تم خلال الأيام الماضية افتتاح20 مركزا جديدا للشباب في محافظة القليوبية, وهو جانب من حملة الرئيس مبارك للنهوض بمراكز الشباب, ببناء مركز في كل قرية يزيد عدد سكانها عن5000 نسمة. وبلغ اجمالي هذه القري وفقا للحصر الذي قام به المجلس597 قرية. وقد تم انشاء93 مركزا جديدا بدلا من مراكز للشباب كانت قد صدرت لها قرارات إزالة. كما بدأ المجلس في استكمال تجهيز وانشاء197 مركزا للشباب في25 محافظة. والمهمة المحددة لمركز الشباب هي تنمية النشء والشباب باستثمار وقت فراغهم في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والوطنية. ويسعي لإكسابهم المهارات التي تكفل تحمل المسئولية في اطار القانون والسياسة العامة للدولة, انها اهداف عظيمة دون شك مسجلة علي الورق, ومفروض ان تحققها مراكز الشباب في مصر والتي يزيد عددها علي4500 مركز مزودة بملاعب ومكتبات وقاعات وكان قد بدأ انشاؤها تدريجيا بعد أعوام قليلة من ثورة يوليو52 ماعدا2.5% منها وهو عدد بسيط يسعي المجلس الأعلي للشباب لاقامة ملاعب بها. ولكن تلك المراكز, كانت قد تعرضت للنسيان لسنين ثم الاهمال لسنين أخري. حتي أصبح من مشاكلها سيطرة بعض العائلات داخل المراكز وتعيين اقاربهم غير المؤهلين كمدراء لها ومعاونيه. ولكن معروف ايضا ان تلك المراكز لا تنشط إلا خلال اجازات الصيف, حيث يكون الغالبية العظمي من روادها من طلبة وطالبات المدارس والجامعات يذهبون اليها للترويح عن أنفسهم بالشكل الذي يريدونه, فإذا ما بدأت الدراسة تدخل مراكز الشباب مرحلة سبات ونوم حتي يحل الصيف التالي والاجازات. لذلك, ومع الاقرار بأن مركز الشباب يعتبر هيئة شبابية أهلية ذات نفع عام, كما انه ذو شخصية اعتبارية مستقلة, فإن واقع الأمور يدفع الي طرح وجهة نظر أرجو أن تلقي اهتماما وبحثا من المسئولين, وذلك حتي يكون لتلك المراكز دور أعظم وأهم بعد أن ظلت لأكثر من40 سنة دون دور مؤثر حقيقي والدور الجديد الذي نقترح اضافته لدورها المعروف, هو المساهمة في تصحيح مسيرة التربية والتعليم لمصلحة أجيال مصر الشابة ليكونوا أقدر علي التعامل مع الحياة وقيادة الوطني؟ أن مرحلة ما قبل التعليم الجامعي تضم نحو5.51 مليون طالب وطالبة. ومعروف أنه يندر ان تجد مدرسة بها ملاعب لممارسة الألعاب الرياضية المختلفة او قاعات وفصول لمزاولة الهوايات والأنشطة كالتربية الزراعية والحرف المختلفة والهوايات, كما كان الحال في المدارس في النصف الأول من القرن الماضي. حيث كانت المدارس المصرية تضم الملاعب والفراغات والأفنية وبعض الحدائق وحمامات السباحة وحتي ملاعب التنس. وبذلك توفر لمصر مواهب في مختلف الألعاب الي جانب خريجين ذوي أفق أوسع وتربية أفضل ومواهب يكتشفها الطلبة من خلال مزاولتهم الأنشطة التربوية والرياضية. وبذلك كانت المدرسة تقوم بالفعل بالدور الأساسي لبناء المواطن المكتمل تربويا وتعليميا منذ مرحلة الطفولة وطوال مراحل التعليم المدرسية وكانت تلك الأنشطة تساعد الطلبة ذهنيا وصحيا علي الاستيعاب والتعليم. وهو دور أخذت المدرسة تفتقده تدريجيا علي تقلص مساحات الفراغ داخل المدراس والقضاء علي الملاعب لإنشاء المزيد من الفصول. وبذلك تخلت المدرسة عن دورها التربوي المهم وأصبحت قاصرة علي تعليم المواد الدراسية أو هذا هو المفروض وهو ما لم تقم به للأسف إلا من خلال الدروس الخصوصية التي قد تفرض عليها اعادة التربية لتكون جانبا أساسيا في العملية التعليمية وربما تكون المدرسة للتربية والتعليم معا, وبذلك يعود الطلبة إلي مزاولة مختلف الأنشطة التربوية. ولأن ذلك يستحيل في المدارس بعد ان تحولت الي أبنية وفصول. ولأن مراكز الشباب التي توشك أن يبلغ عددها أكثر من5000 مركز شباب فلماذا لا تستعين بل تستغيث وزارة التربية والتعليم والوطن كله بالمجلس الأعلي للشباب, حتي تكون تلك المراكز خلال الموسم الدراسي عندما تتوقف خلاله تقريبا الأنشطة بها, مقار وملاعب وساحات يستفيد بها الطلبة. لأنه لا مستقبل حقيقي ذو قيمة لأي وطن دون تعليم سليم وتربية متكاملة, ومطلوب تعاون المجلس الأعلي للشباب مع وزارة التربية والتعليم, ليكون هناك جدولة لمدارس مصر في المحافظات المختلفة بمدنها وقراها. ولتكون لكل مجموعة من المدارس ساعات محددة في أقرب مركز للشباب لها, حيث تنتقل فصول المدارس بطلبتها مع مدرسيهم إلي مركز الشباب لمزاولة حصص التربية البدنية والألعاب ولتكون البداية بوقوف الطلبة والطالبات في طوابير تتم خلالها حصة التربية البدنية وتجري بحثية العلم غرسا وتعزيزا الانتماء والوطنية في نفوس الطلاب, ثم يجري التفرق لمزاولة الألعاب والهوايات المختلفة, كما تنظم حصص الهوايات والتربية والحرف بها ايضا, وبذلك يصبح لمراكز الشباب دور حقيقي في تأهيل طلبة وطالبات مصر بتربية سليمة واهداء الوطن أجيال شابة متعلمة وتمت تربيتها ايضا.