كتبت: علا مصطفي عامر وجه فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر نداء للاخوة الفلسطينيين مهما كانت انتماءاتهم يدعوهم فيه للارتفاع فوق خلافاتهم, واستشعار فداحة المسئولية وخطورة الموقف علي الساحة الفلسطينية. مؤكدا ان عليهم ادراك انه لا يمكن مواجهة العدوان والصلف الاسرائيلي بالفرقة والخلاف, وان المصالحة الفلسطينية اصبحت فريضة شرعية تتفق وقوله تعالي: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين. وحذر الامام الاكبر في بيان اصدره بهذا الشأن وألقاه السفير محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي للازهر من تأثير الانقسام الحالي بين الفلسطينيين, والذي قاد المنطقة الي ضرر محقق, مشيرا الي ان ازالة الضرر تقتضي زوال السبب, وقال: ان الاخوة الفلسطينين مدعوون لبذل كل الجهد لاتمام المصالحة, تأسيسا علي القواسم المشتركة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطينيين, وعليهم نبذ التعصب الحزبي والفئوي والتسامي فوق الصغائر. كما وجه شيخ الازهر نداء للقادة الفلسطينيين طالبهم فيه بان يتقوا الله في شعبهم, وفي امتهم العربية والاسلامية قادة وشعوبا لدعم كل جهد صادق للمصالحة الفلسطينية, والتوقف فورا عن كل ما من شأنه تعويق هذه المصالحة او تأخيرها وحذر البيان جموع المسلمين من ان وضع العراقيل في طريق هذا الواجب المقدس انما هو اثم ومعصية حسابها عند الله يوم القيامة. واكد البيان ان الازهر الشريف يأمل من شيوخه وعلمائه من الامة العربية والاسلامية ان تتحمل مسئولياتها التاريخية في نصرة هذا الشعب الصابر علي الظلم والعسف والعدوان, ومساندته في كفاحه المشروع من أجل استرجاع حقوقه السلبية, وطالب بضرورة تضافر الجهود العربية اولا, والدولية ثانيا لرفع الحصار الظالم المفروض علي قطاع غزة, والذي يخالف كل المواثيق الدولية والشرائع السماوية, وينتهك المبادئ الاساسية لحقوق الانسان, ويمثل عدوانا مستمرا وظلما صارخا تجب مواجهته, دينا واخلاقا وقانونا. ومما اشار اليه بيان الازهر وقوفه علي الاوضاع المتردية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة, والعدوان الاسرائيلي الدائم, والتي تم استعراضها مع وفد من الشخصيات الفلسطينية المستقلة قام بزيارة المشيخة ولقاءالامام الاكبر, حيث سرد البيان معاناة شعب فلسطين الشقيق من العدوان الاسرائيلي, وانتهاك حرمات المسجد الاقصي الاسير, وتغيير معالمه, وان القدس العربية تهود وتخضع لمخططات غير مشروعة لتغيير هويتها الثقافية وطابعها العمراني, ولطرد سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين, بالاضافة لحصار غزة ومنع الغذاء والدواء والوقود وكل اسباب الحياة عن اهلها, الذين وصفهم البيان بانهم مجاهدون وصابرون وان ما يتعرضون له لا يمكن لصاحب ضمير حي ان يسمح به او يقبله. كما اشار للوضع في الضفة الغربية المحصورة بين جدار عازل ومستوطنات تغتصب ارضها وتمزق وحدتها, وتخضع للاحتلال العسكري الاسرائيلي المباشر الذي يقتل ويعتقل ويصادر الارض ويهدم البيوت, وكل هذا يعد من الوضع الخطير الذي يدعو الازهر للتحرك من موقع العلم ومن واقع المسئولية الاسلامية والقومية.