أعلن مركز (سايت) الأمريكى المعنى بمراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية أمس مقتل المصرى مصطفى أبواليزيد قائد تنظيم القاعدة فى أفغانستان والمسئول الثالث فى التنظيم، ولم يوضح (سايت) ظروف مقتل أبواليزيد لكنه أوضح أن القاعدة أعلنت فى بيان مقتل زوجته وبناته الثلاث وحفيدته بالإضافة إلى رجال ونساء وأطفال آخرين. وذكر المركز أن بيان تنظيم القاعدة قال إن الرجل الثالث فى التنظيم وأحد أعضائه المؤسسين قتل فى باكستان قرب الحدود الأفغانية. وشكك ضياء رشوان الخبير فى ملف الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية فيما نقله المركز الأمريكى عن مقتل أبواليزيد، وقال: «ما دامت القاعدة لم تشر إلى مقتله على أذرعها الإعلامية فيظل الأمر محل شك»، مؤكدا أن القاعدة عادة ما تنعى قياديها فى بيانات رسمية عقب مقتلهم، مشيرا إلى التضارب الواضح فى المعلومات، التى نقلها المركز، حيث أشار إلى أن التنظيم أعلن عن مقتل زوجته وبناته الثلاث وحفيدته. وحذرت مواقع جهادية من الانجرار وراء الإخبار الكاذبة عن مقتل قيادى القاعدة طالما لا يوجد بيانا رسميا بذلك، معتبرة أن الأمريكان ينشرون تلك الإخبار «حتى ينقذوا ماء وجههم من الخسائر المتلاحقة فى منطقة القبائل». وقال ممدوح إسماعيل محامى الإسلاميين إن المخابرات الأمريكية أصبحت تتبع تكتيكا معروفا، حيث تعلن بعد كل قذف عن مقتل أو إصابة عدد من قيادات القاعدة أو طالبان منتظرة منهم النفى أو التأكيد حتى تتحقق من معلوماتها، وهو ما قد تكرر خلال الأسابيع الثلاثة. ويقول إسماعيل إن «أبواليزيد المصرى الرجل الثالث فى القاعدة والمعروف بأبى سعيد هو «مصطفى محمد احمد عثمان» من مواليد محافظة الشرقية عام 1955 ذهب إلى أفغانستان فى عام 1988، ولم يكن محسوبا على أى تنظيم جهادى فى ذلك الحين»، نافيا أن يكون أبواليزيد ممن تم اتهامه أو إدانتهم فى قضية اغتيال السادات كما ذكرت بعض الصحف. وأشار إلى أنه من الوارد أن يكون اعتقل كغيره فى تلك الفترة، حيث طالت حملة الاعتقالات آنذاك آلاف الإسلاميين سواء من كان له صلة تنظيمية بالجماعات الإسلامية أم لا. وقال مصدر أصولى رفض الكشف عن اسمه «إن أبواليزيد انضم إلى التشكيل الجديد لتنظيم الجهاد فى عام 1988 وعمل فى المعسكرات التدريبية الأولية، التى نشأت على الحدود بين أفغانستانوباكستان ونظرا لخبرته فى مجال المحاسبة أسندت إليه الشئون المالية لتنظيم القاعدة فى نهاية الثمانينيات بعد أن حاز ثقة زعيمه أسامة بن لادن، الذى ائتمنه على الشئون المالية لبعض شركاته ومنها شركة تدعى «العقيق». أضاف: أن ثقة قيادات القاعدة فى أبواليزيد تطورت حتى صار مسئولا عن كتيبة أطلق عليها (كتيبة أبوسعيد المحاسب)، وتم اختياره بعد ذلك ليصبح عضوا بمجلس شورى القاعدة على مستوى العالم إلى جانب أبوحفص وأبوعبيدة، ولم تكن له خلافات مع أحد بل كان موضع ثقة مختلف الاتجاهات داخل القاعدة آنذاك». وتابع: «أن أبواليزيد سافر مع بن لادن إلى السودان وبقى بها ثلاث سنوات أدار خلالها مشروعات بن لادن هناك وعاد معه إلى جلال أباد بأفغانستان». ولفت المصدر النظر إلى التقارير الأمريكية التى اتهمت أبواليزيد بأنه كان مسئولا عن تمويل «غزوة منهاتن» 11 سبتمبر على اعتبار أنه الشخص، الذى حول أموالا إلى الولاياتالمتحدة من حساب فى دولتى الإمارات وقطر لتمويل العملية. ووضعت الولاياتالمتحدة أبواليزيد على قائمة المنظمات والأفراد، الذى جمدت أرصدتهم لعلاقتهم بالإرهاب، حيث جاء فى الترتيب (15) بعد كل من أسامة بن لادن وأبوحفص المصرى وسيف العدل. وكانت القاعدة قد اختارت أبواليزيد مسئولا عاما للتنظيم فى أفغانستان خلفا للمسئول السابق عبد الهادى العراقى، الذى تم اعتقاله ونقله إلى معتقل جوانتنامو، وأعلنت الولاياتالمتحدة عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشد عن مكانه.