ميلانو هند السيد هاني روما أ.ف.ب : في خطوة استهدفت اجتذاب القراء إلي تبني موقفها, صدرت صحيفة لا ريبوبليكا- أكثر الصحف اليومية انتشارا في إيطاليا- أمس بصفحة أولي بيضاء اللون. و ذلك احتجاجا علي إقرار مجلس الشيوخ الإيطالي لمشروع قانون يحظر نشر نصوص تسجيلات الشرطة الخاصة بقضايا الفساد في وسائل الإعلام وفرض غرامات علي من يخالف القرار, وهو ما اعتبرته الصحيفة تقييدا لحرية تداول المعلومات. واكتفت الصحيفة بكتابة رسالة قصيرة في صفحتها الأولي البيضاء وصفت فيها القانون بأنه يهدف لتكميم الأفواه وحرمان المواطنين من حقهم في الحصول علي المعلومات, وخاصة في القضايا التي تهم الرأي العام. كما شن إيزيو مارو رئيس تحرير الصحيفة في مقال له هجوما علي مشروع القانون ووصفه بأنه بمثابة ضربة للديمقراطية ويفرض قيودا علي حرية تقصي الحقائق وكشف المجرمين, وهو أمر يكفله أي نظام متحضر, وأضاف أن القانون الجديد خاضع لأهواء الحكومة وما تريد أن تكشف عنه وما لا تريد أن تعلنه. وفي الوقت نفسه, قامت جريدة لا ستامبا اليومية الإيطالية باحتجاج مماثل وإن كان أقل حدة, حيث لجأت إلي تبييض مكان النشر الخاص بأبرز موضوعاتها في الصفحتين الأولي والأخيرة. وينص القانون الجديد علي تغريم الصحف التي تنشر تحقيقات قضائية قبل المحاكمة ما يتراوح بين300 و450 ألف يورو, فضلا عن تغريم الصحفي المسئول عن النشر10 آلاف يورو وتوقيع عقوبة السجن عليه لمدة شهر, كما ينص علي حد أقصي لفترة التنصت علي المكالمات الهاتفية تصل الي75 يوما يتم مدها بعد ذلك ب72 ساعة اضافية بشرط موافقة هيئة قضائية مكونة من ثلاثة قضاة. ويأتي القانون عقب تسجيل السلطات الايطالية مكالمات هاتفية لبيرلسكوني طلب فيها من مسئول اعلامي تكميم أفواه البرامج علي تليفزيون راي الوطني والتي تنتقد حياته الشخصية بصورة حادة, كما أنه يعد رد فعل علي فضيحة مخالفات مالية في تشييد منشآت عامة أدت الي استقالة وزير الصناعة الايطالي كلاوديو سكايولا منذ أسابيع.