ظهرت أخيرا موضة صحفية تنطوي علي خطأ لغوي جسيم يفسد الذوق اللغوي السليم, اذ تذكر المؤنث وتؤنت المذكر.أما تذكير المؤنث فبذكر صفة المنصب الذي تشغله المرأة مذكرا, فاذا كانت المرأة قد عانت حتي شغلت أرفع المناصب . ولم تعط لها منحة, فلماذا نهضم حقها ونصادر انجازها لصالح الرجل, بوصفها بعد اسمها بأنها سفير, واستاذ, ووزير, وقاض, ورئيس, وليست سفيرة وأستاذة ووزيرة وقاضية ورئيسة, كما لو كنا نقصر هذه الوظائف علي المذكر, وبما يخالف قواعد تأنيث الصفة مع موصوفها, ولنا في تاريخنا شواهد علي ذلك بوصف شجرة الدر بأنها ملكة مصر لاملك مصر. أما تأنيث المذكر فيأتي في الصحف في صورة اختصار اسم المسئولة بحذف اسمها والاكتفاء باسم أبيها أو زوجها مع ابقاء الفعل مؤنثا معه وهو جريمة في حق المرأة, وفي حق اللغة أيضا, فنقرأ مثلا: أبو النجا تعقد مؤتمرا. عبد الهادي تقرر.. كلينتون تزورالخ ونكتشف أن المقصود فايزة أبو النجا, وعائشة عبد الهادي, وهيلاري كلينتون.. وهي مخالفة لغوية فجة وشاذة لايقبلها الذوق السليم, وأري في هذا تمييزا ضد المرأة واهانة لها, يجب العدول عنها فورا. ودافع مبتدعي هذه الموضة هو تقليد اللغة الانجليزية تقليدا أعمي فاذا كان ذلك مقبولا في الانجليزية حيث الفعل لايذكر ولايؤنث, فانه لايجوز في اللغة العربية تأنيث, الفعل مع المذكر مطلقا, ولايجوز الاستعاضة باسم الأب أو الزوج عن اسم المرأة, فاذا أريد الاختصار يكتفي باسم المرأة وحدها, فالقرآن الكريم قالمريم ابنة عمران وعندما أراد الاختصار قال مريم ولم يقل عمران وذلك تكريما للمرأة وتمييزا لها وليس ضدها. فأرجو أن ننتهج النمط القرآني القويم في صحفنا, مراعاة للذوق اللغوي وحفاظا علي لغتنا الجميلة من العبث, هذا من ناحية, وتمكينا لحق المرأة في ظهور اسمها مستقلا عن اسم أبيها أو زوجها من ناحية أخري, ألا قد بلغت اللهم فاشهد!