كتب حسن خلف الله: لماذا قام الاتحاد الافريقى لكرة القدم بالانتقال لاقامة بطولة كأس الأمم فى السنوات الفردية؟! لأنه أراد أن تكون له تصفياته الخاصة المؤهلة لبطولته منفصلاً عن تداخلها مع تصفيات كأس العالم. وذلك من أجل تسويقها وجمع مبالغ مالية أكثر مما يحصل عليه بالتناوب مع الفيفا، لانه يكون المسئول عن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فهو يطمع فى كل شىء.. والدليل ذلك الخطاب الذى ظهر فجأة فى اتحاد الكرة معلنا عن قيام الكاف بتسويق مباريات المنتخبات الافريقية بنفسه فى الفترة المقبلة!! المسألة واضحة، لأن التسويق وبيع حقوق المباريات من لوحات اعلانية داخل الملاعب إلى جانب البث التليفزيونى يمثل التورتة التى يتكالب عليها الجميع والتى تشوبها أمور كثيرة شائكة داخل الكاف لاسيما أنه يرفض الاعلان عن المبلغ الحقيقى الذى يجمعه من بيع حقوق البث التليفزيونى لبطولة كأس الأمم على سبيل المثال، فى ظل النفى المتكرر أن مبلغ ال 51 مليون دولار لكل بطولة وفقا لتقريره المالى ليس هو الاجمالى الذى يحصل عليه من شركة سبورت فايف الفرنسية مقابل بيع حقوق البث التليفزيونى، عندما قارن الجميع بين هذا الثمن «الزهيد» وبين ما كانت تطلبه قناة الجزيرة من مبلغ 01 ملايين دولار من مصر مقابل بث عدد من المباريات فقط من بطولة انجولا الاخيرة وليس البطولة كلها، ومقارنة بحجم تسويق البطولة وبثها فى العالم كله، وما تجمعه الشركة الفرنسية من حقوق البث مقابل ما تدفعه!! وأمام هذا المشهد الذى يوحى بأن هناك أصحاب مصالح من زيادة عدد المباريات التى يسوقها الكاف، اهتدى الفكر إلى هذا النظام الانتقالى للسنوات الفردية دون النظر إلى ضحايا هذه التعديلات، والا لماذا هذا التغيير، وما الفائدة منه فى ظل هذا الازدحام والتخمة فى «روزنامة» كل المنتخبات وعدم وجود فرص إعداد حقيقية قبل المباريات مثلما يعانى منتخب مصر على سبيل المثال أمام ضيق الوقت واجهاد لاعبيه مع أنديتهم فى بطولتى دورى وكأس محليتين وبطولتين للأندية الافريقية وتصفيات متلاحقة يخرج من إحداها ليجد أخرى جديدة!! وللتأكيد على أن الهدف مادى مما يحدث، ما فعله الكاف مع بطولته التى إخترعها باسم كأس الأمم للاعبين المحليين، حيث سيضحى بعدم إقامتها لفترة فى ظل هذه التعديلات الجديدة والتحول باقامتها فى السنوات الزوجية، وهذا يخالف الشعار الذى اقيمت من أجله البطولة بأنها تساعد على اكتشاف مواهب جديدة تفيد منتخب كل بلد، وبالتأكيد نحن لا نشعر بها لأننا نعتذر عنها منذ بدأت فى 9002 بكوت ديفوار!! عيسى حياتو يرى أن لكل نظام جديد ضحاياه، ولكن لماذا يضحى بمستقبل اللعبة من أجل حفنة من الدولارات تصب فى مصلحة بعض الرعاة الباحثين عن المكاسب الهائلة وأنصارهم داخل الاتحاد الافريقى باعتبار أن دورة رأس المال تفيدهم لأنهم يشترون ويبيعون ويجمعون المال ثم يدفعون بالتقسيط للاتحاد الافريقى.. وهذا وفقا لما جاء فى التقرير المالى للكاف!! وقد أعلن الكاف ما سيحدث فى تصفيات كأس الأمم الافريقية 3102 فى ظل هذه البطولة الانتقالية على طريقة الكلام المرسل دون الحديث عن كيفية التنفيذ وخاصة فى الجولة الحاسمة لتحديد المتأهلين، باعتبار ان أحدا لن يشعر بأزمة للعب فى الجولة الأولى التى تقام خلال بطولة كأس الأمم 2102، وعدم اعلان مواعيد حقيقية لأى شىء جعل حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر يرفض التعليق على نظام التصفيات المعلن وكان رد شوقى غريب بأن المعالم غير واضحة ،والصورة غير مكتملة، نحن نتفق معهما.. فلا يوجد شىء يستحق الحديث حاليا سوى مباراة النيجر!! ولكن يجب ان ينظر اتحاد الكرة المصرى للمستقبل ولو لمرة واحدة، ويفكر الجميع فى ظل هذا التكدس من المباريات المحلية والافريقية للأندية والتصفيات المتلاحقة للمنتخب الوطنى، لماذا يزيد الاتحاد الافريقى التشابك والاجهاد وإجهاض كرة القدم فى القارة السمراء؟.. وكيف سيكون نظام التصفيات فيما بعد 3102؟.. وماذا سيفعل الكاف فى تصفيات بطولة 5102 ، وأمامه تصفيات كأس العالم التى تبدأ مرحلتها النهائية فى مارس 3102 وكل المنتخبات تنشغل بها دون غيرها لانها حلمها الأكبر ويستمر الانشغال حتى شهر نوفمبر من العام نفسه وبعد ذلك تأتى كأس العالم للأندية وفى عام 4102 ستكون كأس العالم نفسها فى البرازيل، وحتى ان لم تكن هناك مشكلة لدى الكاف وقتها فى ضغط تصفيات أمم افريقيا 5102 فى وقت قصير، فماذا سيفعل مع المتأهلين لكأس العالم من القارة والمنشغلين بالاعداد لها وأين سيجد الوقت الكافى لاجراء تصفيات لبطولته فى ظل معاناة المنتخبات فى استدعاء لاعبيها المحترفين والمشاكل الدائرة حول هده المنطقة؟ انه بالفعل موضوع صعب ومتشابك ولا يتضح فيه سبب لكل ما يحدث سوى البحث عن مباريات جديدة يتم تسويقها.. فهل نقف مرة لنفكر حتى لا نجد منتخب مصر إحدى ضحايا الكاف؟!