المتعلم الذي ينتظر من الدولة أن تمحو أمية أخيه أو ابن عمه أو جاره ولا يشارك هو في محو أمية هؤلاء في وقت فراغه ولو بالأجر هو شخص اتكالي لا يمكن أن يحل مشاكله الشخصية بسرعة, كما أنه لا يستطيع المشاركة في حل مشاكل الوطن. والفلاح الذي يسهر أمام قنوات الفيديو كليب حتي الفجر ويستيقظ من نومه بعد الظهر كيف يتأتي له ألا يقف في طوابير الخبز بالساعات؟ والشاب الذي لا يعرف عن محمد عبده إلا أنه مطرب سعودي وليس إماما مجددا لا يمكن أن ننتظر منه أكثر من النيو لوك والSMS والكوفي شوب. والأسر التي تنتظر من شركات النظافة الأجنبية أن تجمع قمامتها وتنظف الشوارع التي تسكن بها لا يجب أن ننتظر منها في المستقبل إلا المزيد من المشاكل التي لن تستطيع الدولة أن تحلها بمفردها! والمواطن الذي يستخدم خرطوم المياه بالساعات مهدرا عشرات الأمتار المكعبة من المياه النظيفة التي تلهث بعض شعوب المنطقة وراء بعض القطرات منها.. ماذا ننتظر من ورائه إلا الإهمال في العمل وعدم الأمانة في التعامل مع الآخرين؟ أننا ما لم نتغير نحن أفراد الشعب ونغير من طريقة حياتنا ونظرتنا إلي العمل والانتاج ووظيفة رأس المال سوف نكون كالقطيع الذي ينتظر عصا الراعي, لأن الحكومات في كل الدنيا لا تتقدم بالوطن بمفردها, وإنما عن طريق الشعوب, لذلك يجب ألا ننتظر من الحكومة أن تعين شرطيا بجوار كل شاب وفتاة يأمرهما بقراءة الكتب ومشاهدة البرامج الجادة والنوم مبكرا والاستيقاظ لصلاة الفجر وتأدية التمارين الرياضية وتعلم مبادئ الكومبيوتر والاعتناء بالبيئة وحب الجمال. إن ما علي الحكومة أن تفعله هو تهيئة المناخ الصحي لكل ذلك من خلال تطبيق القانون علي الوزير والخفير بنفس القوة والسرعة والحزم وحماية الحريات والممتلكات والقيم ورعاية المواهب وهو ما نطالبها به ثم يأتي الدور الأكبر بعد ذلك علينا نحن أفراد الشعب.. فإما الجدية وتوديع روح السلبية إلي مثواها الأخير في مقابر الصدقات أو البقاء محلك سر.. اللهم إن لم يكن التخلف عن الركب؟ د. سمير محمد البهواشي