ما زال غضب الطبيعة مستمرا, ويفرض الموت والمعاناة يوما بعد آخر علي الإنسان, بداية من موجة الحر والحرائق الروسية, ومرورا بتلوث الهواء في فرنسا, ونهاية بفيضانات باكستان, وزلزال في إيران. فبدءا بروسيا في أقصي الشمال الشرقي من العالم, التهمت الحرائق الناتجة عن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة قري بكاملها. وأعلنت المصادر الأمنية الروسية أمس أنه خلال الساعات الماضية احترقت قري بكاملها إضافة إلي مقتل29 شخصا بسبب استمرار ارتفاع حرارة التي وصلت إلي38,2 درجة مسجلة بذلك رقما قياسيا لم تشهده البلاد منذ ما يزيد علي القرن ونصف القرن. وأوضحت المصادر أنه بالرغم من تدخل القوات العسكرية لإخماد النيران, فإن الحرائق تواصل تقدمها من مدينة إلي أخري مستمرة في زحفها في اتجاه العاصمة موسكو, مشيرين إلي أن الحرائق اندلعت في مناطق متفرقة من ضواحي موسكو, حيث التهمت ألسنة اللهب أربعة وأربعين من المنازل. ومن روسيا إلي فرنسا التي أعلنت وزيرة البيئة فيها أن بلادها تعيش معدلا مرتفعا من تلوث الهواء بات يهدد بالفعل صحة المواطن الفرنسي. واعترفت الوزيرة شتال جوانو بأن42 ألف فرنسي يموتون كل عام بسبب أمراض في الصدر والجهاز التنفسي ناتجة عن ارتفاع معدلات تلوث الهواء, وأضافت أن الضرر لم يقتصر علي ارتفاع معدلات الوفاة بسبب هذه الأمراض فقط وإنما علي ارتفاع معدلات المرضي بها أيضا, حيث يعاني1 من كل10 فرنسيين من الربو بينما يعاني40% منهم من أمراض الحساسية. وأكدت الوزيرة أنها تعمل مع فريق من وزارتها علي مواجهة هذا الأمر حيث تسعي لتقليل معدلات التلوث بمعدل30% بحلول عام2015. وفي آسيا, أكدت الأممالمتحدة أمس أن الفيضانات التي تجتاح شمال غرب باكستان منذ الأسبوع الماضي تهدد حياة مليون شخص, حيث تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة في أسوأ فيضانات تشهدها باكستان منذ1929, مما اسفر عن مقتل اكثر من800 شخص وإجبار مئات الآلاف علي مغادرة منازلهم, في حين تكافح السلطات للوصول لقرويين تقطعت بهم السبل. في الوقت نفسه, ارتفعت حصيلة جرحي الزلزال الذي ضرب إيران بقوة5,7 درجات إلي270 شخصا. وكان الزلزال قد ضرب محافظة كرمان جنوب شرق إيران مساء أمس الأول, وذكرت وكالة الأنباء الإيرانيةإيلنا أمس أن التقارير أشارت إلي إصابة270 شخصا دون وقوع خسائر بشرية.