حذر آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الأربعاء من أن النظام الإيراني لن يتراجع في وجه احتجاجات المعارضة بسبب نتيجة الانتخابات الرئاسية وسط تزايد التوترات بين طهران والغرب. وقال خامنئي : "في الأحداث الأخيرة المتعلقة بالانتخابات ، أكدت على ضرورة تطبيق القانون ، وسأواصل التأكيد على ذلك ، ولن يتراجع النظام أو الشعب بالقوة". وتأتي تصريحات خامنئي كأحدث مؤشر على أن النظام الديني لن يتسامح مع الانشقاق الذي حدث عقب إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رغم موجة الاحتجاجات العامة والشكاوى بأن الانتخابات التي جرت في 12 يونيو شابها التزوير. وفي آخر رد فعل دبلوماسي على ما وصفته إيران بأنه تدخل غربي ، قال وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي إن طهران تدرس إمكانية خفض مستوى علاقاتها مع بريطانيا. وجاءت تصريحاته بعد أن أقدمت حكومتا البلدين على طرد دبلوماسيين ، في حين وجهت طهران أصابع الاتهام على لندن بسبب العنف الذي ساد الشوارع عقب الانتخابات. واتهمت طهران بريطانيا التي وصفها خامنئي بأنها أكثر أعداء إيران "شرا" بالتآمر ضد الانتخابات وتصعيد الاضطرابات. وطردت طهران مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." في طهران واعتقلت صحفيا بريطانيا من أصل يوناني يعمل لحساب صحيفة أمريكية. وهاجم وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي أيضا الولاياتالمتحدة ، وقال إن مثيري الشغب يتلقون تمويلا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي. إيه." ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تعمل من المنفى. في الوقت نفسه ، لا يزال التوتر يخيم على شوارع طهران ، إلا أن الهدوء ساد يوم الأربعاء بعد يومين من قيام مئات رجال مكافحة الشغل المسلحين بالهراوات الحديدية بقمع المتظاهرين من أنصار المعارضة وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. من ناحية أخرى ، قرر المرشح المحافظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية محسن رضائي سحب الشكوى التي تقدم بها ضد نتائج الانتخابات لتضمنها "تجاوزات" ، مبررا خطوته بصورة خاصة بالمهلة غير الكافية التي حددتها السلطات للنظر فيها. وأفاد رضائي في رسالة وجهها إلى مجلس صيانة الدستور : "أشعر بأن من واجبي ، كواحد من جنود الثورة والزعيم والشعب ، أن أبلغكم بأنني أتخلى عن متابعة الشكوى التي تقدمت بها". كذلك برر رضائي قراره في الرسالة بأن "الوضع السياسي والأمني والاجتماعي في البلاد دخل مرحلة حساسة وحاسمة أكثر أهمية من الانتخابات". وحث موسوي أنصاره على مواصلة الاحتجاجات ولكن مع مراعاة "ضبط النفس" لتجنب مزيد من سفك الدماء ، فيما دعا مرشح رئيسي آخر هو مهدي كروبي إلى إعلان الحداد الخميس على القتلى من المتظاهرين. واعتقلت السلطات الإيرانية حوالي 25 صحفيا وموظفا في الصحيفة الناطقة باسم المرشح الخاسر مير حسين موسوي ، حسبما أفاد أحد أعضاء هيئة تحرير الصحيفة لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الأربعاء. من جهتها ، طالبت زهرة رهنوارد زوجة موسوي بإطلاق سراح جميع الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة وفقا لموقع حملة موسوي على الإنترنت. وقالت زهرة رهنوارد : "أشعر بالأسف لاعتقال عدد كبير من النخبة السياسية ومن أفراد الشعب وأطالب بإطلاق سراحهم". وأضافت "لم أتعرض للاعتقال ، وأواصل عملي في الجامعة ، لكنني في الوقت نفسه أقف إلى جانب الناس وأحتج" على النتائج الرسمية.