الشرقية من نرمين الشوادفي هي معجزة بكل المقاييس أن تتحول طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلي رمز للنبوغ والعبقرية, أن تقهر جبروت إعاقتها وتتفوق لتنافس أقرانها من الأسوياء بل وتفوقهم وتهديهم أيضا برامجها للتعلم والتفوق أن تحصد تقدير الكبار وتلقي التكريم من أعلي الشخصيات وفي مختلف المحافل لتصبح مفخرة لوطنها رغم غياب الإمكانات والأدوات والتي معها كان يمكن أن تتحول إلي عبء آخر علي مجتمعها وأسرتها. وسط كل هذا لم تكن رانيا لتنسي أو تنشغل عن زملائها مما ابتلاهم القدر وحرموا النعم فتوصلت لعمل برامج للمكفوفين وتسعي حاليا لانشاء جمعية أو رابطة لأصحاب المواهب. يقول صالح أوهية والد رانيا الطفلة المعجزة14 عاما التي ولدت مصابة بالمرض المنغولي وهو كهربائي بسيط إن ابنتي منذ صغرها رغم إعاقتها الواضعة كان يبدو عليها ملامح الذكاء والفطنة فسرعان ما كانت تنتبه للأشياء ويتعلق بصرها بكل غريب ونحاول استكشافه, وبدأت موهبتها تتفجر فبعد أن كانت تتلقي أصبحت تصنع الأفكار وأصبحت تصمم برامج تعليمية وقتها لم تكن الدنيا لتسعني سارعت لمديرية التربية والتعليم عرضت أفكارها ولاقت كل ترحيب وأصبحوا يزودوننا بالكتب واحتياجات الدراسة وتفوقت رانيا بشكل لافت, الرعاية التي أحاطتنا بها المديرية زادت وتم الدفع برانيا لأحد المسابقات التي نظمتها المديرية وكانت المفاجأة وهي حصول رانيا علي المركز الأول رغم مشاركة طلاب جامعات وموجهين. وكان كل نجاح يدفعها للمزيد فأصبحت تتنفس في برامجها وتطورها فعلي سبيل المثال في أحد برامج تعلم العربية والإنجليزية حينما يتم نقر الحرف تظهر صورته كبيرة ملونة ومع اكتمال الكلمة تظهر الصورة مع أصوات ضحك مثل كلمة بطة بعد اتمام كتابتها تظهر صورة البطة علي الشاشة فإذا تم كتابة حرف خطأ تسمع صوت بكاء طفل دليلا علي الفشل وتوسعت رانيا وأصبح لها برامج باسمها مثل تعليم مع رانيا بالإنجليزية والعربية ومدينة المعرفة وتعليم الحروف والأرقام لبساطة برامجها وتأثيرها الكبير علي المتعلمين خاصة رياض الأطفال وكان أكبر تقدير لرانيا حيث تم تكريمها أخيرا في الاحتفال الكبير بمدينة مبارك العلمية وحصولها علي شهادة تقدير من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقيام السيد حبيب العادلي وزير الداخلية بشراء كمبيوتر هدية لها ثم تكريمها من محافظة الشرقية ومع ذلك يؤكد والد رانيا أنها في حاجة للمزيد لتنمية مواهبها وتفجير طاقتها فهل نجد من يمد لما العون.