حمدت الله علي بدء تطبيق الآذان الموحد غير أني لا أجد فيه حل مشكلة المساجد في عصرنا, ذلك أن كثيرا من الخطباء والأئمة بها مازالوا يعيشون علي مفاهيم لا تصلح لهذا العصر . ويستخدمون الخرافات والإسرائيليات لشرح الدين, كما لو أن الإنسان يعيش في العصور الوسطي غير الإسلامية, فضلا عن وجود جيل من الأئمة يخطئون في قراءة آيات القرآن وربما لا يحفظونها. ولعل الأزهر الشريف تنبه لهذه المشكلة مبكرا, بتقرير المواد الثقافية والعلمية علي طلابه, إلا أن الواقع يقول: إن هناك قصورا شديدا في هذا المجال بالمقارنة باكتساح الفضائيات وقنوات التسلية, واجتذابها للناس بعيدا عن المساجد حتي إن أدوات التسلية المختلفة ومنها الإعلام حجزت المواطن في شهر العبادات لمشاهدة كل جديد وشيق, وقد يكون معذورا, في الوقت الذي ترك فيه رجال الدين دورهم الحقيقي أمام هذه المنافسة, فيما يعد نقصا وانحدارا, لأن هذه الوسائل المسلية بذلت جهودا مادية وإعلامية شديدة لم يقابلها رجال الدين بنسبة واحد في المليون مما يجعلهم يخسرون أمام هذه الآلة الجبارة, والأولي بهم أن يكثفوا جهودهم في الدعوة للإسلام الحق المعتدل, بدلا من ترك الأجيال في فراغ ذهني وثقافي يسمح لهم بالانحراف حتي في الدين أو التعصب بلا فهم. رأيت بنفسي ومازلت أري كيف أن خطيب الجمعة مثلا, يلقي خطبا نارية حامية دون أن أفيد منها بمعلومة حقيقية, فإذا انصرف المسلم من المسجد انصرف الي من يفهم منه أيا كان نوعه, ولعل هؤلاء لا يدركون أن الجامع جامعة أو مدرسة يجب ألا تتخلف عن أي أداة لنهضة المواطن وإصلاح حاله ومشكلاته وأسرته, فهل هناك تدمير أكثر من إضاعة وقت شعب بأكمله, ينتظر أدوات اللهو منصرفا عن ربه وعن تربية أولاده وإصلاح أهله, وحتي صارت محور حياته.