فيما وصف بأنه يمثل تحديا جريئا للنظام الإيراني, ناشد عشرات الأكاديميين والأستاتذة بجامعة طهران. المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي, ضرورة وقف العنف المستمر من جانب السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين, وهو الأمر الذي اعتبرته وكالة أسوشيتدبرس يضيف صوتا محترما لدعم المعارضة الإيرانية, في الوقت الذي حظرت فيه إيران مواطنيها الاتصال بستين منظمة غربية وأمريكية وهيئات إعلامية اعتبرتها معادية وتسعي للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية. ففي رسالة إلي خامنئي موقعة من88 أستاذا ومدرسا جاءت تلك المناشدة والتي تعكس تحديا جريئا للقيادة الإيرانية وتصاعد الغضب من نظام أحمدي نجاد.يذكر أن جامعة طهران تعتبر أكبر الجامعات في إيران ولديها1480 أستاذا ومدرسا, وذكرت الوكالة أن هؤلاء الأساتذة الذين أعلنوا دعمهم للمتظاهرين يضعون مستقبلهم المهني علي المحك. في غضون ذلك, أوضحت وزارة الاستخبارات التي وضعت القائمة الخاصة بحظر التعامل مع60 جهة دولية, أن جميع المنظمات ووسائل الإعلام والهيئات المستهدفة لعبت دورا في التظاهرات المعادية للحكومة, والتي هزت إيران بشكل متكرر منذ فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في الانتخابات في يونيو الماضي.وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن من بين المنظمات غير الحكومية المدرجة, العديد من المنظمات الأمريكية, ومنها هيومان رايتس ووتش, ومعهد بروكينجز, ومؤسسة جورج سوروس, والصندوق الوطني للديمقراطية, ومؤسستا فورد وروكفيلر.وأكد نائب وزير الاستخبارات أن أي اتصال أو استخدام لوسائل هذه الجمعيات التي تشارك فيما وصفه بحرب ناعمة للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية محظور وغير شرعي.كما يحظر بحسب قوله التعاون أو إقامة اتصال مع شبكات فضائية باللغة الفارسية معادية لإيران, مثل صوت أمريكا, وهيئة الإذاعة البريطانية, ال( بي. بي. سي), وراديو فاردا, الذي تموله الولاياتالمتحدة وصوت إسرائيل والشبكات الفضائية التابعة للمنافقين, وهي التسمية المستخدمة للإشارة إلي حركة مجاهدي خلق.وأضاف أنه يحظر أيضا أي اتصال مع مواقع المعارضة علي الإنترنت مثل موقع رهسبز. كوم.ونسبت السلطات ووسائل الإعلام القريبة من النظام التظاهرات التي جرت في الأشهر الأخيرة إلي مؤامرة خارجية دبرتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبريطانيا بصورة خاصة, بمساعدة وسائل الإعلام الغربية. وعلي صعيد الملف النووي الإيراني, أبدي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست أمس استعداد بلاده لإجراء تبادل تدريجي لليورانيوم ضعيف التخصيب مقابل الوقود النووي المخصب بنسبة20% لمفاعلها في طهران. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: لقد أعلنا استعدادنا للتبادل, إذا وافق الفريق علي مبدأ التبادل التدريجي في مراحل تبادل اليورانيوم المخصب مقابل الوقود النووي يمكننا عندها نقاش التفاصيل. وأعطت إيران المجتمع الدولي مهلة تنتهي في آخر الشهر الحالي للموافقة علي شروطها. وكانت الدول الست الكبري قد طلبت من إيران في أكتوبر الماضي إرسال الجزء الأكبر من مخزونها من اليورانيوم دفعة واحدة إلي روسيا, ليجري تخصيبه بنسبة20% قبل أن يرسل إلي فرنسا لتحويله إلي وقود نووي.ورفضت طهران هذا العرض, واقترحت في المقابل أن يجري التبادل علي مراحل وبكميات صغيرة. وقال المتحدث إن تبادلا كهذا يمكن أن يجري في تركيا أو اليابان أو البرازيل, أو في جزيرة كيش الإيرانية, مؤكدا تخلي طهران عن شروطها بأن يتم التبادل علي أرضها. ومن ناحية أخري, أعلنت باربرا لوشبلير, رئيسة الوفد البرلماني الأوروبي الذي كان يعتزم زيارة طهران ويلتقي خلال تلك الزيارة بوفد من المعارضة لبحث موضوع الاضطرابات في إيران,إلا أن السفارة الإيرانية في بروكسل عرقلت الزيارة التي كان من المفترض أن تبدأ غدا.واعتبرت البرلمانية الألمانية أن ذلك التحرك من جانب السلطات الإيرانية يعد دليلا علي الرفض الواضح من جانب النظام الإيراني, السماح بأي مناقشات جادة حول الاضطرابات التي تحدث في إيران, والتي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص. ويأتي ذلك في الوقت الذي نصحت فيه إيران أمس المسئولين الفرنسيين بالالتفات لشئون بلادهم الداخلية, بدل الاهتمام بشئون بلدان أخري لا تعنيهم.وجاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية, ردا علي سؤال حول الانتقادات الفرنسية المتزايدة لوضع حقوق الإنسان في إيران, وتحديدا بعد سقوط ثمانية قتلي ومئات الجرحي واعتقال المئات من المعارضة في أثناء التظاهرات الاحتجاجية الأخيرة.