كتب محمد شمروخ: حالة من الترقب تزداد توترا كلما اقترب موعد الانتخابات في دوائر دشنا ونجع حمادي والرئيسية شمال قنا وهذا يعد أمرا طبيعيا في كل انتخابات وفي أي دائرة انتخابية علي أي موقع من الخريطة. ولكن الأمر الذي يبدو مثيرا ويشكل مفارقة, هو أن الناس هناك بدأوا يتخوفون من يوم ستجري فيه الاعادة التي اعتادها الناخبون في معظم الدورات الماضية وعلي مدي سنين طويلة تحمل ذاكرتها الكثير من الدم والألم والندم والحماقة! وشأن أي انتخابات, تبدأ العصبية القبلية لعبتها من اليوم الاول وتبدأ كل عصبية صراعا داخليا لاختيار مرشحها وهنا يختلف العرب مع العرب وتصير هوارة ضد هوارة, حتي إذا جاء يوم الاعادة فاذا بالفريقين معا في السعير! والمعتاد أن يتنازع علي كرسي المجلس عربي وهواري وحينئذ تتعالي النبرة العصبية ولا صوت يعلو فوق صوتها! وهناك مرشحون بدائرة الرئيسية( الدائرة النارية) علي استعداد لانفاق الملايين من أجل الكرسي! وأحد المواطنين هناك علق ساخرا علي ما ينفق من أموال الدعاية المبكرة, بأنها تكفي لحل مشاكل عديدة لو استثمرت في مشروع يظل عنوانا دائما لأي من هؤلاء المرشحين بعيدا عن اللافتات والصور والسرادقات وغيرها, ولامكان للفقراء في البرلمان القادم. وقد بدأ الناخبون يستشعرون الخطر في حجم الأموال التي يشاع أن المرشح الفلاني أو العلاني أنفق الكثير خاصة من سبق لهم الترشيح في انتخابات سابقة وأخفقوا فلا يمكن أن تضيع الاموال هدرا. وهنا يتجلي الخطر فالكرسي لن يضيع ولو كان الطريق إليه هو الدم والاستعداد لمشوار الدم سيكون مع اعلان نتيجة الجولة الاولي وهي عادة ما تسفر عن اعادة بين مرشحين اثنين علي الأقل, ان لم يكن الاربعة, وفي كل الحالات سيعمر الانصار بنادقهم سواء كانت الاعادة بين مرشح هوارة ومرشح من العرب أو مرشحين من عصبية واحدة, فطابع الانقسام الداخلي حسب ما قال أحد المرشحين متكتما الكلام العاقل! هو طابع احتمي بين المؤمنين بالعصبية طمعا في الكرسي! والأمن؟! ويبدو أن لاجهزة الأمن قول آخر, فقد كانت التعليمات مشددة بعدم السماح لأي مرشح كائنا ما كان بالتلويح باستخدام القوة. فقد نجح الأمن في الماضي في القضاء علي ظاهرة سير الناس علنا في شوارع المدن وكثير من القري وهم يحملون السلاح خاصة الآلي. ولكن الأمن حسب رؤية واقعية لاحد قيادات الأمن العام بقنا, لن يدخل كل البيوت للبحث عن أسلحة ولن يضع عسكريا بجوار كل عود قصب فالانتخابات ستجري قبل شهرين من بدء موسم( كسر القصب) أي أن طول القصب وكثافته سيشكلان صعوبات بالغة لتتبع العناصر الاجرامية التي تنتظر موعد الانتخابات. ويعترف المصدر الأمني بأن بعض المرشحين يعتمدون علي هذه العناصر التي لايهمها سوي قبض الثمن أيا كانت النتيجة ولا يهمها أن تتلوث بالدم. وقد قالت أمرأة تتلحف بالسواد :( هما ينجحوا وعيالنا يموتوا؟!) فالاحاديث والشائعات عن كم صفقات السلاح يملأ السهرات في مقاهي العاطلين ومجالس المساء في المنادر وثمن البندقية الآلية تجاوز15 ألف جنيه ويتوقع أن يصل إلي20 ألفا مع اقتراب الموعد وربما يتجاوزها في حالة الاعادة. وليس ثمة حل إلا أن يقع عبء ذلك كله علي عاتق الأمن الذي يولي الدائرة الرئيسية اهتماما خاصا لانها هي قلب الفتنة العصبية القبلية. وحسب رؤية أحد أبناء الدائرة فان داء العصبية العمياء قد تغول في شمال قنا عامة وفي الرئيسية خاصة ويوليه الكثير من المرشحين اهتمامهم لأنه لا قاعدة لهم إلا به, عربا كانوا أم هوارة. وهذا حل آخر وهو أن هناك ميولا مشتركة بين العرب وهوارة علي حل المعضلة باختيار مرشحين توافقين( واحد من هنا وواحد من هنا ونخلص). ولكن من يكون هذان المرشحان بالضبط؟! السؤال الذي بدا حلا سحريا صار هو محور الأزمة, فكل مرشحين متحالفين يريان أنهما هما الاصلح لتمثيل عنصري الدائرة! وهكذا انقلب السحر ولن يفلح الساحر حيث أتي! فالذي يزكي النار أكثر هو الانقسام داخل العصبية الواحدة ويجعل الاجواء تآمرية وملبدة بالغموض فهناك مرشحون يدخلون خصيصا لتقليب النار وهم يعلمون أنهم لايصلحون للسباق لا بالمال ولا بالآلي!