنهاء مهمته هناك, ولكن المقابل سيكون ثمنا بخسا, وكانت الطريقة المعتمدة ومازالت هي وضع العراقيل أمام الشركة وصاحبها: مثل فرض لائحة شروط واستحقاقات الضرائب والتأمينات ممنوع استيراد أي مستلزمات انتاج منع وصول عمالة الامتناع عن تحويل دولار أو دينار جزائري خارج البلاد والقانون هناك منذ الستينيات بعد الاستقلال عام1962 يمنع ذلك باعتبارها حتي هذه اللحظة دولة اشتراكية. وطبقا لمعلومات مؤكدة وموثقة لدي من الجانب الجزائري, أويحيي قرر بالفعل استحواذ الحكومة الجزائرية علي شركة جينزي وكل ملحقات أوراسكوم لصالح الدولة, ووضع سقف مالي لها لن يتجاوز ثلاثة مليارات دولارعلي أكثر تقدير مهما طال الوقت, حيث تتمحور خطته حول التطفيش والاجهاز بدنيا ونفسيا علي شخصه وادخاله طيلة الوقت في نفق مظلم, في حين ان أصول الشركة حتي الآن تقارب12 مليار دولار, وهناك عروض بلغت حتي الساعة7.8 مليار.. لكن كل ذلك هيهات من أويحيي. وقد يري البعض أن دخول ساويرس في شراكة وصفقة بيع لجينري مع شركة فيمبلكوم الروسية قد يحقق المراد, ومن هنا سيقع الضغط الروسي علي الجزائر... وهذا ليس مؤكدا لان أويحيي لم يصنف يوما في الجزائر بانه رجل روسيا أو حتي يقبل بالضغوط الروسية علي بلاده بل هو رجل تتماهي سياساته وتوجهاته حاليا مع فرنسا قبلته الأولي وكذلك مع الولاياتالمتحدة التي يريد أن تكون لها ذراع وأقدام حاليا في الجزائر خطوة بخطوة مع الروس من منطلق اننا سنحتاج الي الأمريكيين ومساعدتهم الأمنية والعسكرية, وهم يعرضونها حاليا لمكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي, ومن هنا نفهم سر استهانة اويحيي والجزائريين بقبضة الضغوط الروسية بجانب إلي ان قضية التحكيم الدولي من قبل ساويرس مع الجزائر ستطول وتضيع الحقوق في دهاليز البيروقراطية والجمود القاسي هناك فلا حل سوي قناة الحكومة والدولة المصرية لتدخل كنصير لدي الجزائر لعودة حقوق ساويرس, وتصحيح مسار العلاقات المصرية الجزائرية في المرحلة المقبلة, وجعل كل ما حدث بين البلدين في الفترة الأخيرة بما فيها أزمة مباراة كرة القدم خلف ظهر الجميع.