أكدت مصر أن الاستيطان الإسرائيلي يمثل العقبة الرئيسية لاستمرار ونجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وأن استمرار الاستيطان يعني توقف المفاوضات. وأعلنت مصر انه علي اسرائيل أن تتحمل مسئولية قرار عدم تمديد مهلة تجميد الاستيطان.وحذرت من أن المفاوضات التي انطلقت في واشنطن بداية هذا الشهر ستتعرض لامتحان حقيقي بعد غد لدي انتهاء المهلة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان. وقد نقل الرئيس حسني مبارك هذا الموقف الي كل من ألمانيا وايطاليا خلال محادثاته علي مدي اليومين الماضيين مع كل من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سلفيو بيرلسكوني. وحذرت مصر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو من عواقب عدم تمديد مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي. وأبلغ الرئيس مبارك كلا من ميركل وبيرلسكوني أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن جاد في تأكيد عزمه عدم مواصلة التفاوض إذا استأنف الجانب الاسرائيلي بناء المستوطنات. وقال الرئيس إن مصر تتفهم هذا الموقف الفلسطيني تماما وسوف تدعمه. وأكد الرئيس مبارك خلال محادثات القمة ظهر أمس مع بيرلسكوني احتياج السلطة الوطنية الفلسطينية الي الدعم السياسي وليس فقط الدعم الاقتصادي, مشددا علي أهمية ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أولا قبل الحديث عن مشروع مارشال الجديد. كلمة الرئيس مبارك وعقب المحادثات.. عقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا, والقي الرئيس مبارك كلمة أكد فيها الحاجة لتضافر كل الجهود لضمان استمرار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والعمل علي انجاحها.. كما أكد الحاجة الموازية لاجراءات ملموسة من جانب اسرائيل لبناء الثقة.. بما في ذلك تمديد مهلة تجميد الاستيطان التي ستنتهي خلال ايام. وفيما يلي نص كلمة الرئيس مبارك ردا علي كلمة الترحيب لرئيس الوزراء الايطالي: اشكر صديقي العزيز رئيس الوزراء( سيلفيو بيرلسكوني) علي ترحيبه وكلماته الطيبة واعرب عن سعادتي بما اجريناه اليوم أمس من مشاورات هامة حول القضية الفلسطينية والمرحلة الدقيقة الراهنة التي تمر بها عملية السلام. استعرضت مع السيد رئيس الوزراء جهود مصر لتهيئة الاجواء لانطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في واشنطون وما اجريته مع الرئيس( ابو مازن) ورئيس الوزراء( بنيامين نيتينياهو) لدي استضافتي للجولة الثانية من المفاوضات في شرم الشيخ. وقد أكدت الحاجة لتضافر كافة الجهود لضمان استمرار المفاوضات وانجاحها.. والحاجة الموازية لاجراءات ملموسة من جانب اسرائيل لبناء الثقة.. بما في ذلك تمديد مهلة تجميد الاستيطان التي ستنتهي بعد ايام قليلة. ان مشاوراتي مع رئيس الوزراء( بيرلسكوني) اليوم أمس وبالامس أمس الأول مع المستشارة( انجيلا ميركل).. تأتي لنستكمل ما اجريته من مشاورات مع الرئيس( نيكولا ساركوزي).. في طريقي للمشاركة في اطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن مطلع هذا الشهر.. وهي تعكس في مجملها اقتناع مصر باهمية تفعيل الدور الهام لدول الاتحاد الاوروبي, وباقي اطراف( الرباعية الدولية), والمجتمع الدولي برمته.. ودعما لعملية السلام. وسوف نستكمل مشاوراتنا بعد قليل خلال غداء العمل.. لنستعرض معا مجمل الوضع في الشرق الاوسط.. وعلاقات المشاركة الاستراتيجية والتعاون المثمر بين مصر وايطاليا. ثم اختتم الرئيس مبارك كلمته بتوجيه الشكر مجددا الي رئيس الوزراء الوزراء.. وجدد تطلعه للترحيب به علي ارض مصر في اول فرصة سانحة.. ضيفا عزيزا نحمل له ولبلده وشعبه كل الاعتزاز والتقدير. إشادة بدور مبارك وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني قد القي كلمة في بداية المؤتمر الصحفي رحب فيها بالرئيس مبارك والوفد المرافق له, مشيدا بالدور الذي تلعبه مصر والرئيس مبارك لدفع عملية السلام واحلال الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط, والجهد الذي يبذله الرئيس مبارك لانجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال بيرلسكوني ان الرئيس مبارك يلعب دورا محوريا في هذا الصدد وانه استضاف الجولة الثانية من المحادثات المباشرة في شرم الشيخ في14 سبتمبر الحالي.. وقد هنأته وشكرته علي الجهد الكبير الذي يبذله. وأضاف أنه وعد الرئيس مبارك بالتدخل لدي اصدقائه الاسرائيليين, والعمل مع زملائه في دول الاتحاد الاوروبي لممارسة كل الضغوط علي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتينياهو من اجل تمديد مهلة تجميد الاستيطان حتي آخر العام الحالي. وأوضح انه بحث مع الرئيس مبارك ايضا العلاقات الثنائية الاستراتيجية المتميزة بين مصر وايطاليا والتي تم عقد قمتها الاخيرة في روما19 مايو الماضي.. مؤكدا انه بكل رضا وارتياح وجدنا كيف تسير العلاقات بين البلدين. ملفات الوضع الأخير وقد تناولت المحادثات والمشاورات المصرية الايطالية التي امتدت علي غذاء عمل بحضور وفدي البلدين باقي ملفات الشرق الاوسط, وذلك لدي تطرق الزعيمين مبارك وبيرلسكوني الي ملفات الوضع الاقليمي, خاصة ما يتصل منها بالوضع في العراق وملف إيران النووي والوضع في لبنان في ضوء ما تجمع في سمائه مؤخرا من غيوم تهدد بزعزعة الاستقرار والنيل من الوفاق الوطني اللبناني. وقد صرح السفير سليمان عواد, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن زيارة الرئيس مبارك السريعة لكل من المانيا وايطاليا, تندرج في اطار سعي الرئيس للحفاظ علي استمرار مفاوضات السلام بين الجانبين الفسطيني والاسرائيلي مع ضوء اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي.. وهو نفس الهدف الذي سعي اليه الرئيس مبارك لدي توقفه في باريس وهو في طريقه الي واشنطن للمشاركة في اطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة. وأشار عواد إلي صعوبة التكهن بما سيحدث يوم انتهاء المهلة بعد غد الاحد, حيث يبدو ان نيتانياهو يتذرع بخطر تمديد المهلة علي تماسك ائتلافه الحاكم, كما أشار إلي أن مصر تنتظر لنري مدي قدرة الإدارة الأمريكية علي الوفاء بتعهدها للرئيس الفلسطيني بالعمل علي وقف الاستيطان. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن زيارة الرئيس حسني مبارك لايطاليا تأتي في اطار حرصه علي استمرار التشاور السياسي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني, حيث يري الرئيس مبارك اهمية ان يضع بيرلسكوني في صورة الوضع الدقيق الراهن الذي تمر به عملية السلام, لا سيما في ضوء ما يعلمه الرئيس مبارك عن العلاقات الوثيقة بين بيرلسكوني وبين الرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو. وقال ان بيرلسكوني له مواقفه المعروفة الداعية لدعم مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية, وله مبادراته المعروفة بخطة مارشال الجديدة التي اقترحها لدعم الدولة الفلسطينية. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية, ان اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري, كان في قلب مشاورات الرئيس مبارك امس مع بيرلسكوني, وهو نفس ما جري خلال محادثات الرئيس مع المستشارة الالمانية بالامس الأول. علاقة استراتيجية بين البلدين وتطرقت محادثات قمة مبارك بيرلسكوني الي علاقات المشاركة الاستراتيجية بين مصر وايطاليا, وتم استعراض التقدم المحرز في تنفيذ ما قررته القمة الثالثة للمشاركة الاستراتيجية التي استضافتها مايو الماضي.. وفي هذا الصدد, قال عواد إن الزعيمين ابديا ترحيبهما بافتتاح الخط الملاحي بين الاسكندرية وتريستا الايطالي في اطار مشروع الممر الاخضر للتنمية تنفيذا لخطة عمل المشاركة الاستراتيجية المعززة بين البلدين. وأشار عواد الي ان حجم التبادل التجاري بين مصر وايطاليا بلغ4 مليارات يورو في العام الماضي, رغم ركود الاقتصاد العالمي بسبب الازمة الاقتصادية العالمية, ولا تزال ايطاليا هي الشريك التجاري الاول لمصر علي مستوي الاتحاد الاوروبي والثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدة.. كما لا تزال السياحة الايطالية تمثل10% من اجمالي السياحة الوافدة الي مصر. وبلغت قيمة الاستثمارات الايطالية المتراكمة في مصر نحو650 مليون يورو, فيما تتواصل خطوات تنفيذ مشروع الجامعة الايطالية في مصر فضلا عن الاستعداد لبدء الشريحة الثالثة من برنامج مبادلة الديون المستحقة لايطاليا لاستخدامها في مشروعات التنمية في مصر. سيناريوهات مسيرة المفاوضات وردا علي اسئلة الصحفيين حول السيناريوهات المحتملة لمسيرة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة في حال عدم تجديد اسرائيل لقرار تجميد الاستيطان.. اشار السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, الي رسالة الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في السابع عشر من اغسطس الماضي في اطار تشجيعه وحثه علي الدخول في المفاوضات المباشرة والتي تعهد فيها بأنه لن يتم استئناف الاستيطان بعد انتهاء المهلة الاسرائيلية. وقال عواد: ان هناك اكثر من طرح او سيناريو اسرائيلي للتعامل مع هذه القضية, الأول: هو ما يردده البعض في اسرائيل مثل وزير الاستخبارات الاسرائيلي باستنئاف الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تسعي اسرائيل الي ان تؤول اليها تحت اي اتفاق, وهي معالي ادوميم, وجوش عتصيون, واريئيل, وبحيث يتم التوقف عن البناء في باقي المستوطنات. ويري الطرح الثاني ان يتم اصدار اعلان بعدم تجديد المهلة, علي ان يتم اعاقة البناء الفعلي علي الارض من خلال اجراءات بيرقراطية تعرقل هذا البناء. فيما يطرح سيناريو ثالث الي التزام الحكومة الاسرائيلية الصمت بحيث لا يصدر عنها اي تصريح محدد يفيد تجديد المهلة او انتهاءها. وشدد عواد علي انه بغض النظر عن اي سيناريوهات محتملة, فان ما هو معروف يقينا, ان استمرار الاستيطان سيؤدي الي توقف المفاوضات.. وهو موقف فلسطيني معلن علي لسان أبو مازن نفسه, وتتفهم مصر تماما هذا الموقف الفلسطيني وسوف تسانده.. وقد اكد الرئيس مبارك لبيرلسكوني علي نحو ما اكد لميركل ايضا, ان مصر في جهودها لحث أبو مازن وتشجيعه علي المضي في المفاوضات المباشرة رغم ما احاط بها من شكوك وهواجس, سوف تتفهم تماما موقف أبو مازن اذا ما قرر الانسحاب من هذه المفاوضات كما اعلن من قبل. واشار عواد الي ان الحكومة الاسرائيلية لطالما تذرعت بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام حسب زعمها, ولكن الواقع هو ان ابو مازن قد اثبت انه شريك قادر علي صنع السلام عندما قبل الدخول في المفاوضات المباشرة, برغم معارضة الكثير من الاطراف الفلسطينية والعربية. واضاف قائلا: إنه اذا ما قررت الحكومة الاسرائيلية استئناف الاستيطان, فسوف يطرح ذلك سؤالا مهما حول من هو الشريك الغائب في عملية السلام. وردا علي سؤال حول ما اذا كان من المتوقع احراز تقدم علي المسارين السوري او اللبناني مع اسرائيل قريبا.. قال السفير سليمان عواد, انه اذا تعثر المسار الفلسطيني ستكون من السذاجة توقع نجاح المفاوضات علي المسارين السوري او اللبناني.