قبل ان يبرأ الوسط الثقافي من حالة الحزن التي خيمت عليه مع توالي رحيل عدد من أهم رموزه خلال الأسابيع الماضية, فجع مرة أخري باعلان وفاة الروائي الصري عبد السلام العمري مساء الأربعاء إثر إصابته بهبوط مفاجئ في الدورة الدموية. و رغم أن العمري لم يكن من الوجوه التي تفرض وجودها من خلال الإلحاح الإعلامي إلا أنه صنع لنفسه مكانة في الوسط الثقافي باعتباره كاتبا صاحب رؤية خاصة و مشروع أدبي يؤرخ من خلاله تغريبة المصريين في دول النفط و المتغيرات التي تمر بها المجتمعات العربية والتحول المفاجئ من البداوة إلي المعاصرة. وكان أول ما صدر للعمري مجموعة قصصية عنوانها( إلحاح) عام1987 ثم أصدر مجموعات قصصية أخري منها( شمس بيضاء) و(إكليل من الزهور) و( بستان الأزبكية) و كان الخليج مسرحا لعدد من رواياته ومنها( اهبطوا مصر) و(صمت الرمل) و(مأوي الروح) و(قصر الأفراح) التي ترجمت إلي الإنجليزية. و قداقتحم العمري عوالم جريئة في إبداعه مثل قصته بعد صلاة الجمعة والتي كانت تتناول تاريخ حكم الإعدام في البلاد العربية, بالإضافة لروايته الجميلات التي ناقشت قضايا المرأة والحب. وللعمري عدة كتب منها( عمارة الفقراء أم عمارة الأغنياء.. دراسة في عمارة حسن فتحي)1992 و(ثقافة الهزيمة)2005 عن حصاد الثقافة المصرية خلال العشرين عاما الماضية. وكان كتابه اعمارة الأضرحة آخر ما نشره العمري في حياته, وتناول فيه عددا من الأضرحة الشهيرة ومنها اتاج المحلب في الهند, إضافة إلي عدة أضرحة في مصر. و آخر ما كتبه الروائي الراحل و لا يزال تحت الطبع رواية بعنوان امسيرة الأكفان و تدور تدور أحداثها حول صديقين يطلب أحدهما من الآخر الذي يعمل مهندسا معماريا, أن يبني له ضريحا..