رغم أن منطقة وسط سيناء من أبرز مناطق الأمن القومي المصري وإحدي أهم محطات طريق الحج القديم عبر سيناء للوصول إلي مكةالمكرمة حيث تضم مدينة نخل. وكان لها تاريخ عريق خلال العصر الإسلامي فضلا عن الأهمية التاريخية الكبري التي تتمتع بها عن مختلف مناطق سيناء الأخري إلا أنها لم تستغل الاستغلال الأمثل.. هذا ما أكده الأثري عبدالرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع مشيرا إلي أن نخل تبعد عن القاهرة240 كيلو متر ولقربها منها كانت قلب سيناء النابض قديما حيث كان يعقد بها سوق ضخم في موسم الحج يمارس به أنشطة بيع كافة الفواكه المنتجة من سيناء وكانت تضم أفران لانتاج الخبز ويتوسطها قلعة نخل التي تحوي ابار وبركا لحفظ المياه وأحواضا لشرب الدواب وخانا لمبيت الحجاج وأبراجا دفاعية وحواصل لذخائر الحجاج ومسجدا وجميعها في مبني واحد.. واوضح ريحان أن تاريخها يمتد إلي ستة قرون بدءا من القرن الثالث عشر حتي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وكان طريق الحج السبب الرئيسي في إحياء نخل نظرا لتوافد الآلاف عليها عبر هذا الطريق مما أهلها يوما لتكون المركز الاداري لكل سيناء ولكن انتقل بعد ذلك لمدينة العريش خاصة بعد هجر طريق الحج وتشييد مشروع سكك حديد مصر وفلسطين في عام1916 ميلادية وهذه المنطقة المفتوحة تمثل الآن أيضا ملتقي الطرق بين العريش والسويس ونويبع ويمر عبرها آلاف الحجاج والمعتمرين في رحلتهم البرية إلي سيناء نويبع لاستقلال العبارة للوصول إلي ميناء العقبة الأردني ومن ثم الوصول إلي مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج والعمرة وقال أن طريق الحج بوسط سيناء يمثل قيمة دينية كبري لكل العالم الإسلامي وهناك علامة خاصة تحدد معالم هذا الطريق بوسط سيناء تقع بين نخل والنقب وهي عبارة عن نقش علي الصخر للسلطان الغوري صاحب اليد الشريفة في إعمار طريق الحج بسيناء والعقبة والحجاز وتمثل آيات قرآنية ونصا عن إعمار طريق الحج ورنكا خاصا للسلطان الغوري ولأهميته الكبري قام المجلس الأعلي للآثار بحمايته من خلال إنشاء سور حوله علي الطراز الإسلامي حيث يتوقف عنده معظم الحجاج والمعتمرين أثناء السير في طريقهم لمكةالمكرمة ويعتقدون أنه إحدي المقامات لولي من أولياء الله الصالحين ولذلك ينزلون اليه ويقرءون اللوحة الارشادية الخاصة بهذا الأثر الهام مما يؤهل استغلال هذا الموقع بشكل جيد كسوق تجارية ومزار سياحي هام من خلال تطوير المنطقة والمناطق المجاورة لها. وكان هذا الطريق قديما يرتبط بنشاط تجاري كبير حيث كانت يقام في محطات هذا الطريق خاصة نخل والعقبة أسواق كبري تباع فيها الأقمشة والمأكولات من الدول العربية المختلفة ويمكن استغلال هذه المحطات حاليا كإسواق حرة يباع فيها زي الاحرام والهدايا المختلفة الذي يحرص الحجاج علي شرائها كما يمكن إحياء محطات الطريق بتطويرها وإقامة مصانع للنسيج ومنتجات غذائية تقوم علي ما تجود به الأرض من خيرات هذا فضلا عن تفعيل رياضات الهجن والرياضات العربية المختلفة مثل الفروسية مما يجعلها مواقع مميزة للسياحة وزيارة مختلف الجنسيات العربية كجزء من خطة إحياء السياحة الدينية بسيناء. وطالب بضرورة احياء وتعمير وسط سيناء الأمر الذي سيؤدي لجذب المواطنين للعمل بها مما يدفع آلاف الأسر للاستقرار بها الأمر الذي يؤدي إلي تحقيق المخطط الاستراتيجي لتعمير سيناء ومن ثم توفير فرص عمل حقيقية تستوعب الافا, وربما ملايين في المستقبل من شباب مصر كما أنه سيعزز روح الانتماء لديهم.. ولذلك فان تعمير وسط سيناء ضرورة ملحة خاصة أنها من ابرز مناطق الأمن القومي المصري.