شيخ الطرق الصوفية ومحافظ الغربية يناقشان الاستعدادات النهائية لمولد السيد البدوي    واشنطن بوست: إيران نجحت في تجاوز دفاعات إسرائيل وضربت 3 منشآت عسكرية    معاناة طارق حامد مستمرة في السعودية    إصابة طفلة سقطت من سيارة بمدينة 6 أكتوبر    في أكتوبر.. أرخص 5 سيارات جديدة بالسوق المصري    رئيس الدلنجات يشدد على التعامل الحاسم مع مخالفات البناء وفرض هيبة الدولة    وزير الاتصالات يلتقي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا    أماكن منافذ بيع لحوم حياة كريمة في الشرقية.. أسعار مخفضة وجودة عالية    حصاد جلسات مجلس النواب خلال انطلاق دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الثاني    "المرصد العربي" يناقش إطلاق مؤتمر سنوي وجائزة عربية في مجال حقوق الإنسان    باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي عاجز عن دخول لبنان بريا    الكرملين: بوتين لا يعتزم إجراء أية محادثات مع رئيس وكالة الطاقة الذرية    القصف وصل لمنزله.. كواليس هروب نتنياهو إلى الملجأ خوفًا من القتل (فيديو)    الصحفيين: فتح باب الترشح لانتخابات التجديد النصفي للنقابة الفرعية بالإسكندرية 7 أكتوبر    مباشر دوري السيدات - الزمالك (0)-(0) الأهلي.. فرصة خطيرة    تشكيل الأهلي والزمالك لقمة الدوري المصري للسيدات    جيفرسون كوستا: أسعى لحجز مكان مع الفريق الأول للزمالك.. والتأقلم في مصر سهل    تكثيف الجهود لإنهاء مشروع إحلال وتجديد مياه الشرب والصرف بأسوان    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم بالغربية    وزارة الثقافة تحتفي بنصر أكتوبر على مسرح البالون    قناة السويس تكشف حقيقة بيع مبنى القبة التاريخي    غدًا.. حفل ختام مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته ال 40    تامر حسني وابنه يظهران بالجلابية البيضاء: «كنا بنصلي الجمعة»    ب«إهداء 350 كتابًا».. جامعة القاهرة تبحث مع «النشر للشعب الصيني» مجالات الترجمة وتبادل الثقافات    منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر انتشار فيروس ماربورغ القاتل    سلوت: اسألوني عن عقد صلاح بعد التوقف الدولي    نائب وزير الصحة: الدولة مهتمة بتعظيم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء    خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    واعظ بالأزهر: «الوسطية» منهج رباني لإصلاح أحوال الناس    عاجل.. أول رد من الأهلي على عقوبات مباراة بيراميدز.. طلب خاص لاتحاد الكرة    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    حملة للتبرع بالدم في مديرية أمن البحر الأحمر لإنقاذ حياة المرضى    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    الاستعلام عن حالة فتاة سقطت من شرفة منزلها بأكتوبر.. وأسرتها: اختل توازنها    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    «الأوقاف» تفتتح 25 مسجدًا في عدد من المحافظات اليوم    ارتفاع أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    حقيقة نفاد تذاكر حفلات الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية.. رئيس الأوبرا ترد؟    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    خروج عربة ترام عن القضبان في الإسكندرية.. وشهود عيان يكشفون مفاجأة (فيديو وصور)    دعاء يوم الجمعة.. تضرعوا إلى الله بالدعاء والصلاة على النبي    نائب مدير الأكاديمية العسكرية: نجحنا في إعداد مقاتل بحري على أعلى مستوى    رسمياً.. فتح باب تسجيل تقليل الاغتراب جامعة الأزهر 2024 "الرابط الرسمي والخطوات"    في مباراة مثيرة .. تعادل بورتو البرتغالي ومانشستر يونايتد 3 - 3 بالدوري الأوربي    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    تعرف على نصوص صلاة القديس فرنسيس الأسيزي في ذكراه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتقادات للرئيس لقبوله "وصلة نفاق " محافظ الشرقية .. وكاتب حكومي يتساءل: هل ستعيد استقالة وزير النقل غرقى العبارة للحياة؟ .. وتساؤل عن مسئولية القوات البحرية في ارتفاع ضحايا العبارة .. وتأكيد بأن الشعب خرج لتشجيع المنتخب لثقته بأن المباريات لن تزور
نشر في المصريون يوم 16 - 02 - 2006

نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث يبدو أن التحذيرات التي أطلقها أمس مجدي مهنا من أن تأجيل الإصلاح قد يقدم السلطة على طبق من ذهب لجماعة الإخوان المسلمين ، قد استفزت الدكتور عصام العريان القيادي في الجماعة ، والذي أرسل ردا على المقال ، نشره مهنا في عموده ، وكتب العريان يقول " لفت انتباهي تحليلك للقرار الهروبي الذي اتخذه النظام المصري بإصدار قرار بقوة القانون باسم الحكومة ، ولم يتقدم به نائب من الحزب الوطني ، ولم تتم مناقشته داخل الحزب ، بل تم فرضه من أعلى وإقراره رغم شبهة عدم الدستورية ، ما لفت انتباهي هو أمران سريعان : الأول : إنك تعتبر إن الإصلاحين الدستوري والسياسي سيكونان قارب الإنقاذ للوطن من وصول الإخوان للحكم ، فهل نحن مزعجون لهذه الدرجة ؟ وهب يملؤك أنت شخصيا خوف شديد من وصول الإخوان للحكم ؟ وهل الحكم أصبح حكرا على العلمانيين من دون خلق الله ، رغم أنهم فشلوا خلال قرن كامل من الزمان في إحداث أي نهضة أو تقدم بالرغم من تنوع اتجاهاتهم وامتلاكهم قدرات هائلة في الوطن العربي كله : ثروات وجيوش وعلماء .. إلخ . الثاني : إنك تعتقد – كما هو ظاهر الكلام – أن نجاح الإخوان المسلمين سيكون بسبب فشل الحكم الحالي وفساد الحزب الوطني، ألا يستحق الإخوان عن جدارة تأييد المواطن المصري ؟ ألم يصوت المصريون للإخوان في كل انتخابات حرة ونزيهة في النقابات المهنية والاتحادات الطلابية ونوادي هيئات التدريس بالجامعات ، وفي الانتخابات المحلية عام 1992 التي حصل التحالف الإسلامي من الإخوان وحزب العمل والأحرار على قرابة 15% من مجالس المحليات وقتها ثم أخيرا انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ثم في فلسطين قبل أيام . هل كل هؤلاء محتجون طوال الوقت منذ 30 عاما ؟ هل كل هذه الأصوات أصوات عقابية ؟ هل هذا معقول في منطق العقول والتحليل السياسي ؟ لماذا ينكر الناس علينا أننا أصحاب مشروع للنهضة يعتمد قواعد ومبادئ الإسلام العظيم : عقيدة وشريعة وحضارة وتراثا " . وعلق مهنا على رد العريان ، قائلا " لم أقل إن الإصلاحين الدستوري والسياسي سيكونان قارب الإنقاذ للحزب الوطني من وصول الإخوان إلى الحكم ، لكن السيناريو الجاري حاليا سيدفع بالإخوان إلى قمة السلطة في خلال عشر سنوات ، وهذه حقيقة اعتقد أنه لا يختلف عليها اثنان ، وطالما أن الإخوان سيصلون إلى الحكم بإرادة شعبية فليس لي أدنى اعتراض على ذلك ، وحكم الإخوان قد يكون أفضل من حكم الوطني بكثير بدليل أن الناس أعطت أصواتها لمرشحي الإخوان . أما أن نجاح الإخوان سيكون بسبب فشل الحزب الحاكم ، فاعتقد أن هذه حقيقة أخرى لا يختلف عليها اثنان ، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى ، أهمها الخطاب السياسي والإعلامي للإخوان الذي تعتمد على دغدغة مشاعر المواطنين ، لكننني لا اعتقد أن نجاح الإخوان راجع إلى وجود برنامج سياسي لهم " . نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث تناول محمد سيد أحمد كارثة غرق العبارة السلام 98 من زاوية أكثر عمقا ، واعتبرها تعبيرا عن تفسخ العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن ، وكتب يقول " إن ما جري بخصوص العبارة هو مراهنة علي أن شيئا شاذا لن يحدث علي وجه الإطلاق‏,‏ وعلي وجه اليقين‏..‏ ذلك رغم ارتكاب كل الأخطاء التي ارتكبت‏! ،‏ والتي مازالت ترتكب كل يوم‏. وبوجه عام‏,‏ هناك عملية تزييف للعقد الاجتماعي الذي يجد تعبيره إجمالا في صفقة ضمنية غير معلنة تتلخص في العبارة‏:‏ أنا كمواطن لا أجد غضاضة في السعي إلي التهرب من دفع الضرائب‏..‏ وأنت يا دولة تستبيحين لنفسك أن تزوري الانتخابات‏!..‏ إننا‏,‏ باختصار‏‏ بصدد تحايل طابعه سياسي نظير تحايل طابعه اقتصادي‏!..‏ هل العمليتان منسجمتان؟‏..‏ هل من خروج من هذه الدائرة المفرغة؟‏..‏ هذا التفكك في دولة القانون هو الذي يعشش فيه الفساد‏,‏ وينمو‏,‏ ويتفاقم‏..‏ هو مصدر إفساد القيم‏..‏ هو الذي ينال من الديمقراطية‏,‏ ويجردها من محتواها‏,‏ ويحولها إلي عملية شكلية‏..‏ هل وارد هكذا إطلاق عملية إصلاح؟‏ " .‏ وأضاف سيد أحمد " إن كارثة العبارة من الممكن تصورها رمزا للمآسي التي تعيشها مصر الآن‏..‏ فالإصلاح يتعثر‏..‏ لأنه يقوم علي صفقة مغلوطة‏,‏ ولا يصح إلا الصحيح‏.‏ لقد حان الوقت لتصحيح المعوج‏..‏ بمعني‏:‏ ألا يكون هناك تزوير للانتخابات‏,‏وفي المقابل لا يكون هناك تزييف للديمقراطية‏..‏ أي ألا يسمح بانتهاك دولة القانون‏,‏ مع وضع حد في المقابل لأي تعامل يقوم علي الفساد‏..‏هل هذه معادلة ممكنة؟ . في كارثة العبارة‏,‏ كانت جماهير الركاب هي التي عانت الأمرين‏..‏ هي التي تعرضت للموت بالجملة‏..‏ والمطلوب الآن هو استخلاص الدروس من هذه المأساة القاسية التي لن تنسي لأجيال‏..‏واتخاذها نموذجا حتى لا تتكرر أبدا في المستقبل‏..‏وحتى تكون نموذجا لتعامل يتسع لمختلف أوجه النشاط في المجتمع‏,‏ وليس مجرد حدث الهدف منه امتصاص الغضب‏,‏ ومنعه من التمادي إلي أبعاد مأسوية‏ ".‏ في مقابل هذا التحليل العميق لأسباب الكارثة ، فإنه محمد على إبراهيم طرح مأساة ضحايا العبارة وأسرهم على أساس أنها قضية تعويضات فقط ، وانه ما دام الركاب قد ابتلعهم البحر فعلينا أن نفكر في الأحياء ، كما لو كان أهالي الضحايا متسولين أو ليس أمامهم سوى قبول " العوض" عن أروح أبنائهم ، وكتب يقول " في اليوم التالي لتعيين المهندس محمد منصور وزيراً للنقل. كنا علي موعد مع رئيس الوزراء للحديث عن حكومته والتحديات التي تواجهها. والمهام الملقاة علي عاتقها والكيفية التي سيتم بها تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي. وكان أبرز ما ركز عليه رؤساء التحرير الذين حضروا الاجتماع هو دخول عدد كبير نسبياً من رجال الأعمال إلي الحكومة. وهو الأمر الذي انتقدناه وقلنا - فيما قلناه - إنه من المستحيل أن يشعر هؤلاء المليونيرات بآلام ومتاعب الطبقة الكادحة. قلنا كيف يشعر وزير الصحة وهو الطبيب الاستثماري بمتاعب مريض يرقد في قصر العيني أو الدمرداش. ولا يجد علاجا أو دواء.. وكيف ينفعل وزير النقل المليونير بمتاعب ركاب الدرجة الثالثة بالقطارات الذين يئنون تحت وطأة الزحام والاختناق والكراسي السيئة والنوافذ المكسورة.. واللصوص و"الهجامة" الذين يسطون عليهم دائماً.. وقلنا نفس الكلام علي وزراء آخرين. وكان رد رئيس الوزراء أنه عندما يكون الوزير غنياً. فإن في هذا مصلحة لوزارته خصوصا إذا كانت وزارة خدمية.. والوزراء قبل الثورة كانوا لا يتقاضون مرتبات أو بدلات أو تخصص لهم مواكب أو أطقم حراسات. وكانت معظم نفقات الوزير يتحملها هو شخصياً. وأحياناً كان يدفع مرتبات السكرتارية من جيبه الخاص. ومازال المصريون ينظرون إلي الوزراء "الشبعانين" بتقدير. اللهم إلا إذا كانت هناك شبهة فساد في ثرواتهم. فان هؤلاء يسقطون من نظر الناس فورا.. فالوزير الذي يخرج من منصبه ثرياً لا يكون فوق مستوي الشبهات.. أما الذي يدخل الوزارة وهو "شبعان" فإنه - في الأحوال العادية - يكون محصنا ضد الفساد. وإذا حدث اختراق لمنصبه فإنه يكون من العاملين في مكتبه أو المحيطين به. وقد أعجبني ما نشر عن تبرع وزير النقل المهندس محمد منصور بخمسة ملايين جنيه لضحايا العبارة . كما تبرع "ابن خالته" وزير الإسكان المهندس أحمد المغربي بمليون جنيه لنفس الغرض. الوزيران في منصبيهما منذ شهر.. ووزير النقل بكل الأعراف القانونية ليس مسئولا "جنائيا" عن غرق العبارة. لكن هناك مسئولين غيره..وإذا كان هناك حساب جنائي فينبغي أن يخضع له كل من سمح أو ساهم في أن يظل أسطول ممدوح إسماعيل يبحر وينقل الركاب. وهو علي هذه الحالة المزرية من التدهور وافتقاد السلامة وغيرها من المواصفات المتدهورة ". وأضاف إبراهيم " التبرع الذي أقدم عليه الوزيران - وبالذات وزير النقل - هو الأول من نوعه والأكبر من حيث المبلغ فلم يسبق لنا أن سمعنا عن تبرع بهذا الحجم قبل الآن.. وربما تكون هذه ميزة من مزايا "المليونيرات".. فإذا كان المليونير إنساناً فإنه يكبر في عيون الناس.. علي أية حال . مؤكد أن هذا التبرع لن يعجب البعض وسيقولون قتلهم ورمي لهم "شوية فكة".. وإيه يعني خمسة ملايين لواحد مليونير زيه.. وسيقول آخرون إن "فلوسه" لن تمسح الدموع ولن تعيد الآباء والأزواج والأمهات الذين اختطفتهم يد الموت.. ولن.. ولن.. ولا تملك إلا أن تتعجب وتسأل هل أجرم الرجل بالتبرع.. وما الذي كان عليه أن يفعله لترضي عنه المعارضة وصحفها؟ سيقولون أن يستقيل!! ومن الطبيعي أن ترد وهل ستعيد الاستقالة الذين ماتوا أو فقدوا أو أصابهم الاكتئاب؟! " . نبقى مع موضوع غرق العبارة ، وتلك التساؤلات الجريئة التي طرحها جمال كمال في صحيفة " الجمهورية " ، عما إذا كان تأخر عمليات الإنقاذ هو السبب في ارتفاع عدد الضحايا ، وما إذا كانت القوات البحرية هي المسئولة عن هذا التأخير ، وكتب يقول " حجم الضحايا والمفقودين في حادثة غرق العبارة السلام 98 تيتانيك المصرية وما صحبها من تناقض في التصريحات والبيانات وغياب الحقيقة وسط فيضان الاجتهادات والاستنتاجات والأقاويل المرسلة والرغبة الملحة لمعرفة ما حدث والمتسببين فيه والمسئولين عنه للمحاسبة والمعاقبة أو لمنع تكراره أثار سيلا جارفا من التساؤلات المشروعة حول ما حدث ولماذا حدث؟ . الذين روعهم وأثارهم هذا الحجم الكبير من المفقودين وصور أشلاء الضحايا والرعب الذي تملك الناجين من بقائهم وسط أمواج البحر العاتية لأكثر من 30 ساعة دون منقذ أو مغيث أو معين تساءلوا هل تأخرت بالفعل عمليات الإنقاذ؟ ولماذا تأخرت إلي هذا الحد. ومن المسئول عن هذا التأخير؟ هؤلاء وغيرهم للتأكيد والتدليل علي وجهة نظرهم حاولوا واجتهدوا واعتمدوا علي كلمة نشرت هنا وشهادة قيلت هناك ومشهد رأوه بأم أعينهم ورؤية نقلت لهم أو نشرت هناك. زعموا أن وحدات الإنقاذ تأخر خروجها لحين صدور التعليمات من الرئيس مبارك علي اعتبار أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة خاصة أن منطقة الحادث تقع ضمن مناطق العمليات بالبحر الأحمر التي تخضع لاتفاقية السلام مع إسرائيل!! . زعموا أيضاً أن الطائرات ووحدات الإنقاذ لم تخرج إلا مع أول ضوء طبقاً للتعليمات لأنها لا تملك الوسائل التي تمكنها من العمل ليلاً!! . زعموا أن وحدات الإنقاذ والطائرات عندما وصلت لمكان الحادث لم تكن لديها وسائل الإنقاذ اللازمة والكافية لانتشال الناجين وأن الوحدات التي خصصت لعمليات الإنقاذ لم تكن هي أيضاً كافية!! ". وأضاف كمال " ما قيل وتردد قد يبدو منطقياً إلا أنه دون محاولة للتبرير والتغطية يتنافى بالمرة مع حقائق ثابتة وراسخة ومحددة تحكم العمل داخل القوات المسلحة في مختلف الأوقاف والأزمات وتحت مختلف الظروف . رغم التطور الهائل في وسائل الاستغاثة والإنقاذ للسفن الجانحة والمعطوبة والغارقة إلا أن هناك عوامل ثابتة تؤثر في عمليات الإنقاذ تتمثل في طبيعة الحادث ومكانه وعمق المياه فيه والظروف المناخية حتى وأن وصلت الاستغاثة في الموعد والشكل المطلوب إلا أن تلك العوامل تؤثر في شكل وطبيعة عمليات الإنقاذ. قد يري البعض في كلامي ما يؤيد وجهة نظرهم حول تأخر إبحار القطع البحرية وبالتالي التأخر في إنقاذ الناجين ولكن ما لا يعرفه هؤلاء أن خروج أية قطع بحرية من الرصيف حتى منطقة ما يطلق عليه البانوراما خارج الممر الملاحي يستغرق في أفضل حالاته 45 دقيقة يختلف بالتأكيد في الأوقات العادية والأزمات عن حالات الاستعدادات والحروب. طرح التساؤلات بالتأكيد أمر مشروع وحق لكل متضرر أو متابع أو مشاهد ولكن الخوف والخطر في أن نستند في طرح تساؤلاتنا علي معلومات منقوصة لنخرج باستنتاجات مغلوطة تضيع في ثناياها الحقيقة ويختفي وراءها المسئول ". ننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث شن عبد الرحمن الابنودي هجوما قاسيا على وصلة النفاق التي أداها المستشار محافظ الشرقية أمام الرئيس مبارك قبل أكثر من أسبوع ، وكتب يقول " وجد النفاق لطمس الحقائق والإعلاء من شأن الكذب ، وجد النفاق لإسقاط المعايير الموضوعية وتغيير الملامح الواقعية بملامح أخري تماما لخلق وجه لا يمت بصلة للوجه الواقعي. واقعة ليست فريدة تلك التي قام فيها "السيد" المحافظ بإكالة "المجاملة" - ولا أقول النفاق »الفج« للسيد الرئيس، والذي حين سأله الرئيس عن بلده أجابه: "اللي تؤمر بيه سعادتك".. وتعجبت: كيف تقبل
رئيس مصر ذلك المديح الممجوج الذي تفوح منه روائح الكذب والمداهنة والمحلسة؟ كيف قبل أن يراه شعبه يتقبل ذلك ويسمح به، علي الرغم من أنه - عادة - يملك ما يعلق به علي مثل تلك الأقوال لينفض عن ثيابه ما علق بها من أدران التأليه و تبرئه نفسه من تقبل مثل ذلك النفاق الذي ما هو - في الحقيقة - سوي بعض من رد الجميل للقيادة السياسية وتسديد بعض دين ثمن الوظيفة التي تبوأها الرجل وأجرا للكرسي الذي اعتقد أنه مكافأة نهاية الخدمة وهو مقعد من جمر لو عرف الجالس عليه ليحكم علي حاضر الناس ويخطط لغدهم، يرعى فقيرهم ويحميه من غنيهم؟ . وما دام قادرا علي إطلاق تلك النكات المرائية فلا شك أنه قادر أيضا علي تقبلها من رعاياه بالنسبة لنفسه، وما دام قادرا علي تقبل النفاق إلي هذا الحد المتطرف الذي أنكر فيه مسقط رأسه وقطع حبل انتمائه السري إلي ترابها فإنه قادر علي بيع كل شئ حتى لو ادعي انه إنما كان يهزر مع السيد رئيسه ويضاحكه ويتباسط معه..!! . هكذا يفسد المصريون قادتهم ويتدربون علي صيغ المبالغة تلك حتى إذا ما أتيح لهم أن يتلقوها لم يحسوا بغربة أو غرابة أو استغراب نحوها ليختلط الحق بالباطل والحابل بالنابل والعالم بالجاهل كما يحدث في بلاد العجائب مصر!! " . وأضاف الابنودي " توقع بعض أصحابي من السذج الذين لا يعرفون الكثير عن مصر وعن طبائع أهلها أن السيد الرئيس سوف يقيل »السيد« المحافظ في اليوم التالي حفاظا علي البقية الباقية من كرامة مصر ومهابة الحكم في بلد حكم الدنيا يوما، وأكدت أنا علي أن الرجل بتلك الكلمات الكاذبة إنما ثبت أرجل كرسيه وغرسها غرسا في أرض السلطة الخرسانية بل سوف يكون من المقربين ومن أهل الثقة الذين يحظون بالتفاتة دائمة ورعاية ملحوظة!! . لابد أن هذا "السيد" المحافظ قد فتح باب مكتبه في اليوم التالي ليتلقى التهاني من أمراء الحزب الحاكم وأعضاء الموقر وزعماء المحليات علي ذلك التوفيق الملهم في مواجهة الرئيس، ولا شك أن »السيد« المحافظ صدق كل ذلك وانتفخت أوداجه وأحس بالزهو والامتنان لله الذي ألهمه أقواله في الوقت المناسب، ولربما فرق الحلوى في مكتبه بمناسبة نجاح الزيارة وختامها المسك!! . إنها مصر. ترتد إلي أصولها الأولي. تحرق كل مساحات التقدم ومسافات العبور عبر الأزمنة من أجل استرداد سيادتها كأمة وكأفراد لتعود للسجود تحت أقدام الرجل الإله وتقبيل ظهر كف الرجل الملك. إنها مهنتنا . ليست جديدة علينا!! . إنه »البيات الشتوي« يطول أو يقصر، ولكن لابد بعده من بزوغ الربيع الذي يدفئ الشمس فتدفئ الغصون لتطرقع البراعم، وتتفتح الأزهار.. ذلك لأن دوام الحال من المحال!! " . نعود مجددا إلى " المصري اليوم " ، حيث حاول حلمي النمنم تفسير حالة الاحتشاد الشعبي غير المسبوقة حول المنتخب القومي خلال بطولة أفريقيا الأخيرة ، وكتب يقول " ما حدث أثناء الدورة من احتشاد هذه الأعداد من المواطنين ، هو شهادة فشل لجميع التيارات السياسية ولا يستطيع أي منها أن يدعي لنفسه ثقلا حقيقيا في الشارع وكل التيارات من الحزب الوطني إلى الإخوان وحتى اليسار والوفد لم يمكنهم الوصول إلى هذه الجماهير ، وهي كنز حقيقي فلم تستطع تلك التيارات أن تخاطبهم ولا أن تحرك فيهم شيئا ، ولعل المقولة التي كانت تتردد في حديقة نقابة الصحفيين في الثمانينيات عن أن الأهلي والزمالك هما أقوى حزبين في مصر لا تخلو من الصحة ، ومن اليوم فليس من حق جماعة الإخوان وكذلك الحزب الوطني الزهو بالجماهيرية وإقبال الشارع على أي منها . وبعيدا عن الأحزاب والتيارات السياسية ، فإن الدولة المصرية يجب أن تدرك عجزها على مدى عقدين عن أن تقدم مشروعا أو لحما أو أملا للمواطنين يمكن أن يحدث بينهم قدرا من التوافق والانسجام على هذا النحو الذي شاهدناه خلال الأيام الأخيرة ، انسجام يمكن أن ينهي الاحتقان والاستقطاب داخل المجتمع ، أثناء التشجيع وفي مواكب الفرح بالشارع ، لم يتساءل أحد : هل هذه الفتاة التي تهتف محجبة أم سافرة ؟ وهل ذلك الشباب مسلم أم مسيحي ؟ وتلك المجموعة من اليسار أم من اليمين " . وأضاف النمنم " هكذا لابد من مشروع يستنهض طاقة الجماهير ويبعث الخيال فيهم ويلبي لديهم الشعور بالعزة والكبرياء والإحساس بالقيمة والدور ، أما تجريدهم من الحلم فإنه يلقي بهم إلى التشرذم وانتشار الإدمان مرة والتطرف مرة أخرى ، وأظن أن شعار الاستقرار قد أدى إلى التكلس والجمود ، وهو ليس حلما بل صار كابوسا حقيقيا ومؤخرا تم الانتباه إلى خطورة هذا الحال ، وظهور ما يسمى بالفكر الجديد والدعوة إلى الإصلاح والتحرر من الجمود ، لكن ما وصل من هذا الفكر إلى الشارع . إننا لسنا بإزاء عملية إصلاح بل محاولة لإزاحة جيل تحمد في موقع الصدارة أطول مما ينبغي ، لكن ماذا بعد أن يزاح هذا الجيل ويصعد أولئك ؟ ، لا شيء يدل على أن هناك مشروعا وطنيا حقيقيا يمكن أن يجتمع حوله الجمهور بالمساندة أو الاختلاف . لقد شوه الإعلام الرسمي والمبتذل لسنوات فكرة الحلم الوطني والمشروع القومي لدى الشباب وتم تصويره وكأنه قرين الشمولية أو الهزيمة العسكرية ، وهو تصور بالغ التسطيح ، لا يرى في الفكرة سوى مرحلة بعينها ، ولا يرى في الفكرة سوى مرحلة بعينها ولا بد من التفكير جديا في مشروع وطني " . نبقى مع نفس الموضوع ، لكن نتحول إلى صحيفة " الجمهورية " ، حيث تساءل محمود نافع عن أسباب خروج المصريين إلى الاستاد لتشجيع منتخب مصر بينما قاطعوا الانتخابات ، وكتب يقول " فرصتنا الأخيرة لكي نكسب أنفسنا- إذا أردنا أن نكون جادين- هو أن ندرس الظاهرة ونستثمرها قبل أن يفتر الحماس ويعود المصريون إلي بياتهم الشتوي والصيفي والربيعي والخريفي علي مدار العام وكل عام. أين كان هؤلاء الناس. ولماذا غابوا وانقطعوا من قبل عن المشاركة في الانتخابات المختلفة ومعظم المشروعات القومية ولم يساهموا فيها أو يلتفوا حولها أو حتى يعيروها أدني اهتمام؟ تلك هي القضية التي أن مرت علينا دون أن ندرسها دراسة علمية متأنية قولوا علي كل شئ يا رحمن يا رحيم. هذا هو السؤال الكبير الذي يجب أن يتوقف عنده الجميع حكومة وساسة وخبراء في علوم النفس والاجتماع والانسانيات. فالشعب قد خيب ظنهم ووضعهم في حرج ما بعده حرج ، فهو يخرج عندما يري ويتأكد أن خروجه ضروري ووجوده هام وصوته مطلوب وجهده في محله. وإرادته لن تزور. وتعبه لن يضيع سدي. وثمرة عرقه وكده ودورانه في الساقية لن يلهفها علي الجاهز الموعودون والمحظوظون. وسارقو الأحلام ومصاصو دماء البشر. وتعالوا نقترب أكثر من ارض الواقع ونحاول سويا أن نبحث عن إجابة السؤال: لماذا خرجوا هنا ولم يخرجوا هناك.. لماذا شاركت كل مصر بقلبها وصوتها في المباريات الأخيرة التي لعبت فيها مصر. بينما لم يشارك علي سبيل المثال في الانتخابات سوي 20% ممن لهم حق التصويت؟ رغم أن الأولي لعب والثانية جد. لعب الجميع مع اللعب بينما أعطوا ظهورهم للجد ". وأضاف نافع " الأسباب واضحة وضوح الشمس: اللعب علي أرض الملاعب يتم بشفافية. كل شئ يحدث ويتم أمام عيني وعلي الهواء مباشرة.. البكاء علي رأس الميت وكل شئ علي عينك يا تاجر. إما في الانتخابات "فياعالم".. دائما الوعود كثيرة تسبق كل عملية بأن التزوير ممنوع والحبر فوسفوري. والصناديق ستكذب الغطاس. وعند الامتحان يكرم الناخب أو يهان.. وصدق الناس الوعود ألف مرة ومرة منذ مينا وامنحتب وحتى الآن. لكنهم يكتشفون أن المرشح الغطاس والذي يعبر المانش وهو نائم علي ظهره هو الذي يغرق. بينما الآخر المحظوظ والذي لم يسبق له العوم حتى في "طشت الغسيل" هو الفائز لأنه نال ثقة الناخبين وحصل علي اعلي الأصوات! . وسبب ثان: المباريات لا نعرف نتائجها مسبقا بينما في الانتخابات نعرف مسبقا من الذي سيفوز ومن الذي سنضع أمامه العراقيل!! . من هنا ومن كثرة اللدغ من نفس الجحر. آمن الناس بالحكمة ونفذوها: خرجنا أو لم نخرج.. شاركنا أو لم نشارك. كل شئ مكتوب ومعلوم مسبقا سيغرق المركب وينكسر البراد ويخرس المسدس ولن يبقي في السماء سوي الهلال!!. وسبب ثالث: في المباريات. يتم معاقبة المخطئ أمام أعيننا في الحال.. كارت اصفر للخطأ البسيط واحمر للخطأ الأكبر وخروج من الملعب لكل متجاوز. في كل أمور حياتنا لم نر عقوبة رادعة أو حتى محاسبة عادلة لكل من اخطأوا في حق الشعب.. والعبارة خير دليل. وسبب رابع.. وهو أن هناك حكما في المباراة. وأكثر من خبير يحرسون الخطوط. ويعاونون الحكم في اتخاذ قراراته حتى تكون صائبة وراجحة والجمهور في المقاعد وأمام التليفزيونات يتابعون.. يصفقون له إذا عدل. ويصرخون في وجهه إذا ظلم. وكذلك النفوس راضية ومطمئنة. أما في معظم أمورنا الجادة فالحكم يأخذ قراراته من "دماغه" في عزلة عنا. ودون معاونة من الخبراء الذين يحرسون خطوط الأمان.. والنتيجة إننا مغيبون فلا نعرف لماذا علي سبيل المثال تم بيع البنك المصري الأمريكي بهذا الثمن البخس بينما يحقق أرباحا سنوية تزيد علي 325 مليون جنيه.. ولم نعرف أيضا لماذا بعنا الميريديان بسعر شقة متواضعة في جاردن سيتي. ولماذا سنبيع فندق آمون في أسوان بأقل من قيمة أرباحه السنوية. ولم نعرف أصلا. لماذا خصخصنا ما تم خصخصته فبعنا الحديد والصفيح والقماش وأعز ما نملك؟ . حرام عليكم.. العيب فيكم وليس في المصريين استنفروا طاقاتهم وهمههم واستغلوها.. كفانا تضييع الوقت "في الآوت"! " . نبقى مع " المصري اليوم " ، حيث حاول الدكتور عمرو الشوبكي تحليل ما أسماه ب " التدين المودرن " ، لافتا إلى إنه مع تزايد التدين تزايد أيضا الفساد ، وكتب يقول " إن الدين هنا يتمثل في تلك الثقافة " المودرن " التي بثها بعض الدعاة الجدد في عقول الشباب وكرستها الدولة عبر شيوخها التقليديين في المساجد والزوايا حين اختزلوا تعاليم الدين الحنيف في الدفع بالجزء الأكبر من الفتيات إلى ارتداء الحجاب وزيادة عدد الشباب الذي يرتاد المساجد في نفس الوقت الذي قل فيه الإنتاج وزاد الفساد وغابت الديمقراطية وانهار الأداء العام في كل مؤسسات الدولة في مفارقة تبدو هائلة . فلماذا زاد التدين وزادت أعداد المصلين وحفظة الأدعية وانهارت الأخلاق ؟ ولماذا حرص أثرياء منطقة مسجد مصطفى محمود على أن يملأوا ساحات المسجد بموائد إفطار عامرة وكانوا في نفس الوقت سعداء بسقوط 27 قتيلا من بين السودانيين الفقراء ؟. إن التدين الحالي الذي يعيشه المصريون هو تدين لم يعرفوه من قبل ، فالمصريون بطبيعتهم شعب متدين لكنه كان دائما يحاول أن يخرج من مشكلاته وأزماته المتعددة بالعمل ولو بنصف مجهود والدعاء إلى الله لكي يكمل الباقي وهو ما حدث طوال تاريخنا وكذلك خلال انتصارنا في حرب أكتوبر " . وأضاف الشوبكي " أما الآن فقد حل هذا التدين الجديد مكان الجهد والعرق والعمل لراحة البال والاستسلام الكامل لثقافة القدر والمكتوب بالتداخل مع الفهلوة والشطارة التي أدت بنا إلى الحصول على صفر المونديال الشهير ، الذي عكس حال الرياضة والسياسة والاقتصاد والمجتمع . إن تلك الثقافة الدينية التي تغلغلت في نفوس المصريين ليست هي الثقافة الدينية المطلوبة بل هي تلك التي تساهم في تغييب وعيهم وعزلتهم عن العالم ، فمواجهة الإساءات التي حدثت في بعض الصحف الغربية تجاه الرسوم الكريم ، لن تتم بالصوم والدعاء على الدنمركيين بالهلاك إنما بالعمل على خلق لوبي عربي – إسلامي قوي داخل أوروبا وداخل الأمم المتحدة لرفض مسألة المساس بالمقدسات الدينية تماما كما حدث مع قضية المحرقة اليهودية . بقد وظف الدين من أجل خلق جدار يفصل ملايين الناس عن واجباتهم المطلوبة وحقوقهم المهدرة وخلق عالم مريح نفسيا للكثيرين وأصبح الإكثار من الدعاء بديل عن الإكثار من العمل وصار ينظر للنجاح المحدود ، الذي حققناه في كرة القدم ، على أنه بسبب دعاء المصريين وليس للمجهود الفني ولو النسبي الذي بذل " . نعود إلى صحيفة " الأهرام " ، حيث انتقد كمال جاب الله تدني قيمة الصادرات المصرية إضافة إلى ضآلة حجم الاستثمارات الأجنبية التي يتم ضخها في الاقتصاد المصري ، وكتب يقول " أشعر بالخجل كلما سألني سائل عن حجم صادراتنا‏,‏ وعن مؤشرات تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلي مصر‏.‏ وحسب تقرير التنمية البشرية لعام‏2005‏ الذي احتفلنا بصدوره منذ أيام قليلة‏,‏ فقد جاء حرفيا فيه‏:‏ برغم أن مصر كانت من أوائل الدول في منطقة شمال
إفريقيا والشرق الأوسط‏,‏ التي التزمت بانفتاح السوق واستراتيجية تشجيع الصادرات‏,‏ فإنها لم تنجح في تحقيق أداء مرتفع للصادرات والنمو‏,‏ كما لم تنجح في اجتذاب مستويات كبيرة من الاستثمار الأجنبي المباشر‏,‏ ويتطلب تعزيز القدرة التنافسية لمصر‏,‏ وتحسين مناخ الاستثمار‏,‏ وزيادة صادرات السلع والخدمات‏,‏ تدخلات علي عدة جهات‏.‏ وأعطي التقرير مؤشرات لأداء الصادرات المصرية‏,‏ مقارنة مع دول مختارة‏,‏ حيث بلغت قيمة صادرات مصر مثلا نحو‏4.4‏ مليار دولار في عام‏2002‏ في حين بلغت الصادرات الماليزية نحو‏93.3‏ مليار دولار في السنة نفسها‏.‏ هذه المؤشرات المتدنية للصادرات المصرية لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بالأرقام التي نشرتها كوريا الجنوبية عن القيمة المرتقبة لأداء صادراتها وتبلغ‏318‏ مليار دولار‏,‏ بزيادة نسبتها‏11.7%‏ عن العام الماضي‏.‏ فكيف بالله يمكن مقارنة هذه الأرقام الهزيلة من صادرات مصر والاستثمارات المتدفقة إليها مع عشرات ومئات المليارات من الدولارات‏,‏ التي تتدفق سنويا علي دولة مثل الصين‏,‏ ليس فقط في قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بل ومن ناتج الصادرات؟‏!‏ " . نختتم جولة اليوم من " المصري اليوم " ، حيث شن سليمان جودة هجوما عنيفا على وزير التعليم العالي هاني هلال وطالب بإقالته من منصبه ، وكتب يقول " روى الدكتور علاء الأسواني في صحيفة " العربي" الناصرية أن السفارة الفرنسية بالقاهرة دعت إلى حفل عشاء بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية لروايته " عمارة يعقوبيان " وأن جلسته على مائدة السفير جاءت إلى جوار رجل صامت لا يتكلم ، وأن الدكتور علاء الأسواني أراد من باب اللياقة أن يتحدث إليه ودار الكلام حول موضوعات شتى ، فلما وصل إلى ضرورة الإصلاح السياسي ، غضب الرجل الصامت وانفجر ساخطا ، وقال " ديمقراطية إيه وبتاع إيه كفاية كلام نظري ، الناس تعبانه مش لاقيه تأكل ، الناس ممكن تعمل أي شيء علشان سندوتش طعمية ، مش لما يفكوا الخط الأول نبقى نعطيهم ديمقراطية . أما الرجل الصامت ، صاحب هذا الكلام الردئ ، فهو الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي ، وإما كلامه وتفكيره المخجل فليس جديدا فقد سبق أن نصح الدكتور ثريا عبد الجواد أستاذة علم الاجتماع المعروفة عندما اختلقت معه في الرأي ، بأن " تقشر بصل " بدلا من الذهاب إلى الجامعة . وإذا كان هذه هي نوعية الوزراء الذين سوف يعمل بهم الدكتور نظيف في حكومته الثانية ، فالنهاية سوف تكون مفجعة ، وإذا كان الدكتور هاني هلال يحتقر الشعب المصري إلى هذا الحد ، فلا خير يرجى على يديه في التعليم أو في غير التعليم ، وإذا كان الدكتور نظيف قد استعان به بالصدفة وتحت إلحاح وضغط إنه لم يجد أحدا يصح ، فنحن ننصحه بأن يتخلص منه على الفور لأنه وزير لا يحب الناس كما أن الناس بالتالي لن تحبه ولن تتقبله ولن تطيقه ومن الأفضل أن يعود إلى حيث كان ، فهو لا يصلح وزيرا ومثل هذا الرجل يجب إبعاده عن التعامل مع الطلاب فضلا عن إقصائه عن إدارة أمور التعليم العالي الذي سوف ينهار على يديه أكثر مما هو منهار " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.