فاز المنتخب المصري بأمم افريقيا2006 و2008 و2010 , ومنذ بداية مونديال جنوب أفريقيا وحتي نهاية مشاركة المنتخبات الأفريقية في كأس العالم ترددت كثيرا عبارة واحدة. وهى ان الأفارقة يؤدون في المونديال أفضل من كأس الأمم, في محاولة للتشكيك في بطولات المنتخب المصري الذي فاز بأربع من ألقابه السبع في سنوات كاس العالم. والحقيقة أن ما جري في ملاعب جنوب أفريقيا علي مدار ثلاثة أسابيع منذ بداية الظهور الأسمر وحتي وداع منتخب غانا أمام أوروجواي في دور الثمانية يؤكد أن العبارة غير دقيقة ولا وجود لها علي أرض الواقع, وانها سكنت عقول بعض المصريين بلا دليل, فالمنتخبات الأفريقية الستة ومنها خمسة شاركت في أمم أفريقيا, لم تقدم في المونديال أكثر مما قدمته في البطولة الإفريقية بل إن بعضها كان في أنجولا أفضل بكثير عما ظهر به في جنوب أفريقيا. فالمنتخب الغاني صاحب أفضل العروض الإفريقية في المونديال كان وصيف البطل في أنجولا, وكانت أمم أفريقيا الاختبار الجدي الأول لمنتخب النجوم السوداء معتمدا علي لاعبيه الشباب, وربما كانت نتائج الفريق في البطولة القارية أبرز العوامل المساعدة للمدرب الصربي راجيفيتش لمواصلة سياسة الاعتماد علي الصاعدين, واستفاد وقتها المدرب من دعم قائد الفريق ستيفان ابياه الذي ضمه للمنتخب علي الرغم من عدم ارتباطه بعقد مع أي ناد, فيما كان إعلان عدد من النجوم عدم رغبتهم في اللعب بالبطولة أبرز سمات كأس أمم افريقيا, فإن عددا كبيرا منهم أبدي استعداده لتقديم تنازلات من أجل الظهور في المونديال ونيل شرف التواجد وسط صفوة لاعبي الكرة في العالم, ولعل الغاني سولي علي مونتاري المثال الأبرز عندما خشي علي موقعه في تشكيله ناديه انتر ميلانو الإيطالي في حال غيابه ومشاركته مع النجوم السود في أنجولا, الأمر الذي دفع المدرب الصربي راجيفيتش إلي إخراجه من حساباته لكن اللاعب عاد واعتذر بل وصل الأمر إلي التوسل للمشاركة في كأس العالم. ويبدو أن الأمر يتعلق بالمجد الشخصي للاعبين باعتبار أن التواجد في المونديال يزيد من قيمتهم في أنديتهم, ويضيف لمكانتهم في الدوريات التي يحترفون بها, وهو ما اعترف به النجم الإيفواري ديديه دروجبا عندما قال: جورج ويا بالنسبة لي قيمة كبيرة ومثل أعلي, لكنني لا يمكنني أن أتخيل أن لاعبا عظيما مثله فاز بكل شيئ, إلا انه حرم من أكبر جائزة يحصل عليها اللاعب في حياته وهي اللعب في كأس العالم, ويوضح دروجبا: اتحدث إلي أمي قبل كل مباراة, وقبل المونديال كانت تذكرني بجلستها وسط سيدات الحي لتحدثهم عن وعدي لها بتقديم صورة طيبة لكوت ديفوار أمام العالم, مضيفا: هذا ليس مطلب أمي وحدها بل مطلب كل أبناء وطني. ظهر منتخب كوت ديفوار بشكل جيد لكنه لم يكن أفضل حالا مما كان عليه في أنجولا حيث احتل المركز الرابع, فيما كانت نتائج شباب غانا الطموح في أمم افريقيا عاملا مهما في المساندة الكبيرة التي حصل عليها المدرب, بل أطلق المسئولون يده دون تدخلات فظهر الفريق أكثر انسجاما وثقة اكتسبوها من المباريات القوية في أمم افريقيا, فيما كان النجم النيجيري كانو صامتا في انجولا علي قلة المشاركات, وبعد الفشل الكبير في جنوب أفريقيا راح يكشف عورات منتخب النسور الخضر ونجومه الحريصين علي التواجد في المونديال بأي ثمن, غير عابئين بما يمكن أن يقدموه في البطولة موضحا أن الحرص علي الانضمام للقائمة كان أكبر من الرغبة في تقديم شئ ولهذا كان الفشل. ولم تختلف الصورة داخل المنتخب الكاميروني الذي عاني من أزمات داخلية وصراع بين نجومه ومدربه وهو ما لم يظهر في أنجولا قبل خمسة اشهر من المونديال. وإذا كان المنتخب الجزائري قد احتل المركز الثالث في أمم أفريقيا بأداء متباين ونتائج متباينة إلا أن الخضر خرجوا من تجربة أنجولا بترتيب متقدم ودروس كبيرة, ولم يستفد منها الفريق كثيرا في كأس العالم حيث خسر مرتين وتعادل في مباراة ولم يسجل أي هدف, وبدا الفريق حريصا علي عدم التعرض لهزائم كبيرة في مباريات كان مهيأ فيها لتحقيق الانتصار.