كتب- حسن خلف الله من الخطأ الحديث بتلك النبرة السائدة حاليا عن لعب المنتخب الوطني بالبدلاء أمام بنين غدا في الجولة الاخيرة من مبارياته بالمجموعة الثالثة بكأس الامم الافريقية بأنجولا, لأن حسن شحاتة ليس بالسذاجة لكي يفعل كل التغييرات التي يفرط البعض في توقعها, وعندما يلعب البدلاء وتخسر مصر لا قدر الله.. تطغي الخسارة علي كل ما فعله الفريق في مباراتين! الحديث عن منح بعض اللاعبين الفرصة في هذه المباراة أمر جيد, ولكن في حدود لاعبين او ثلاثة علي الاكثر, وليس نصف الفريق, لان الفائدة تأتي من اللعب مع الهيكل الاساسي حتي ينسجم البديل مع الفريق وتظهر امكاناته بشكل حقيقي.. يضاف الي ذلك ان المنافس البنيني ليس بالسهولة التي يمكن ان نلعب أمامه بأي تشكيل, ثم من هم البدلاء الذين يدور الحديث عنهم ؟ منتخب مصر اشرك في المباراتين امام نيجيريا وموزمبيق15 لاعبا من بين20 لاعبا موجودين معه حاليا في مدينة بينجيلا الانجولية بعيدا عن حراس المرمي الثلاثة, اي ان هناك5 لاعبين فقظ لم نشاهدهم حتي الان هم.. المدافعان عبد الظاهر السقا والمعتصم سالم, ولاعب الوسط عبد العزيز توفيق, المهاجمان أحمد رؤوف والسيد حمدي, وهذا يعني ان شحاتة لن يشرك في البداية أكثر من لاعب جديد من بين لاعبي الدفاع واخر مهاجم من بين السيد حمدي واحمد رؤوف, وربما عبد العزيز توفيق, أما من يختارهم من ال15 لاعبا فهم ليسوا جددا علي المشاركة, بمعني انه سيفاضل بين منح بعضهم الفرصة الاكبر لتجهيزهم من أجل دور الثمانية يوم25 يناير الحالي في السادسة مساء بتوقيت القاهرة مع ثاني المجموعة الرابعة في ظل ان مصر أكدت صدارتها بشكل نهائي حتي لو خسرت أمام بنين وفازت نيجيريا علي موزمبيق بفارق من الاهداف, لانه في حال تساوي مصر ونيجيريا في عدد النقاط الست, فان نتيجة مباراتهما معا تصب في مصلحة مصر بالفوز1/3, وهو ما يتم النظر اليه أولا وفقا للائحة الاتحاد الافريقي قبل التطرق الي فارق الاهداف. وما يؤكد نظرية وجود حسابات لشحاتة أمام بنين هي تلك الطريقة التي يلعب بها المنتخب الوطني في انجولا, والتي تعتمد علي التمريرات القصيرة واللعب الجماعي أو ما يسمي بالكرة الشاملة وهي مدرسة هولندية خالصة في الاداء, ولا يمكن اعتبار الكرة الشاملة خطة بل يمكن القول أن ما تتميز به هو استغلال الوقت الذي يستغرقه الفريق المنافس في محاولة فهم طريقة اللعب بينما يحاول اللاعبون التسجيل, و لا يمكن استخدام هذه الطريقة إلا إذا توافر قدر كبير من التفاهم بين اللاعبين وقدرات كروية متوسطة علي الاقل.. و إلا ستقطع الكرات وتظهر مساحات كبيرة فارغة يمكن أن يجد الخصم طريقه من خلالها إلي المرمي بسهولة.. ولهذا لابد من الحفاظ علي التفاهم بين اللاعبين, وخاصة ان هذه الطريقة أفادت المنتخب الوطني خلال مباراتين نجح في الفوز بهما, وجعلت غياب صانع الالعاب غير مؤثرا في ظل جماعية الاداء.. فكيف يفرط شحاتة عقد التفاهم بهذه السهولة ؟ لقد أكد المنتخب الوطني ان كرة الارض تكسب كرة الهواء في انجولا, تلك الكرة التي تعتمد علي التمرير بالقدم لكن بطريقة البنج بونج, بحيث لا تجعل الكرة تخرج من الدائرة الكبيرة!.. بينما اثبتت الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا فشل كرة الهواء التي تعتمد علي التمريرات الطولية والعرضية بعيدة المدي من خلال ابقاء الكرة في الجو اكثر وقت ممكن بدون ان تلامس الارض, وكم مرة يمكن للاعب جعلها تقفز علي رأسه و صدره و قدمه, وتعلم الدرس جيدا كل من الجابون و بوركينافاسو وزامبيا.. وبنين ايضا!..