أشرف أبوالهول تتعدد الأسماء والفكر واحد.. حقيقة يعلمها الجميع عن تنظيم القاعدة فمهما تعددت الأسماء التي يطلقها أعضاء التنظيم علي أنفسهم والتي ترتبط أساسا بالموقع الجغرافي الذي ينشطون فيه فإن الفكر يبقي واحدا وهو فكر يجمع بين العقيدة والسياسة في منظومة فكرية حركية تعتمد التغير المرتكز علي العنف. وبستند فكر القاعدة علي افكار بعض العلماء والمشايخ الكبار في التاريخ الاسلامي مع ملاحظة أنهم يعتمدون تفسيرا متشددا لتلك الأفكار ليتماشي مع افكارهم وأشهر هؤلاء المشايخ العلامة الكبير شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية المتوفي عام728 هجرية, وكذلك ابن القيم الجوزي والطوفي وهم من تلامذته رغم أن ماكتبوه من افكار واحكام يختلف تماما عن أيدلوجية القاعدة والتكفيريون. ومن أهم أفكار القاعدة فكرة الجنة والطريق الموصل لها وهو عندها الشهادة ولذلك تعمل علي استخدام رغبة الشبان في دخول الجنة بإقناعهم بأن السبيل الأسمي لذلك هو الشهادة ولكن بعد أن اقنعهم بأن الحياة الدنيا مليئة بالشر والسواد وأن الحل هو الشهادة وهو اسلوب موجود في علم النفس حيث يعتمد علي غسل الأدمغة ونقل الإنسان إلي مايسمي( السوداوية) مما يسهل اقدامه علي اي شيء بما في ذلك الانتحار ولو كان ذلك تحت اسم الشهادة كما تفعل القاعدة والقادة في القاعدة يرسمون للعناصر الطريق إلي الجنة مؤكدين لهم أنه مجرد خطوة واحده لمرة واحدة و(( إنما الأعمال بالنيات)) فحتي لو كانت هذه الخطوة خاطئة او فشلت في اصابة الهدف فإن النية من ورائها الله والجنة ومصالح الأمة وهكذا يتحول الاعتقاد لدي الاستشهادي إلي تحولات وتصورات واقعية فتسيطر عليه مايسمي( الفكرة المسيطرة) الموجودة في مصطلحات علم النفس فيصبح كالأعمي ولا ينظر إلي الحياة بكل مفرداتها إلا من هذه الزاوية فقط وهكذا تصبح لديه عملية الانتحار صحيحة100% وعلي الرغم من الحرب علي الإرهاب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001, فإن القاعدة نجحت في الاستمرار, كما تفرعت عنها تنظيمات جهادية سلفية عدة في دول مثل العراق واليمن والمشرق العربي, وعلي سبيل المثال فأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية دأبت علي إرسال مقاتليها إلي العراق علي غرار ما كان يتبع في الشيشان التي دخلها جهاديون من أفغانستان والذين ينجون من جهاديي القاعدة في العراق, يتبوأون لاحقا مناصب عالية في التنظيم أو ربما يتجهون إلي فروع أخري للقاعدة في اليمن أو الشرق الأوسط لتدريب أتباعهم. وبدأ الجهاد في أفغانستان بعد الغزو الروسي في ديسمبر1979 بطيئا ضعيفا, حتي شرع الأمريكيون وبعض الدول الخليجية في السنوات الأولي من الثمانينيات في دعمه ماديا بالمال والسلاح وبالمتطوعين العرب; خشية المد الشيوعي علي منابع النفط وبعد النصر علي الروس في افغانستان عاد المجاهدون العرب إلي بلدانهم ولكن بعد نجاح اسامة بن لادن في تأسيس تنظيم القاعدة ولم يمض عامان علي تأسيس القاعدة حتي بدأت الغرسة التي زرعها الجهاديون في مناطق بيشاور ومعسكرات تدريب الأفغان العرب تؤتي أكلها: جماعات جهادية تنبت في مصر والجزائر وليبيا والجزيرة العربية وغيرها. ففي الجزائر أسس جهاديو معسكرات القاعدة في1991 جماعة أطلق عليها الجماعة الإسلامية المسلحة رفضت الانضواء تحت لواء لجبهة الإسلامية للإنقاذ في العملية السياسية وفضلت العمل المسلح والاصطدام الحاد بالسلطة. أما الليبيون فقد أسسوا الجماعة الإسلامية المقاتلة سرا في1989, وبعد عودتهم إلي بلادهم لم ينخرطوا في مواجهات مع قوات الأمن شأن المصريين والجزائريين; بل كانوا مقتنعين بأن الوقت لم يحن بعد, فشكلوا خلاياهم داخل البلاد وعينوا أمراء علي المناطق. وانقسم المصريون تيارين: جماعة الجهاد التي انتقلت إلي أفغانستان تلملم جراحها مصممة علي مواصلة طريق الجهاد, والجماعة الإسلامية التي أعلنت وقفا شاملا لعملياتها بعد مراجعات لأفكارها, خلصت فيها إلي أنها أخطأت بحملها السلاح ضد نظام الحكم في مصر. القاعدة اليوم مركز استقطاب لجميع الجهاديين في العالم, وحققت أمريكا بحربها عليها ل بن لادن ما لم يستطع تحقيقه علي مدي سنوات في أفغانستان: توحيد الجهاديين تحت لواء القاعدة. وخلال الفترة اللاحقة حصل تحول أساسي في فكر القاعدة, إذ خلص بن لادن والمحيطون به وعلي رأسهم الظواهري بناء علي مراجعاتهم لأسباب فشل مشاريع الجهاديين إلي أن هزيمة الأنظمة العربية غير ممكنة ما دامت تحظي بدعم الولاياتالمتحدة, وبناء عليه انتهوا إلي أن المطلوب هو جر الولاياتالمتحدة إلي معركة مع الإسلاميين تضطر الحكومات العربية إلي الدفاع عن الأمريكيين فتسقط شرعيتها في نظر مواطنيها.