لأن طفل الشارع يعد قنبلة موقوتة أعلن الرئيس باراك أوباما في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذي يوافق12 يونيو من كل عام أن ظاهرة عمل الأطفال علي مستوي العالم تؤدي إلي حلقة مفرغة من الفقر الذي يمنع الأسر والدول من تحقيق امكاناتهم الكاملة. لذلك فإن التحدي الذي يواجهنا هو العمل علي كسر هذه الحلقة المفزعة. وكانت السيدة سوزان مبارك قد ذكرت في مؤتمر مستقبل بدون عمل الأطفال أن المجتمع ككل يتحمل التكلفة الاقتصادية لعمل الأطفال وليس فقط الطفل أو الأسرة.. وبهذه المناسبة نظمت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي احتفالية في ساقية الصاوي حضرتها عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة وأكدت في كلمتها أن التعليم هو أفضل وسيلة للقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة.. وقال جيان بيتش الممثل التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ان الهدف من هذه الاحتفالية هو أن يجعل الأطفال يعبرون عن أنفسهم, والاستفادة من التعليم والأنشطة المختلفة المتاحة لهم حتي يمكن منع التسرب من التعليم. ومشروع مكافحة عمل الأطفال من خلال التعليم هو مشروع مشترك بين برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية ومنظمة اليونيسف, ويهدف إلي القضاء علي هذه الظاهرة من خلال إعادة تأهيل وإدماج الأطفال العاملين في التعليم الرسمي وغير الرسمي, وتوفير الدعم واتخاذ اجراءات فعالة لمنع هذه الظاهرة.. وقد خدم المشروع ما يقرب من10 آلاف طفل في ثلاث محافظات الأكثر فقرا بواقع5000 في أسيوط و2500 في بني سويف و2500 في سوهاج, واستهدف116 مدرسة رسمية و20 مدرسة مجتمعية و77 مدرسة مبادرة تعليم الفتيات لسحب وحماية الأطفال المعرضين لخطر الانضمام لأسوأ أشكال العمل. وذكرت نيفين عثمان المدير التنفيذي للمشروع في خلال المسح الذي قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء والمجلس القومي للطفولة أن21% من الأطفال من سن(6 14 عاما) منخرطون في العمل, ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع والذي يتم تنفيذه من خلال المنظمات الشريكة المحلية غير الحكومية وجمعيات تنمية المجتمع, ويوفر المشروع برامج التعليم الرسمي وغير الرسمي للأطفال المعرضين لخطر الانضمام لسوق العمل, كما يقدم برامج لرفع الوعي وتنمية قدرات المؤسسات الحكومية والمحلية والمجتمع المدني. كما ذكر د. يوسف القاروطي مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة ان من أهم أهدافه تشجيع الأمهات وأسر الأطفال المعرضين للخطر للبدء في مشروعات مدرة للدخل. وأضاف أن منظمة اليونيسف تقوم بتقديم الدعم الفني لجميع العناصر ذات الصلة بالتعليم الرسمي وغير الرسمي والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتقديم برامج التنمية المهنية للمدرسين والمدرسات ومراقبة جودة التعليم في المدارس وتنفيذ آلية حماية الطفل علي النحو المبين في قانون الطفل, ويحتوي البرنامج علي قوائم الخدمات المتاحة الحكومية بما فيها تلك التي يستهدفها المشروع.. قدم الأطفال في الاحتفالية ثلاث مسرحيات وشاركهم في تقديمها الفنان خالد أبوالنجا ممثل اليونيسف للشئون الانسانية. ركزت المسرحيات الثلاث علي أهمية تطبيق قانون عمل الأطفال المعدل حديثا والذي يفرض قيودا علي الحد الأدني لعمر الطفل العامل, ويركز علي أهمية التعليم, ووضع حد أدني للأجور والتأمين الصحي, وضرورة توفير ظروف بيئية وآمنة للأطفال العاملين. وطالب المشاركون في الاحتفالية بضرورة زيادة الجهود العالمية والقومية والمحلية لمكافحة جميع أشكال عمل الأطفال وتوفير الحماية الاجتماعية للعاملين منهم, وإيجاد التزام سياسي وشعبي للتصدي لهذه الظاهرة مع جميع الشركاء.