المخرج عمروبيومي كان الجسر أول افلامه الروائية ثم اتجه الي الأفلام التسجيلية.. وهو دائما يثير الجدل حول أعماله.. فقد قدم فيلما تسجيليا طويلا(48 دقيقة) بعنوان( مين اللي يقدر يحبس مصر ساعة) وهو مأخوذ عن اسم قصيدة للشاعر زين العابدين فؤاد. وكان الشيخ امام قد لحنها وغناها منذ سنوات.وله الآن فيلم( كلام في الجنس) تسجيلي طويل(58 دقيقة) الذي عرض في المهرجان القومي الروائي, ثم سيعرض في المركز الثقافي الفرنسي يوم6 يونيو القادم. أما فيلمه الذي لم يحظ حتي الآن بالانتهاء منه فهو فيلم تسجيلي وضع له اسما( راعي الأمل) لكنه قال لي انه يفضل أن يكون اسمه( مواطنة) وقد صور الفيلم بالكامل, ولكنه لم يبدأ في المونتاج والتفاصيل الأخيرة. الفيلم عن المناضل المثقف يوسف درويش, وكان واحدا من اليهود المصريين لكنه بعد قيام ثورة يوليو فضل البقاء في مصر وأعلن اسلامه وتزوج من مصرية مسلمة. كان يوسف درويش محاميا لامعا تعلم في فرنسا, وقد كان المحامون في ذلك الزمن هم علية القوم حيث كان المجتمع ينظر لهم باعتبارهم المدافعين عن الحقوق والقانون لكل انسان يتعرض لاهدار حقه. كان يوسف درويش محاميا يدافع عن حقوق العمال دون أن يتقاضي منهم شيئا. وكان تفكير المخرج عمرو بيومي أن في مصر شخصيات يجب توثيق شهادتها وشهادة من عاصروها للأجيال القادمة. وهكذا بدأ عمرو التصوير مع يوسف درويش وأرائه وذكرياته ومعاركه ثم استعان بآراء د.رفعت السعيد والأستاذ صلاح عيسي وفخري لبيب وسعد زهران وصابر بركات ونولة يوسف درويش ابنته ثم حفيدته بسمة. اسس يوسف درويش اتحاد الصناعات المصرية وله كتاب مترجم( تاريخ اليهود علي ضفاف النيل) من ترجمته ثم يستعرض المخرج مواقفه مع الرئيس عبد الناصر وآرائه واقناعه لنقيب المحامين أحمد الخواجة في ذلك الوقت لتأسيس نقابة المحامين العرب. وقد تحمس المنتج محمد العدل لانتاج هذا الفيلم نظرا لصداقته مع يوسف درويش حين كان يقيم ويعمل في الجزائر. وربما حين يكتمل الفيلم ويعرض يتحمس آخرون لتسجيل حياة وآراء كثير من رجال الثقافة والفن والأدب في مصر حتي تكون عندنا وثيقة مكتملة عن الأحداث والمواقف التي حدثت منذ قيام الثورة حتي الآن. ويعتبر يوسف درويش ممن ينطبق عليهم كلمة( المواطنة) فقد رفض أن يذهب لإسرائيل ورفض التعنت الصهيوني الذي تتعامل به إسرائيل مع الفلسطينيين. وهذا لأن كثيرا من الناس يقعون في عشق مصر.. ولايثنيهم أي شخص أو حدث عن الابتعاد عن هذا العشق المتمثل في أرض مصر.