تزوجوا منذ عشرات السنين وأنجبوا رجالا ومع تطور الأوضاع القانونية أصبح لزاما عليهم اعادة زواجهم مرة أخري, فالجميع يرغب في استخراج شهادة ميلاد لابنه ليتمكن من ادخاله المدرسة. فما هي حكاية هؤلاء.تقول سهير جلبانة مدير فرع المجلس القومي للمرأة بشمال سيناء إن الذين يعيشون بوسط سيناء حياة بسيطة لا تشغلها الأوراق والمستندات معتمدين علي ماتجود به الطبيعة لهم غير عابئين بالمستندات والأوراق الثبوتية والرسمية طالما أنهم يحترمون الشرع والدين, فحكايتهم أنهم تزوجوا منذ عشرات السنين بطريقة الرضا والقبول, التي تتبعها معظم القبائل, فيعرف أن فلانا الي فلانة وهي زوجته ينجب منها ترثه ويرثها إذا مات أحدهما, هذا العرف الذي بقي سائدا حتي أصبح عليه الآن أن يواكب متغيرات الحياة, خاصة في الأبناء فالجميع يرغب في استخراج شهادة ميلاد لابنه ليتمكن من ادخاله المدرسة وتعليمه. وهنا لابد أن تكون الأسرة مدونة بسجلات المدينة بالعريش, ولأن الزواج تم بشكل عرفي ومتعارف عليه بين القبائل أصبح تعديل الوضع ضرورة حتمية. اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء أخذ علي عاتقه إنهاء هذه الأزمة فورا من خلال اعادة تزويج الأسر واستخراج أوراق ثبوتية ليتمكنوا من استخراج أوراقهم التي تعينهم علي متابعة تعليم أبنائهم واستخراج بطاقات شخصية وعائلية لهم وعليه تمت الاستعانة ببعض الجمعيات الأهلية, خاصة جمعية حقوق المرأة السيناوية والتي ترأسها سوسن حجاب بتبني مايقرب من90 أسرة قامت باعادة تزويجهم مرة أخري, واستخراج شهادة زواج موثقة, وتحملت الجمعية نفقات اعادة عقد القران. اما جمعية تنمية المرأة بوسط سيناء بنخل والتي ترأسها جميلة فهمي مصباح, فقامت بتوثيق119 حالة زواج عرفي تم استخراجها للأسر غير القادرة بالمجان, وذلك ضمن انشطة مشروع مناهضة الزواج القبلي غير الموثق, أما جمعية الجورة برئاسة خضر عرفات فقامت بتوثيق86 حالة زواج عرفي بمنطقة رفح والشيخ زويد التي تخدم وسط سيناء فيقول إن الحالات عديدة ومتشابكة ونذكر حالة سيدة تزوجت, وتم تطليقها ثم تزوجت باخر, وهنا كان لابد من استخراج شهادة طلاق من زوجها الأول ثم تزويجها للاخر, وهذا يتم بعدة مراحل بالاستعانة بشيخ القبيلة المسئول عنهم. الأهرام التقت بالعديد من الحالات التي تم توثيق زواجهم. فأم سليمان تقول إن العناية الالهية تدخلت بشكل كبير فأنا أم لخمسة أبناء وقمت أنا وزوجي بتوثيق عقد زواجنا لنستخرج الأوراق الرسمية, ولم يمر أكثر من شهر حتي وافت زوجي المنية فاستطعت أن أحصل علي ميراثي كاملا, وان كان الزواج استمر بالعادات السابقة لذهب كل شيء, ولكنني أحمد الله علي ذلك. أما الطريف في هذا الأمر هو قيام رجل بالزواج علي يد مأذون, وكان أيضا ممن يعقدون زواجهم ويوثقون في نفس التوقيت هو ابن الرجل فالرجل يتزوج وكذلك الابن.