هو نجم استثنائى، تعلم أن الاجتهاد والإخلاص هما طريقه لتحقيق الطموح، لا يعرف الاستسلام.. عندما يتعرض لكبوة يتحدى الظروف ويعود أقوى مما كان.. يؤمن أن المفتاح السحرى لتحقيق الإنجازات هو الإصرار.. عندما تراه فى الملعب لا تصدق أنه صاحب ال35 ربيعا من فرط حماسه وإصراره رغم أن سجله الكروى حافل بالإنجازات والبطولات التى يصعب تكرارها.. إنه الصقر أحمد حسن عميد لاعبى مصر الذى يحلق فى سماء التألق مع الأهلى والمنتخب الوطنى.. «اليوم السابع الرياضى» التقت الصقر وتحدثت معه حول قضايا وأمور كثيرة فى هذا الحوار: ◄◄ كابتن أحمد.. لنبدأ من النهاية.. لماذا غبت عن مباراتى بترول أسيوط فى الدورى المحلى وجانرز الزيمبابوى فى البطولة الأفريقية؟ - بسبب الإجهاد.. فمنذ العودة من بطولة أمم أفريقيا الأخيرة بأنجولا وأنا أشعر بالإجهاد لأننى كنت أشارك فى جميع المباريات وبعدما رجعت للأهلى شعرت بإجهاد شديد. ◄◄ لماذا لم تحصل على إجازة بعد العودة من أنجولا؟ - طلبت ذلك فعلا من الكابتن حسام البدرى وقال لى إن الوقت غير مناسب للحصول على راحة، فالفريق كانت لديه ارتباطات هامة فى الدور الثانى لكن عندما بدأ الإجهاد يزداد وبدأت أشعر بشد فى العضلة الخلفية وافق البدرى على منحى راحة من مباراتى بترول أسيوط وجانرز لأنهما أسهل نسبيا من المباريات المتبقية فى الدورى والبطولة الأفريقية. ◄◄ البعض فسر غيابك عن هاتين المباراتين بوجود خلافات بينك وبين الجهاز الفنى.. ما رأيك فى هذا التفسير؟ - تفسير غير منطقى بدليل أن الكابتن حسام نفسه خرج ليؤكد صحة كلامى ثم إن العلاقة بيننا جيدة للغاية ولا يوجد أى مشاكل أو خلافات. ◄◄ هل ستكون جاهزا للمباريات المقبلة بعد حصولك على راحة؟ - نعم.. خاصة أنها راحة سلبية من التدريبات خلال تواجد الفريق فى زيمبابوى وأشعر بتحسن كبير وسأكون جاهزا بإذن الله للمشاركة فى المباريات المقبلة. ◄◄ كيف ترى فرصة الأهلى فى الفوز بالدورى؟ - فرصتنا كبيرة ومازلنا الفريق صاحب الحظوظ الأكبر للحصول على الدرع مع احترامنا لباقى المنافسين.. لكن ليس معنى كلامى أن البطولة حُسمت فمازالت هناك مباريات قوية متبقية لنا فى الدور الثانى أهمها أمام بتروجيت والزمالك والإسماعيلى وإنبى.. أى إننا سنواجه «الكبار».. والذين ينافسوننا على اللقب. ◄◄ لكن جماهير الأهلى تخشى من ضياع اللقب فى ظل عروض الفريق المهتزة وآخرها أمام بترول أسيوط والفوز الصعب فى هذا اللقاء (2-1)؟ - من حق الجماهير أن تقلق لأن شكل المنافسة تغير عن المواسم الماضية لكننى أؤكد لها أننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل الفوز باللقب ولن نفرط فى نقاط أى مباراة قادمة.. وهذا وعد من اللاعبين للجماهير. ◄◄ لماذا خسر الأهلى نقاطاً كثيرة فى الدور الثانى؟ - لأننا واجهنا ظروفا صعبة للغاية مثل الإيقافات والإصابات وحالات الإجهاد التى يعانى منها الدوليون تحديدا بجانب سوء التوفيق فى بعض المباريات وكذلك سوء التحكيم فى مباريات أخرى وفوق كل ذلك فالفريق يشهد عملية إحلال وتجديد بضخ عناصر جديدة من الشباب أثبتت كفاءتها.. كل هذه العوامل تسببت فى حرمان الأهلى من عدة نقاط فى الدور الثانى. ◄◄ ما الفرق بين جوزيه والبدرى؟ - جوزيه مدرب جيد حقق العديد من الإنجازات للأهلى وترك «بصمة» مع الفريق.. لكن البدرى نجح هو الآخر حتى الآن مع الفريق رغم الإحلال والتجديد فالأهلى مازال متصدراً للمسابقة إذن البدرى تغلب على صعوبات الإيقاف والإصابات، لكن جوزيه كان معه فريق كامل. ◄◄ متفائل بنجاح حسام البدرى مع الأهلى؟ - البدرى نجح فعلاً مع الفريق وعلينا أن نضع فى حساباتنا أنه تولى المسئولية منذ سبعة شهور تقريباً ومازال لديه الكثير ليقدمه للفريق..فهو مدرب متميز ومخلص وطموح ويمتلك كل عوامل النجاح. ◄◄ عندما كان جوزيه يقوم بتغييرك فى المباريات كنت تعترض بشكل واضح لكنك لا تفعل ذلك مع البدرى.. ما السر؟ - لأننى كنت أشعر بأن جوزيه جعل تغييرى فى جميع مباريات الفريق «قاعدة» بمعنى أن الخبراء والنقاد وحتى زملائى بالفريق كانوا يعرفون إننى لن أكمل المباراة حتى لو كنت نجمها الأول.. أما الكابتن حسام البدرى فلا يقوم بتغييرى إلا عندما أكون مجهداً مثلا أو أعانى من إصابة أو لتغيير التكتيك. ◄◄ هل يمنحك البدرى حرية تامة داخل الملعب وهل كان جوزيه يفعل ذلك؟ - نعم وربما يكون ذلك هو السر فى كثرة أهدافى هذا الموسم وخاصة فى الدور الأول فالكابتن حسام يستغل مهاراتى فى التسديد مثلا لأساهم فى إحراز الأهداف وهذا أمر يسعدنى، لكن جوزيه كان يلزمنى بسيناريو لا يمكن أن أطوره. ◄◄ حققت إنجازات كثيرة مع الأندية التى لعبت لها ومع المنتخب الوطنى.. فهل هناك أحلام تراودك خلال الفترة المقبلة؟ - الحمد لله على الإنجازات التى حققناها طوال الفترة الماضية.. لكن صدقنى مازلت «جائعاً» للبطولات فلم «أشبع» إنجازات ودائماً ما أقول.. هل من مزيد؟!.. وعموما أنا أتمنى أن أحقق لقب عميد لاعبى العالم خلال المرحلة المقبلة مثل النجم الكبير حسام حسن الذى أعتز به كثيراً وأعتبره رمزا شامخا للكرة المصرية. ◄◄ بمناسبة أمم أفريقيا الأخيرة.. هل فكرت بعدها فى الاعتزال دولياً؟ - لا.. فلم يراودنى هذا التفكير إطلاقا لأننى أشعر بأننى مازلت قادراً على العطاء. ◄◄بصراحة هل راودك هذا الشعور بعد الفشل فى التأهل لمونديال 2010؟ - لا.. فرغم «صدمة» الفشل فى التأهل للمونديال إلا إننى لم أفكر فى الاعتزال بدليل أننى ظهرت بمستوى جيد فى أمم أفريقيا الأخيرة بأنجولا التى جاءت بعد «صدمة» المونديال. ◄◄ أشعر أن الحديث عن الاعتزال يغضبك؟ - لا.. لكن ما الفائدة من الحديث عن هذا الأمر طالما أن الجميع يرانى ألعب وأظهر بمستوى جيد مع فريقى ومنتخب بلادى.. هذا هو ما يغضبنى!! ◄◄ إذا كان لم يغضبك فهل حددت موعداً لاعتزالك؟ - نعم حددته. ◄◄ متى؟ - عندما أشعر بأننى اقتربت من «إشهار إفلاسى» الكروى.. وقتها سأقول للكرة.. وداعاً! ◄◄ هل تحلم بالمشاركة فى مونديال 2014 بالبرازيل؟ - كل شىء وارد فرغم أننى سأكون وقتها قد قاربت على ال39 عاماً إلا أننى أتمنى أن أحافظ على مستواى حتى المونديال بعد المقبل لأنال هذا الشرف العظيم. ◄◄ وإذا لم تشارك فى مونديال 2014؟ - سأكتفى بالإنجازات التى حققتها مع المنتخب فالحصول على4 بطولات أمم أفريقيا وإنجازاتى مع الأندية التى لعبت لها هو تاريخ يشرفنى. ◄◄ أيام الشهد فى مسيرتك الكروية كثيرة.. لكن ماذا عن أيام الدموع؟ - أيام الدموع قليلة وأظن أنها كانت بعد الفشل فى التأهل لمونديال جنوب أفريقيا المقبل ولن أنسى أن الجزائر خطفت التذكرة فى ظروف لم أعد أرغب فى الحديث عنها. ◄◄ بمناسبة الجزائر.. هل ترى إنها تستحق لقب أفضل منتخب أفريقى لعام 2009؟ - لا.. فالجزائر لم تحقق أى إنجاز تستحق عليه هذا اللقب وإن كان صعودها للمونديال على حساب منتخب مصر الذى كان المرشح الأول للفوز بتأشيرة المونديال وأرى أن هناك منتخبات أخرى كانت تستحق هذا اللقب منها كوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا، مش مصر بس. ◄◄ أفهم من كلامك أن مصر لم تستحق هى الأخرى لقب أفضل منتخب أفريقى لعام 2009؟ - هذا ما أقصده فعلاً.. فنحن لم نحقق أى إنجاز فى العام الماضى نستحق عليه اللقب فقد فشلنا فى التأهل للمونديال المقبل لكن أعتقد أن فوزنا بأمم أنجولا الأخيرة سيساهم فى تتويجنا بلقب أفضل منتخب لعام 2010 بإذن الله. ◄◄ أود أن أختم الحوار معك بحكاية ترشيحك لانتخابات مجلس الشعب؟ - لا أفكر فيها وقد راودتنى الفكرة بسبب ضغوط أهالى محافظة المنيا التى أنتمى إليها.. لكن عموما هذه الفكرة مؤجلة لأننى حالياً لاعب كرة فقط ولا أود أن أشغل نفسى بغيرها.. وقد أفكر فى انتخابات مجلس الشعب مستقبلاً. لمعلوماتك... ◄بطاقة إنجازات.. حقق الصقر أحمد حسن العديد من الإنجازات سواء مع الأندية التى لعب لها أو مع المنتخب الوطنى وتعتبر مسيرة هذا النجم الكبير ناجحة بكل المقاييس وتحول هذا اللاعب إلى «ماركة مسجلة» للبطولات فقد حقق بطولة كأس تركيا مع بشكتاش موسم 2006 والدورى البلجيكى مع إندرلخت عام 2007 والسوبر البلجيكى نفس العام وكأس بلجيكا عام 2008 وفاز مع الأهلى بأربع بطولات هى الدورى العام وبطولة دورى أبطال أفريقيا والسوبر المحلى والسوبر الأفريقى وحقق مع منتخبنا الوطنى أربع بطولات كأس أمم أفريقيا أعوام 1998 و2006 و2008 و2010 وسجل 31 هدفاً مع المنتخب الوطنى وشارك فى 173 مع المنتخب الوطنى ليصبح عميد لاعبى الكرة المصرية. ◄بداية ونهاية.. البداية كانت فى مغاغة والنهاية كانت فى أرض الجزيرة وما بين البداية والنهاية مشوار طويل حافل بالإنجازات والبطولات.. إنها رحلة كفاح الصقر أحمد حسن الذى بدأ مشواره الكروى فى مركز شباب مغاغة انتقل بعدها لنادى أسوان ثم رحل إلى الإسماعيلى الذى شهد بزوغ نجمه الكروى ثم رحل لعالم الاحتراف الأوروبى، حيث انضم لنادى كوجالى سبور التركى لمدة موسمين قبل أن يتنقل بين دينزلى سبور وجينشلر بيرليجى وبشكتاش، وبعد رحلة رائعة من التألق فى الدورى التركى رحل الصقر ليلحق بجناحيه فى الدورى البلجيكى، وتحديدا مع نادى إندرلخت الذى حصد معه أكثر من بطولة قبل أن يقرر كابتن المنتخب العودة للدورى المصرى ويختار الاهلى ليبدأ معه رحلة جديدة من الإنجازات.
