علي غرار المشهد الاستعراضي الذي اعتلي فيه الرئيس الأمريكي الأسبق بوش ظهر حاملة الموت ابراهام لنكولن في فبرايرعام2003 معلنا حرب الحرية الدائمة ضد العراق. مبشرا العراقيين بالحرية والديمقراطية ووعود أخري انتهت جميعها بأبشع صور القتل والدمار, كان هناك مشهد الانسحاب الذي تشابهت أجواؤه بحفلات تسليم جوائز الأوسكار, وتحت الأضواء الكاشفة وبحضور نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ووزير الدفاع روبرت جيتس والعديد من القيادات العسكرية, حيث أقيمت في الأول من سبتمبر من العام الحالي مراسم ما قيل أنه إحتفال نهاية المهمة القتالية للقوات الأمريكية في العراق, وخلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق برزت وجوه كثيرة صنعت الأحداث وشكلت خطوطها العريضة, منهم من ظهر مرة أخري ومنهم من إنطفي نجمه, وكان من أبرزهم الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر الذي تولي أعلي منصب رسمي في العراق خلال الفترة بين عامي2000 و2004, فقد كان الحاكم الفعلي للعراق وصاحب الكلمة الشهيرة لقد قبضنا عليه في إشارة إلي الزعيم الراحل صدام حسين, شهرة بريمر جاءت بعد تعيينه حاكما امريكيا مطلقا علي العراق, وقد واتته بسبب الخبرة السياسية المتراكمة في الإدارة الدبلوماسية في أثناء عمله في مجال الخارجية الأمريكية لمدة4 عقود, وكعادة كل مسئول امريكي يسعي لتحقيق كسب مادي سريع ولقطع الطريق علي اية انتقادات او ادانات قد تساق ضده, فقد أسرع بريمر إلي كتابة مذكراته بعنوان سنواتي في العراق بعد اقل من سنة ونصف الستة من تركه موقعه عام2004, الامر الذي فسره البعض بأنه قلق من حجم الجرائم التي ارتكبها في حق العراق وشعبه. اما الآن فهو يشغل منصب رئيس المجلس الاستشاري لشركة الأمن العالمية وهي شركة توفر المنتجات المتكاملة وخدمات صناعة الأمن الداخلي, وعن خطة أوباما للانسحاب من العراق صرح لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مهمة الولاياتالمتحدة في العراق لم تكلل بالنجاح المثالي وأن بناء الديمقراطية يحتاج وقتا طويلا. اسم آخر برز خلال الحرب الأمريكية وهو محمد سعيد الصحاف الذي تولي منصب وزير الإعلام في عهد صدام حسين وفي بداية الحرب علي العراق, لقب ب نجم الحرب وكان المتحدث الوحيد باسم العراقيين, وفيما كان الجنود العراقيون يقاتلون في المعركة كان يشتم الأعداء ويلقبهم بالشياطين, وقال للصحفيين إن الله سوف يشوي بطونهم في نار جهنم قاصدا الأمريكان والبريطانيين الذين أطلق عليهم تسميته الشهيرة العلوج. ضخامة الحدث وتداعيات الحرب جعلتا من الصحاف نجما إعلاميا بارزا وبطلا لكثيرين في العالم العربي كما صفق لجرأته العديد من الجماهير الغربية, أما حاليا فلم يظهر الصحاف إلا نادرا حيث أجرت معه قناة عربية مقابلة تليفزيونية قال فيها إنه استسلم للقوات الأمريكية وأطلق سراحه بعد استجوابه. صقر آخر من صقور البنتاجون وهو دونالد رامسفيلد الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش وأدار الجزء الأول من الحرب علي العراق, وحظي بالتقدير لدوره الفعال خلال الحملة لكنه وقع تحت نيران الانتقادات لتخطيطه وتنفيذه للحرب بالإضافة إلي فضيحة أبو غريب عام2004 واستقال من منصبه عام2006 ليحل محله روبرت جيتس. وجه أخر من الوجوه التي تركت بصمة سيئة في نفوس الكثير من الشعوب العربية والتصق اسمها بفضيحة سجن أبو غريب عام2004, وهي ليندي إنجلاند, ورغم إدانة11 جندي أمريكيا آخرين بنفس الجرائم فإن إنجلاند كانت أشهرهم لما تعمدت ارتكابه من جرائم تعذيب وإنتهاكات للمعتقلين العراقيين في تلك الفترة, وحاليا وبعد الإفراج عنها إثر قضائها نصف مدة عقوبتها في السجن تحاول إنجلاند إعادة بناء حياتها وصرحت لإحدي الصحف الأمريكية عام2009 بأنها تحاول الحصول علي عمل ولكن بسبب طردها من عملها بصورة غير مشرفة فإنها لا تجد فرصة عمل, وتؤكد: لقد أجريت مقابلات, ولكن ما أن يدركوا من أنا حتي يتم صرفي.