ضربة موجعة جديدة تلقاها تنظيم القاعدة في أفغانستان بمقتل القائد العام والرجل الثالث في التنظيم المصري مصطفي أبو اليزيد. أحد أهم المطلوبين علي اللائحة الأمريكية للإرهاب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001.وكانت تقارير سابقة تحدثت عن مقتل أبواليزيد لكن هذه هي المرة الأولي التي ينشر فيها تنظيم القاعدة في بيان علي الإنترنت تأكيدا لنبأ مقتله. سقوط أبو اليزيد الذي يعتبر أحد مؤسسي تنظيم القاعدة مع أسامة بن لادن سيكون له تأثير كبير علي مستقبل القاعدة في أفغانستان, حيث كان يقود التنظيم هناك إلي جانب توليه المسئولية عن إدارة شئون القاعدة المالية وقد جاء اختيار أبو اليزيد في مايو2007 لقيادة التنظيم في أفغانستان- رغم عدم امتلاكه خبرة عسكرية وعدم توليه أية مناصب قيادية سابقة في التنظيم- بسبب علاقاته الودية مع الأفغان علي عكس القادة العرب الآخرين في القاعدة الذين كان الأفغان يعتبرونهم متعجرفين وكانت الولاياتالمتحدة تحاول اللعب علي هذا الوتر لعزل المقاتلين العرب في أفغانستانوباكستان ووقف دعم القبائل لهم. وكان أبو اليزيد المولود في مصر عام1955 عضوا في حركة الجهاد الإسلامي منذ أن كان طالبا في الجامعة وأمضي ثلاث سنوات في السجون عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتوجه إلي أفغانستان عام1988 ورافق أسامة بن لادن خلال تواجده في السودان حيث تولي إدارة حسابات التنظيم المصرفية السرية في دول الخليج وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان ظلت الأجهزة الأمنية الأمريكية تبحث عنه دون جدوي. وقد أدرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية أبو اليزيد علي قائمة الأشخاص المطلوبين حيا أو ميتا بعد أن أثبتت التحقيقات التي تم إجراؤها في أعقاب هجمات سبتمبر2001 أنه هو الذي قام بتحويل الأموال إلي عدد من الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات حيث كان أبو اليزيد يحظي بثقة أسامة بن لادن وعمل محاسبا لشركاته في السودان خلال السنوات التي أمضاها زعيم القاعدة في الخرطوم. من جانبها رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بمقتل أبواليزيد حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض إنها' ضربة قوية' لتنظيم القاعدة وأضاف أن أبو اليزيد كان واحدا من أكبر الأهداف التي تم قتلها أو اعتقالها خلال خمس سنوات. والسؤال الذي يطرح نفسه دائما في مثل هذه الأنباء هو ما مدي صحة الخبر.. وهل فعلا قتل أبو اليزيد أم أن إعلان القاعدة من خلال نعيه عبر أحد المواقع القريبة منها علي الإنترنت مجرد مناورة وهناك سوابق عديد كان آخرها ظهور حكيم الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر علي إعلان مقتله من جانب الاستخبارات الأمريكية وتأكيد بعض المواقع القريبة من القاعدة لهذا النبأ؟!. ومما يزيد الشك في حقيقة مقتل الرجل الثالث في القاعدة أن القوات الأمريكية لم تقم بعملية محددة لاستهدافه كما لم يتم العثور علي جثته والأكثر من ذلك أنه لم يتم تحديد المكان الذي سقط فيه حيث أشارت بعض التخمينات إلي مقتله في الحزام القبلي في باكستان والمجاور للحدود مع أفغانستان. وفي المقابل فإن هناك أسبابا كثيرة قد تجعل القاعدة تعلن مقتل قائدها العام في أفغانستان علي غير الحقيقة من بينها محاولة خداع القوات الأمريكية خصوصا بعد الحديث عن جيوش سرية ربما تتغلغل في منطقة القبائل الباكستانية لمطاردة فلول التنظيم والبحث عن قادته إضافة إلي أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية كانت تشير إلي أن أبو اليزيد علي صلة مباشرة بالظواهري وبن لادن وكان يلعب دورا كبيرا في الإشراف علي الشئون اليومية للقاعدة وهو ما يعني أن رصده قد يوصل إلي بن لادن ومن هنا يمثل الإعلان عن مقتله قطعا لهذه الآمال الأمريكية. [email protected]