كتب - عماد أنور: إشارات بالأيدى.. همسات مبهمة غير مفهومة بالألسن تخرج من لاعبينا فى لحظات انفعال نتيجة استفزاز الجماهير لهم من المدرجات، وبعضها يكون بمثابة رسائل موجهة من اللاعب إلى شخص بعينه. والأمثلة علي ذلك كثيرة.. آخرها ما شهدته مباراة الزمالك وسموحة في الاسبوع السادس من مسابقة الدوري العام هذا الموسم من خروج الموهوب شيكابالا لاعب الزمالك عن الروح الرياضية وعوقب بغرامة10 الاف جنيه من قبل لجنة الانضباط باتحاد كرة القدم علي الرغم من التنازل عن الشكوي المقدمة ضده, وسبقتها العديد من المواقف المشابهة للعبين آخرين وامتدت إلي بعض المدربين ايضا. كل هذه أفعال غير مقبولة تتنافي مع أبسط القواعد الرياضية وتدل علي غياب مفهوم السلوك الرياضي عند بعض اللاعبين وعدم تحمل الضغط العصبي عند آخرين.. ولكن هل من حق اللاعب أن يأتي بمثل هذه التصرفات مهما تعرض من هجوم جماهيري؟ وهل نشاهد مثل هذه الأفعال بنفس النسبة في الملاعب الأوروبية؟ وكيف نقضي علي هذه الظاهرة في ملاعبنا؟.. الخبير الكروي د. طه اسماعيل يرفض تماما تقبل الاعذار لأي لاعب يقوم بمثل هذه التصرفات, وأكد أنه لايصح أن ينساق اللاعب وراء تصرفات الجماهير في المدرجات وإلا الافضل له أن يعتزل, فلاعب الكرة مادام داخل المستطيل الأخضر عليه تحمل اي استفزازات فهذه هي طبيعة اللعبة.. وأشار د. طه إلي دور وسائل الاعلام في مثل هذه الأمور فهي تتحمل مسئولية توعية الجماهير وحثهم علي عدم القيام بأي افعال استفزازية للاعبين وتهدئ من غضبهم وثورتهم تجاههم. (دي فيها قطع رقبة) بهذه الكلمات بدأ الكابتن طلعت يوسف المدير الفني لفريق اتحاد الشرطة تعليقه, حيث أكد أن هذه الأفعال تعود إلي شخصية اللاعب وتربيته, وهي أفعال مرفوضة تماما لا نشاهدها في الملاعب الأوروبية إلا بنسبة ضيئلة وهذا يرجع الي اختلاف الثقافات الرياضية التي نفتقد منها الكثير في ملاعبنا, وأضاف طلعت يوسف يجب توقيع عقوبات قاسية علي أي لاعب يقوم بمثل هذه التصرفات التي تتنافي تماما مع الأخلاق الرياضية وعلي المدربين التعامل مع لاعبيهم في مثل هذه الأمور بحسم وشدة. أما الكابتن طه بصري المدير الفني لفريق المدينة الليبي فقال: أن هذه الاشارات غير مقبولة بالمرة وأكد علي دور المدرب في التعامل معها حيث أنه يكون علي دراية كاملة بلاعبيه ويعرف اللاعب العصبي من اللاعب الهادئ, فهناك لاعب مؤدب ولكنه عصبي ويجب عليه الجلوس مرة وأثنين مع مثل هذه النوعية من اللاعبين وتوعيتهم وتحذيرهم من مثل هذه الأفعال, وإن لم يستجيبوا فلا يتواني عن توقيع أقسي عقوبة ممكنة وهي من وجهة نظري الايقاف, فحرمان اللاعب من المباريات يترتب عليه خصومات مالية ويضيع عليه الموسم فلا يعاود تكرار هذه الأفعال. الدكتور فيصل يونس استاذ علم النفس بجامعة القاهرة أكد ان قيام أي لاعب بمثل هذه الأفعال يرجع إلي سببين الأول لعوامل شخصية وهو عدم قدرة اللاعب علي السيطرة علي الانفعال, وآن الأوان أن يتدخل الطب النفسي الرياضي في مثل هذه المشكلات لمعالجتها بأسلوب علمي أسوة بكل الدول المتقدمة, فأي لاعب يحدث له بعض التغييرات في المخ نتيجة التدريبات الكثيرة والطب النفسي وحده هو الذي يستطيع أن يتعامل مع هذه التغيرات لتهيئة اللاعب لمواجهة الضغوط العصبية, فمثلا في الدوريات الأوروبية نجد فريق يخرج من الشوط الأول للمبارة بهزيمة ثقيلة, وينزل لاعبوه في الشوط الثاني وكأن النتيجة مازالت0/0 لأنهم تهيأوا نفسيا لمواجهة الهزيمة والتعامل معها. أما السبب الثاني هو تدليل اللاعبين النجوم في فرقهم وهو السائد في مصر, فإذا نظرنا الي التاريخ سنجد أن أغلب هذه الأفعال تخرج من اللاعبين المعروفين بالsuperstar, وهنا يجب أن تتعامل مع إدارة النادي مع اللاعب بطريقة( خد وهات), إذا كان لاعب مميز عن غيره اتعاقد معه براتب أعلي, أما إذا أخطأ أعاقبه مثل أي لاعب حسب اللائحة, وعليه أن يتعود علي ضبط النفس.