خاص - برلينوروما في الوقت الذي أنهي فيه الرئيس مبارك جولته القصيرة إلي أوروبا بدأت أصداؤها تجني ثمارها، حيث كشف رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني عن أنه وعد الرئيس مبارك بالتدخل لدي أصدقائه في إسرائيل لتمديد وقف الاستيطان، مؤكدا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الايطالية (أكاي) أن للرئيس مبارك دورا حاسما في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين . وأوضح بيرلسكوني: لقد ود الرئيس مبارك لقائي لأنه أراد أن يحيطني علماً بما آلت إليه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف: هنأت الرئيس المصري علي الجهود التي يبذلها، وقد تعهدت له بأن أسعي للتدخل لدي أصدقائي الإسرائيليين وزملائي في الاتحاد الأوروبي، في سبيل محاولة إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بتمديد وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية الذي ينتهي أجله اليوم السبت، والذي ينبغي تمديده لمدة ثلاثة أشهر أخري أي حتي نهاية العام الجاري. وكان قد عاد الرئيس مبارك إلي أرض الوطن مساء أول أمس الخميس بعد جولة أوروبية استغرقت أقل من 42 ساعة، وقد أجري الرئيس مبارك - خلال هذه الجولة - مباحثات مهمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الأربعاء الماضي تركزت علي دفع عملية السلام ودعوة إسرائيل لمد مهلة تجميد الاستيطان لإتاحة الفرصة أمام إنجاح المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الإسرائيلي تصدرت. المحادثات، وقال عواد - في تصريحات له - إن الرئيس مبارك أكد خلال المحادثات علي احتياج السلطة الفلسطينية للدعم السياسي وليس للدعم الاقتصادي فقط، وهو ما كان قد لخصه سيادته خلال لقائه السابق مع بيرلسكوني عندما قال له: (يجب أن نضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أولا قبل أن نتحدث عن مشروع مارشال الجديد).وقال المتحدث: إن الرئيس مبارك يري أهمية في أن يضع بيرلسكوني في صورة الوضع الدقيق الراهن الذي تمر به عملية السلام ، لاسيما في ضوء ما يعلمه الرئيس مبارك عن العلاقات الوثيقة بين بيرلسكوني وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. وردا علي أسئلة الصحفيين حول السيناريوهات المحتملة لمسيرة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة في حال عدم تجديد إسرائيل لقرار تجميد الاستيطان، أشار عواد إلي رسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس في السابع عشر من أغسطس الماضي في إطار تشجيعه وحثه علي الدخول في المفاوضات المباشرة، والتي تعهد فيها (بأنه لن يتم استئناف الاستيطان بعد انتهاء المهلة الإسرائيلية). وقال المتحدث: (علينا أن ننتظر لنري مدي قدرة الإدارة الأمريكية علي الوفاء بهذا التعهد). وأشار إلي أن هناك أكثر من طرح أو سيناريو إسرائيلي للتعامل مع هذه القضية الأول: هو ما يردده البعض في إسرائيل مثل وزير الاستخبارات باستئناف الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تسعي إسرائيل إلي أن تؤول إليها تحت أي اتفاق، وهي معالي أدوميم وجوش عتصيون وأريئيل، بحيث يتم التوقف عن البناء في باقي المستوطنات. ويري أن الطرح الثاني هو أن يتم إصدار إعلان بعدم تجديد المهلة علي أن يتم إعاقة البناء الفعلي علي الأرض من خلال إجراءات بيروقراطية تعرقل هذا البناء، فيما يطرح سيناريو ثالث إلي التزام الحكومة الإسرائيلية الصمت بحيث لا يصدر عنها أي تصريح محدد يفيد تجديد المهلة أو انتهاءها.وقال عواد «يبدو أن نتانياهو يتذرع بخطر تمديد المهلة علي تماسك ائتلافه الحاكم، وبالتالي فمن الصعب التكهن بما سيحدث يوم انتهاء المهلة بعد غد الأحد». وشدد السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علي أنه بغض النظر عن أي سيناريوهات محتملة فإن ما هو معروف يقينا أن استمرار الاستيطان سيؤدي إلي توقف المفاوضات وهو موقف فلسطيني معلن علي لسان الرئيس عباس نفسه ، وتتفهم مصر تماما هذا الموقف الفلسطيني وسوف تسانده. وأشار عواد إلي أن الرئيس مبارك أكد لبيرلسكوني علي نحو ما أكد لميركل أن مصر في جهودها لحث عباس وتشجيعه علي المضي في المفاوضات المباشرة - رغم ما أحاط بها من شكوك وهواجس - سوف تتفهم تماما موقف الرئيس الفلسطيني إذا ما قرر الانسحاب من هذه المفاوضات كما أعلن من قبل. ولفت إلي أن الحكومة الإسرائيلية لطالما تذرعت بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام حسب زعمها، ولكن الواقع هو أن عباس قد أثبت أنه شريك قادر علي صنع السلام عندما قبل الدخول في المفاوضات المباشرة برغم معارضة الكثير من الأطراف الفلسطينية والعربية. وقال: إنه إذا ما أقدمت الحكومة الإسرائيلية علي عدم تمديد مهلة وقف الاستيطان ، فسوف تتحمل مسئولية ذلك القرار لما تعلمه مسبقا من موقف الرئيس الفلسطيني في هذا الخصوص ، ولما تعلمه من معارضة المجتمع الدولي بما في ذلك الراعي الأمريكي لعملية السلام للنشاط الاستيطاني. وأضاف: أنه إذا ما قررت الحكومة الإسرائيلية استئناف الاستيطان، فسوف يطرح ذلك سؤالا مهما حول من هو الشريك الغائب في عملية السلام؟. واستطرد عواد قائلا: إن المشكلة لا تكمن فقط في تمديد المهلة ولكن في المواقف التفاوضية للحكومة الإسرائيلية مثل التحدث عن يهودية الدولة الإسرائيلية واشتراط الاعتراف بها، واشتراط أن تكون الدولة الفلسطينية دولة منزوعة السلاح، واشتراط بقاء قوات إسرائيلية في الضفة الغربية وبخاصة في غور الأردن واشتراط البدء في بحث الترتيبات الأمنية قبل مناقشة قضايا الحل النهائي الست وتحديد الحدود واشتراط التوصل لاتفاقيات مرحلية وليس لاتفاق نهائي للسلام وهي كلها عقبات واشتراطات تتعارض مع مطالب الإسرائيليين من بدء المفاوضات بدون شروط مسبقة. وردا علي سؤال حول ما إذا كان من المتوقع إحراز تقدم علي المسارين السوري أو اللبناني مع إسرائيل قريبا، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد: إنه إذا تعثر المسار الفلسطيني سيكون من السذاجة توقع نجاح المفاوضات علي المسارين السوري أو اللبناني. وأضاف عواد أن إسرائيل قد تحاول من جانبها من قبيل المراوغة إرسال إشارات لتحريك هذين المسارين، ولكن المعروف للجميع هو أن المسار الفلسطيني هو جوهر القضية ومفتاح السلام، وبالتالي إذا تحقق اختراق علي المسار الفلسطيني فيمكن عندها تصور حدوث اختراق علي بقية المسارات. وأوضح عواد أن زيارة الرئيس مبارك السريعة لكل من ألمانيا وإيطاليا تندرج في إطار سعي الرئيس للحفاظ علي استمرار مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ضوء اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الإسرائيلي، وهو نفس الهدف الذي سعي إليه سيادته لدي توقفه في باريس وهو في طريقه إلي واشنطن للمشاركة في إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة. ورغم ازدحام جدول الجولة افتتح الرئيس مبارك يرافقه سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي الأكاديمية المصرية للفنون في روما بعد إعادة تطويرها بشكل كامل، في بادرة غير مسبوقة تعكس تقديرا كبيرا للرئيس ولمصر من جانب الحكومة الإيطالية.