منذ ايام منحت د. اميرة الشنواني استاذة العلوم السياسية وخبيرة العلاقات السياسية الدولية والشئون البرلمانية العضوية الشرفية في المجلس المصري الأوروبي. فماذا تعني لها هذه العضوية في ظل طموحها السياسي والذي ليس له حدود علي حد تعبيرها؟ كان هذا السؤال بداية الحوار معها والذي تطرق إلي العديد من التساؤلات التي تهم المرأة السياسية بوجه عام. تقول د. اميرة الشنواني: سعدت كثيرا بمنحي هذه العضوية واعتبرتها اضافة جديدة اعتز بها في مشواري السياسي والذي بدأته مبكرا عندما التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وتم اختياري الطالبة المثالية علي مدي سنوات الدراسة الأربع, كما انتخبت عضوا في اتحاد الطلبة بالكلية في هذه المدة وبعد التخرج انتخبت عضوا بمجلس ادارة جمعية خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية للمرة السابعة علي التوالي.. ولم يقتصر مشواري السياسي علي النطاق الأكاديمي فقط بل تقلدت عدة مراكز منها مستشار بمكتب رئيس مجلس الشعب للمعلومات السياسية, كما انني عضو بعدة منظمات دولية واقليمية ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية للشباب بدعوة من الهيئة الأمريكية للخدمات الميدانية ومن بينها المؤتمر الذي عقد في مدينة سان جيمانيانو بإيطاليا, كما رأست لجنة الاقتصاد والتجارة التي عقدت في مدينة برلين لبحث مشاكل المدن الكبري, وكان مؤتمر قمة البحرين للأمن الأقليمي آخر المؤتمرات التي مثلت فيها مصر. أما عن نشاطي الحزبي فأعتز بعضويتي في الحزب الوطني منذ عام1982 وتم انتخابي عضوا بالمجلس المحلي لمحافظة القاهرة, وامينة لفتيات القاهرة لمدة4 سنوات وامينة المرأة بدائرة قصر النيل, وعضو بلحنة الشئون المالية والاقتصادية بالأمانة العامة للحزب وعضو بلجنة التعليم وعضو بلجنة التنمية البشرية بالأمانة العامة للحزب. كيف ترين نظام الكوتة ونحن علي ابواب انتخابات مجلس الشعب؟ نظام الكوتة انجاز كبير للمرأة المصرية وقد تحقق نتيجة الجهد الكبير الذي قام به المجلس القومي للمرأة برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك وتوج هذا الجهد الرئيس حسني مبارك بتعديل المادة62 بحيث اصبح هناك64 مقعدا للمرأة في البرلمان اثناء التعديلات الدستورية عام2007 ولا شك ان نظام الكوتة سوف يزيد من مشاركة المرأة السياسية وزيادة عضويتها في البرلمان خاصة أن مصر موقعة علي الاتفاقية الدولية للقضاء علي كافة انواع التمييز ضد المرأةالسيداو1979 ومن أهم ما تنص عليه هذه الاتفاقية هو التمييز الايجابي المؤقت للمرأة عن طريق الكوتة والتي تأخذ به بعض الدول العربية مثل الاردن والتي تخصص6% من مقاعدها البرلمانية للمرأة ودول أخري مثل الهند التي تخصص33% وفي الواقع تعتبر الكوتة اضافة مهمة للأعمال الكثيرة التي قامت بها السيدة الفاضلة سوزان مبارك في مجال قضايا المرأة مثل اهتمامها بمنع الاتجار في البشر وغيرها. وما رأيك فيما يثار حاليا من صراعات غير سوية بين المرأة والمرأة في ظل الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب المقبلة؟ هذا أمر مرفوض تماما فيجب علي المرأة أن تسمو بأخلاقياتها لتكون فعلا جديرة بأن تخصص لها مقاعد في البرلمان ليصبح البرلمان المصري صورة مشرقة امام العالم وهذا يتطلب حسن اختيار السيدات المرشحات من جانب الأحزاب المختلفة بحيث يكن علي درجة عالية من العلم والمعرفة والأخلاقيات, فضلا عن النزاهة والشفافية كما ذكر الرئيس مبارك. وما تقييمك لأداء المرأة البرلماني في الدورة الماضية وهل حظيت قضايا المرأة باهتمامها؟ قالت: ليس كما كان متوقعا حتي قضايا المرأة اهتم بها المجلس القومي للمرأة بشكل افضل ونأمل في الدورة البرلمانية الجديدة أن يكون أداء المرأة اكثر فاعلية بالنسبة للقضايا المجتمعية بشرط ألا تنسي قضاياها. رغم انغماسك في السياسة إلا انك حتي الآن لم ترشحي نفسك في الانتخابات البرلمانية؟ ترددي في الترشيح نابع من تخوفي مما يجري في الدوائر الانتخابية من بلطجة وعنف بين انصار المرشحين والذي يجعل من الصعب علي المرأة ان تتعامل معه بشكل يحفظ لها حقها ولذلك اري ضرورة تشديد العقوبة علي كل من تسول له نفسه ممارسة شيء من هذا القبيل بحيث يشطب اسم المرشح ويحرم من الترشيح لمجلس الشعب في حال قيام انصاره بأي عنف يستخدم لصالحه لأن هذا مظهر غير حضاري ويسيء إلي مكانة مصر أمام العالم. بوصفك عضو مجلس ادارة مركز دراسات المرأة العربية بدبي وفرعه بباريس كيف ترين الواقع الحالي للمرأة المصرية والعربية من حيث مشاركتها السياسية والنواحي الأخري من الحياة؟ تواجه المرأة المصرية والعربية العديد من المعوقات تحد من مشاركتها السياسية اهمها الموروثات الثقافية والاجتماعية.. فدول الشرق بصفة عامة تضع المرأة في الخانة رقم2 أي تعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية أو حتي الأخيرة يأتي بعد ذلك ضعف امكانياتها المادية مقارنة بالرجل مما يضعف مشاركتها السياسية أو حتي الاقتصادية في عملية التنمية.. كما انها تعامل معاملة قاسية في بعض المناطق الريفية والنائية في مصر والدول العربية الأخري كحرمانها من التعليم والزواج المبكر.. واذا كانت المرأة المصرية قد اخذت حقوقها السياسية خاصة حق الانتخاب والترشيح منذ دستور عام1956 إلا أن المرأة العربية سبقتها في بعض الأمور مثل تعيينها قاضية والكوتة للمرأة وكان المفروض أن يحدث العكس علي اساس ان مصر رائدة لمنطقتها العربية. وبعيدا عن السياسة أسألها عن صورة المرأة المصرية في الدراما التليفزيونية التي تلاحقنا في جميع الاوقات في شهر رمضان؟ الكثير من الدراما اساء إلي صورة المرأة المصرية ومكانتها حيث هدفت إلي تحقيق الربح دون مراعاة لصورة المرأة المصرية في المسلسلات التي تشتريها الفضائيات العربية. وأخيرا أسألها عن حلمها الذي مازالت تحلم به؟ قالت: احلم ان اصبح أول وزيرة للخارجية المصرية. واتركها تحلم مع تمنياتي لها بتحقيق هذا الحلم.