لايكاد يمر يوم إلا وتتأكد فيه بشكل مؤكد حقيقة أن الماءهو القضية الأم. في برنامج المستقبل, ليس في مصر فقط, بل في كثير جدا من دول العالم. ولعل في حرص الرئيس حسني مبارك علي التطرق الي هذه القضية خلال حواره مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بمجلس الشوري مايؤكد هذه الحقيقة. صحيح, أن الرئيس مبارك شدد علي انه لاداعي للقلق في هذاالخصوص, وان وسائل الاعلام ضخمت من المسألة, وان مصر تتحاور مع جميع شركائها بدول حوض النيل بما يضمن امدادات المياه و الطاقة, الا ان هذا لايعني ألا نوجه مزيدا من الجهد والتفكير لموضوع ترشيد استخدام المياه. وربما يكون في الدراسة التي اعلنتها شركة مابل كروفت البريطانية أخيرا عن امدادات المياه مايدق جرس انذار جديد يضاف الي عشرات اجراس الانذار التي دقت من قبل في هذا الصدد. لقد اوضحت الدراسة ان دول القارة الافريقية( التي نحن منها وهي منا) هي الاكثر تعرضا لخطر الفقر المائي في العالم. وقالت ايضا ان الري الزراعي يستهلك70% من المياه العذبة في العالم, بينما تستهلك الصناعة22%. اذن سيكون علي الدول المهددة بالفقر المائي ومنها مصر بالمناسبة! ان ترشد استخدام الماء, سواء في الزراعة او الصناعة او حتي في الاستخدام المنزلي, واذا كان البعض منا لم تصل اليه بعد هذه المعلومة فإن الواجب والضرورة يفرضان علينا جميعا توصيلها اليهم: ياسادة.. لامزيد من إهدار الماء ارجوكم, حتي لايأتي اليوم الذي تكون فيه نقطة الماء اغلي من نقطة الدم!