لا تعبر الأزمة المشتعلة حاليا بين وزارة التربية والتعليم وناشري الكتب المدرسية( الخارجية) إلا عن فشل حاد وذريع لوزراء التربية والتعليم في مصر خلال العقود الأخيرة. التي أوصدت الأبواب بين التلاميذ والكتب المدرسية التي توزعها عليهم الوزارة لسوء محتواها وضعفها الشديد. والحل البسيط لهذه الأزمة أن يتم تأليف كتب جديدة تضم المناهج وتشرحها بشكل علمي وحيوي ومبسط للطلاب بالتركيز. كما يري الدكتور عبدالفتاح خليل الأستاذ بجامعة قناة السويس علي الجوهر وأن يتم إعداد هذه المناهج بمراعاة أحدث ما توصل إليه العلم وارتباطها بالواقع وأن يكون إعداد هذه المناهج من خلال لجان تضم الخبراء المتخصصين والممارسين والعاملين في هذا المنهج. لأن الكتب المدرسية الحالية غثة وضعيفة وسطحية. ويشير الدكتور عبدالفتاح خليل إلي ملاحظته علي تعلم أولاده أثناء وجوده لخمس سنوات في انجلترا وكتبهم المدرسية بأنها كانت تغطي المنهج بالشكل المناسب الذي يسمح باستيعاب التلاميذ للمناهج وبصورة بسيطة دون إرهاق لعقولهم, ولذلك فلا يعرف التعليم بانجلترا وفي غيرها من البلاد الكتب الخارجية. وهو مايؤكده علي عبدالشافي السيسي مدرس الانجليزية بالمحلة الكبري متذكرا وقت إعارته في دولة اليمن بأن المناهج هناك كانت تغني عن الكتب الخارجية. أما في مصر وللأسف فإن المناهج في الكتب المدرسية لا يمكن أن يعتمد عليها الطالب للنجاح إطلاقا, حيث إنها تمثل طريقة خاطئة وجافة في التعليم وتنقصها المعلومات عكس الكتب الخارجية, فمثلا في مادة اللغة الانجليزية يتم ذكر الكلمات ومفرداتها ومعانيها وتصريفات الأفعال ومعانيها وشرح القواعد بشكل تفصيلي وهو ما يؤدي إلي استيعاب الطالب للمادة, وبالتالي يحجم عن النظر في كتاب المدرسة رغم أن الفارق في جودة الورق والطباعة والإخراج والألوان كبير جدا لمصلحة الكتاب المدرسي. محمد محرز الطالب بالصف الثاني الثانوي علمي يؤكد أنه وغيره من الطلاب لا يفتحون كتاب المدرسة نهائيا, واعتمادهم في المذاكرة علي الكتب الخارجية لأن الكتاب المدرسي غير مفهوم وضعيف في مادته. أما الدكتور حامد محمود مرسي, وكيل كلية التجارة بالسويس, فيري أن ما يسمي بالتطوير الذي أحدثته وزارة التربية والتعليم في المناهج فاشل, لأنه أدي إلي زيادة ضعف هذه المناهج وسطحيتها فضلا عن الأخطاء الشائنة فيها, ويتساءل الدكتور حامد مرسي عن سبب إحجام مركز تطوير المناهج بوزارة التعليم عن الاستعانة بأساتذة كليات التربية وخبرائها من أساتذة مناهج وطرق التدريس, مضيفا أن ما يقرؤه في كتب التاريخ والجغرافيا واللغة العربية ومواد الرياضيات أثناء متابعته لمذاكرة أولاده يؤكد فشل الوزارة في تقديم منهج واضح وقادر علي تعليم التلاميذ. يقول الدكتور حامد موسي: لا أري في هذه الكتب سوي طلاسم ولذلك فمن حق الطالب أن يلجأ في مذاكرته إلي الكتب الخارجية. مضيفا: رغم أنني أستاذ اقتصاد فلا أجرؤ علي الشرح لأولادي في المرحلة الثانوية في مادة الاقتصاد لأن المعلومات الموضوعة بالمنهج خطأ ولا يمكن لي تصحيحها حتي لا يجيب ابني الإجابات الصحيحة التي هي بالقياس علي ماهو في الكتب المدرسية تكون خطأ, وبالتالي فإن المدرس الذي سيصحح الامتحان سيكون ملتزما بما في كتب الوزارة ويعطيهم أقل الدرجات أو يحتسب الإجابات علي أنها خاطئة وبعد فإن, هموم الكتاب المدرسي هي أكبر هم لطلاب المدارس, وهو ما يزيد أعباء الأسر المصرية بتخصيص ميزانية كبيرة لشراء الكتب المدرسية والدروس الخصوصية ومجموعات التقوية التي أصبحت تحل محل الحصص أثناء اليوم الدراسي, فآخر تقليعة في ذلك هو ما يحدث في بعض المدارس ومنها مدرسة نمرة البصل الابتدائية الجديدة في المحلة الكبري حيث يتم إعطاء التلاميذ فيها مجموعات التقوية أثناء حصص اليوم الدراسي ويتم اخراج المجموعة غير المشتركة بمجموعات التقوية إلي فناء المدرسة للعب.