علي الانسان المبتلي ألا ييأس من رحمة الله. وألا يفقد الأمل في الحياة. وان يعلم ان تلك المحنة التي حلت به يمكن بالارادة القوية وبالصبر والمثابرة ان تتحول إلي منحة. وفي نفس الوقت يجب علي الجهات المعنية ان تأخذ بيد هذا الشخص وتساعده علي استكمال مسيرته وإلا حدثت له انتكاسة قد تعيده إلي نقطة الصفر مرة أخري وهو ما عبر عنه المواطن "صالح محمد أبوهبة" من محافظة الشرقية وأكده في رسالته. يقول: ابنتي "رانيا" معاقة ذهنياً وسنها العمري حالياً 15 عاماً في حين ان سنها العقلي 3 سنوات و8 أشهر وملامحها ملامح الطفل المنغولي والمفترض أنها تلميذة بالصف الخامس بمدرسة التربية الفكرية ببلبيس ولكنها غير منتظمة بها لعدم وجود مناهج دراسية خاصة بهذه المرحلة. تحدت ابنتي إعاقتها وأرادت ان تثبت للعالم أنها علي قدر عالي من الذكاء ولم تجد أفضل من مجال الكمبيوتر لتحقيق هدفها حيث شعرت ان الله قد حباها بموهبة خاصة في إجادة التعامل مع الكمبيوتر والذي تعلمته من خلال أحد المراكز القريبة من منزلنا. وعندما لاحظت عليها هذه الموهبة اشتريت لها جهاز كمبيوتر رغم ضيق ذات اليد لأنني أعمل "كهربائي" وظروفي المادية علي قد الحال. بل والأكثر من ذلك إنني اضطررت إلي تعلم الكمبيوتر وبرامجه حتي أستطيع أن أعلمها بعد ان فشلت في توفير مدرس لها بحجة أنهم لا يستطيعون التعامل معها بسبب إعاقتها. أضاف: الآن أصبحت ابنتي متخصصة في صناعة برامج تعليم الحروف والأرقام العربية والانجليزية رياض الأطفال. وقد مثلت مصر في مؤتمر منظمة الصحة العالمية لتبادل الخبرات الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة بمقرها بمدينة نصر في 15/11/2007 وقد استطاعت في هذا المؤتمر تصميم برنامجيين خلال خمس دقائق وسط ذهول الحاضرين. كما شاركت في عدة معارض لتسويق برامج الحاسب الآلي ولكتاب الطفل. وكرمها الدكتور رئيس الوزراء في احتفالية تكريم الطلبة المتفوقين بمدينة مبارك العلمية في 19/10/2008. وفازت بمسابقة المبرمج الصغير علي مستوي الجمهورية. وبمسابقة المبدع العربي الصغير في النشر الالكتروني في .2010 والآن تعمل مدرسة متطوعة في مركز سوزان مبارك للاستكشاف العلمي لمن هم في مثل حالتها وللأسوياء أيضاً بمديرية التعليم بالشرقية. كل أملها الانضمام لموسوعة "جينس" للأرقام القياسية العالمية باعتبارها الطفلة الوحيدة في العالم المعاقة ذهنياً وتجيد تصميم برامج الحاسب الآلي. وأصغر مدربة كمبيوتر. وحاصلة علي 35 شهادة دولية ومحلية. وقد تقدمت بطلب للمسئولين بهذا الخصوص ولكن تم تجاهله!! "انتهت الرسالة". أعتقد ان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء سوف يتبني هذه الموهبة الفذة ويوفر لها كل ما تحتاجه- من أجل الاستمرار في مواصلة مسيرتها التي بدأتها خاصة ان والدها رقيق الحال وظروفه المادية محدودة.. كما أنه سيقدم لها الدعم الكامل للانضمام لموسوعة جينس تحقيقاً لرغبتها.