في مسألة انقاذ مصر من المجاعة المائية التي يبشرنا أو يحذرنا من الوقوع في فخاخها كثيرون.. لابد أن نستند إلي نشر ثقافة مائية جديدة يعرفها كل مواطن صغر أم كبر كما يعرف طقوس ديانته التي يدين بها ويمارسها علي مدي الساعة. والديباجات الإعلانية والشعارات التقليدية والعبارات المكررة لن تضيف جديدا في مسألة الترشيد ولن تغير سلوكيات ثقافة السفه في استخدامنا للمياه, سواء في منازلنا أو في أماكن عملنا ورياضتنا وأماكن الترفيه والتريض!! وكما أننا كلنا في بر مصر شركاء في حق الحياة فإننا بالتبعية شركاء في حقوق استخدامها وبالتالي الحفاظ عليها من الإهدار والتلوث, لأننا ببساطة اذا التزمنا بذلك نكون قد حافظنا وكلنا رعاة حكاما ومحكومين للمياه. والمسألة لنشر الثقافة الجديدة.. تعالوا نجرب خلط معالم وأصول وعلوم هذه الثقافة بكل إعلاناتنا في جميع وسائل اذاعتها وبثها في كل وسائل الميديا الإعلامية. فالصابون والمسلي والملابس وأدوات التجميل والسيارات وطلاء المنازل ودهان الأثاثات.. الخ, لابد من ربطها بمعلومة عن المياه, فمثلا كم نستهلك من المياه لانتاج سيارة أو بيضة أو صابونة أو علبة مسلي ووعاء دهان للأحذية أو قميص أو بنطال أو حتي لعبة أطفال!! ومن خلال هذه الاعلانات كلها تقريبا سنعرف أهمية المياه وقيمتها وكم نستهلك لانتاج طن قمح أو رغيف خبز أو كيلو لحم ماشية أو دواجن. وما هو الاستخدام المثالي بالتوضيح السريع والابتكار الفني المبدع الخلاق للاستحمام أو النظافة الشخصية أو حلاقة الذقن وحتي الوضوء والاغتسال.. وهكذا سنعيش حياة جديدة تدخل ثقافة مياه لداخلنا وندخل لأسرارها فنحفظها بصورة شيقة جذابة وبالتالي نعرف قيمة قطرة المياه ونحفظها!! ونحافظ عليها ونرشدها بسلوكيات مبتكرة!!