حالة من القلق والاستياء سادت أوساط المواطنين الذين يتناولون اللحوم المستوردة, بعد أن أقرت وزارة الصحة بإصابة شحنات كثيرة منها بديدان الساركوسيست. والتي وصلت إلي أقصي نسبة في اللحوم الهندية80% تليها السريلانكية63% ثم الاسترالية52%.. ومع أن وزارة الصحة أكدت إنها رفضت104 رسائل من بين176 رسالة لحوم هندية في الشهور السابقة. إلا أن ما أعلنه المسئولون لايكفي لطمأنة المواطنين, خاصة أن بعض نواب مجلس الشعب كشفوا عن إجبار الأطباء البيطريين الموفدين إلي الهند علي توقيع صفقات لحوم تحتوي علي هذه الديدان.. فالمخاوف لاتزال من احتمالات تسرب شحنات من هذه اللحوم الفاسدة.. في ظل المخاوف من تسرب شحنات لحوم فاسدة مستوردة الي الأسواق, فإن التساؤلات التي تطرح نفسها تتركز في دور الحجر البيطري والجهات الرقابية علي الأسواق باعتبارها خط الدفاع الأول وصمام الأمان أمام المستهلكين. في البداية يطمئن الدكتور محمد نجيب رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بوزارة الزراعة المواطنين بأن الاجراءات الجديدة التي بدأ تطبيقها تشمل إرسال لجنة مكونة من طبيبين للإشراف علي ذبح اللحوم ومعاينتها بالإشراف مع السلطات في الدولة المستورد منها, ومن اهم هذه الإجراءات معاينة المجازر المستورد منها والتأكد من صلاحيتها وفقا لنظام الهاسبي أو تحليل المخاطر وفي حالة مطابقتها للمواصفات تتم الموافقة علي التعامل معها والذبح فيها. واعتماد هذه المجازر في الهيئة للاستيراد منها, وهناك ثلاث جهات رقابية تابعة لوزارات الزراعة والصحة والتجارة تقوم بفحص الشحنات المستوردة من خلال ثلاثة معامل تسحب عينات مكودة يتم فحصها معمليا ويقدم كل معمل تقريرا يحدد صلاحية الرسالة أو عدم صلاحيتها ويحدد بالتالي دخولها للأسواق أو رفضها, وانه توجد مواصفات خاصة بالجودة والتغليف والتعليب للرسالة المستوردة, أما المواصفات القياسية المعتمدة للحوم المستوردة فهي خاصة باللحم نفسه بأن تكون رائحته مقبولة وذلك يتم من خلال الفحص الظاهرة في الموانئ, وأن يثبت خلوها من أي تغير في اللون والرائحة وعدم وجود سوائل في العبوات مما يفيد أنه تم تعبئتها بعد الذبح مباشرة, ولم تتجمد ثم فقدت تجمدها وأن يكون لونها براقا وخالية من البقع. من جهته يؤكد الدكتور هاني بركات رئيس هيئة المواصفات والجودة أن أول خط دفاع هو المواصفة القياسية المصرية خاصة في الأغذية ذات الأصل الحيواني وهي متوافقة مع آخر ما توصل اليه تطوير المواصفات الدولية لمنظمة الكودكس إذ إن مصر عضو في هذه المنظمة وتشارك باستمرار في اجتماعاتها وتواكب دائما التطوير الذي تقره هذه المنظمة في المواصفات وينعكس بالتالي علي تحديث المواصفة المصرية وهناك التزام بتوفير معايير السلامة للمواطن المصري. وتقول الدكتورة عفاف علي أمين أستاذة بقسم صحة الطعام بمعهد التغذية إن اللحوم المستوردة تحتفظ بقيمتها الغذائية كاملة اذا توافر فيها الشرط الأساسي وهو تجميدها في درجة تجميد لا تقل عن( ناقص18) من وقت ذبحها وحتي شحنها في السفينة وبيعها في منافذ البيع. من جهته, قول نادر سويلم أحد مستوردي اللحوم المجمدة وعضو شعبة مستوردي اللحوم باتحاد الغرف التجارية: أقوم باستيراد اللحوم من البرازيل والهند منذ20 عاما, وكل رسالة أتفق علي استيرادها لابد من حصولي علي ما يفيد بالموافقة الفنية من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة وأحدد في الخطاب قيمة الشحنة وسعرها ومواصفاتها وجهة الاستيراد وطبعا لابد أن نستورد وفقا للمواصفات القياسية المصرية والهيئة لا تعطيني الموافقة الا بعد التأكد من عدم وجود أوبئة في الدول المستوردة منها, وبعد الحصول علي الموافقة يتم استيراد اللحوم ووصولها الي المنافذ ويكون في استقبالها لجنة ثلاثية من ثلاث وزارات هي وزارة الزراعة ممثلة في الحجر البيطري للفحص الظاهري علي اللحوم ومراقبة الأغذية التابعة لوزارة الصحة للتأكد من عدم وجود تجلط دموي أو سوائل بالعبوة, وهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات بوزارة التجارة للتفتيش علي البيانات المدونة علي البيانات المدونة علي العبوة من حيث تاريخ الانتاج والصلاحية وغيره من المعلومات التي لابد أن تكون موجودة بعد ذلك يتم تحرير محضر من اللجنة الثلاثية وأخذ ثلاث عينات لفحصها في ثلاثة معامل منفردة ويكتب كل معمل تقريره عن صلاحية اللحوم ولا تدخل الشحنة الا إذا اتفقت المعامل الثلاثة علي صلاحيتها, أما اذا جاء تقرير أحد المعامل مخالفا لذلك فإنه ترفض الشحنة وفي هذه الحالة أتصل بالجهة المستوردة منها أما لإعدام الرسالة علي حسابها أولا لإعادة شحنها اليهم وبالطبع في هذا خسارة لي ولهم.