في انتقادات غير مسبوقة في حدتها, أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن أجهزة المخابرات الأمريكية قامت بعمل غير متقن وأخفقت في إحباط هجوم ديترويت الإرهابي والذي كان يمكن تفاديه من الأساس إذا نجحت في مشاركة المعلومات التي توفرت لديها وتعاونت فيما بينها. جاءت تصريحات أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماع عقده أمس في البيت الأبيض مع20 من كبار مسئولي الأجهزة المخابراتية والأمنية في الولاياتالمتحدة ووزراء الخارجية والدفاع والأمن القومي في إدارته. راجع أوباما والمشاركون في إجتماعه الذي دام90 دقيقة تطورات التحقيق في اعتداء ديترويت ونظام عمل أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية وسبل إصلاح نظم تأمين المطارات الأمريكية تحديدا. وأعترف الرئيس الأمريكي بأن المعلومات التي توافرت لدي المخابرات كانت بمثابة مؤشرات كافية للحيلولة دون وقوع الهجوم وإحباطه في مهده. وأضاف أن المخابرات الأمريكية توصلت إلي معلومات واضحة تفيد بأن تنظيم القاعدة يستعد لتوجيه ضربات إرهابية إلي المصالح الأمريكية ليس داخل اليمن فقط ولكن داخل أراضي الولاياتالمتحدة تحديدا. ولكن الأجهزة المخابراتية وفقا لما جاء علي لسان أوباما فشلت في مشاركة هذه المعلومات فيما بينها والاستفادة الفعالة منها, في دليل علي الإخفاق في إتقان عملها. وقال إن أمريكا تفادت بالكاد كارثة أمنية محققة بفضل شجاعة أفراد وليس بفضل كفاءة النظام الأمني الأمريكي الذي فشل بشكل كارثي. وشدد علي أن هذه مسألة غير مقبولة ولن يسمح بتكرار حدوثها. وقال مسئول أمريكي, إن أوبامام أكد بشكل قاطع خلال الاجتماع ضرورة المراجعة الشاملة للاجراءات الأمنية. وفي السياق نفسه, أعلن الرئيس قراره بتعليق العملية التي كانت مقررة بنقل عدد من معتقلي جوانتانامو إلي اليمن. ولكن أوباما شدد علي إلتزامه باغلاق جوانتانامو, قائلا إن المعتقل أضر بالأمن القومي الأمريكي وكان بمثابة أداة استخدمها تنظيم القاعدة في تجنيد عناصر إرهابية جديدة. اتسمت تصريحات أوباما أمس بالحدة والحزم في تناقض مع التصريحات المتحفظة التي أصدرها فور وقوع حادث ديترويت عندما حاول نيجيري تفجير طائرة ركاب مدنية, وذلك ردا علي الانتقادات الشرسة من جانب المعارضة الجمهورية علي أسلوب تعامل إدارته مع القضية والملف الأمني بشكل عام. جاءت تصريحات أوباما قبل ساعات قليلة من إعلان الادارة الأمريكية إدراج عشرات الأسماء الجديدة علي لائحة الإرهابيين الممنوعين من السفر والمحظور عليهم ركوب الطائرات. وذلك عقب مراجعة السلطات لقوائم المشتبه بهم واتخاذهم قرارا بنقل بعض الأسماء الواردة إلي قوائم الممنوعين من السفر. وأوضح مسئول في المخابرات الأمريكية ركزت في خطواتها الأخيرة علي الأشخاص المنتمين إلي دول معروفة بصلتها بالإرهاب. من المعروف أن منفذ هجوم ديترويت عمر الفاروق كان مدرجا منذ نوفمبر علي لائحة تضم أسماء500 ألف شخص يشتبه بأنهم إرهابيون غير أنه لم يوضع علي لائحة الممنوعين من السفر نتيجة عدم توافر المعلومات الكافية. وفيما يخص سير التحقيقات في هجوم ديترويت كشف البيت الأبيض عن أن الفاروق يدلي بمعلومات مخابراتية مفيدة لمحققي مكتب ال أف.بي.أي. وعلي الصعيد نفسه, التقت جين لوت نائبة وزير الأمن الداخلي الأمريكي مع وزير المواصلات الإسرائيلي كاتس صباح أمس, لبحث سبل التعاون الإسرائيلي الأمريكي لحماية قطاع الطيران المدني من أي إعتداءات. وعلي خلفية الجهود المتواصلة لوضع سياسات أمنية جديدة, لم تتخلص المطارات الأمريكية والدولية بعد من حالة الهلع والاستنفار التي تعيشها منذ حادث ديترويت25 ديسمبر الماضي. ففي ولاية كاليفورنيا, أغلقب السلطات مطار ميدوز فيلد وأخلته لساعات إصدار قرار بتحويل جميع الرحلات الجوية منه وذلك عقب العثور علي عبوات ذات سائل مثير للريبة داخل حقيبة أحد المسافرين ليتضح بعد ذلك أنه عسلا. وفي سويسرا أعلنت السفارة الأمريكية في برن حالة الاستنفار الأمني وأغلقت أبوابها بعد العثور علي مواد مثيرة للشبهات قبل التأكد من أنها غير ضارة ولا علاقة لها بأي أنشطة إرهابية محتملة. وفي سلوفاكيا اعتذرت الحكومة هناك لراكب ايرلندي عن قيام المسئولين بزرع متفجرات في حقيبته أثناء مروره بالمطار بهدف اختبار الاجراءات الأمنية به. وكانت الواقعة جزءا من عملية شملت وضع ثماني مواد محظورة داخل حقائب أشخاص ينتمون للفئات التي لا يشتبه فيها عادة.