بورسعيد من محمد ابوالشهود : مجموعة من تماثيل لشخصيات ورموز لأحداث جرت في عالمنا ومنطقتنا خلال مائتي عام مضت وهي الآن ومنذ عام54 عاما مودعة في إهمال داخل مخازن بورسعيد. بعدما سبق وتجملت بها حدائق وميادين حي الشرق الأفرنج سابقا ثم شاءت الإراد ة الشعبية الوطنية عقب الانتصار علي العدوان الثلاثي عام1956 لتنزعها من فوق قواعدها والإطاحة بها وإن حان الوقت الآن لإحياء الدعوة لإعادة النظر في مصيرها. وباستثناء التمثال البرونزي العملاق للفرنسي فرديناند دي ليسبس فالعقل والمنطق يحثان علي الافراج عن تلك التماثيل ليس بإعادتها إلي سابق مواقعها لكن بجمعها في الحديقة الدولية المغلقة منذ إنشائها في مواجهة أبواب الميناء وأفواج ركاب البواخر السياحية وهي ملائمة اسما وسعة لاستضافة تلك المنحوتات أولها تمثال نصفي لدليسبس كان يتوسط ميدان المنشية بالحي المذكور قبل أن تحتج الجالية الفرنسية علي تأقزم التمثال فتولت شركة قناة السويس الدولية وبتمويل الجالية وأعضاء هيئة المنتفعين بناء التمثال الضخم والذي يشير فيه بيديه إلي القناة مدعيا لنفسه كذبا أصل الفكرة وفضل تنفيذها بينما كان رائدا لسخرة وسفك دماء120 ألف فلاح مصري بخلاف خيانته وعده لعرابي ودوره لتسهيل الغزو الإنجليزي لأرضنا ومع هذا فهو من التاريخ مهما بلغ قبحه, فلا بأس بتمثاله النصفي مع تمثال الملكة فيكتوريا والذي أقامه لها ضابطها كرومر فوق قاعدة علي رصيف الميناء بشارع فرنسوا جوزيف فلسطين الآن وكان ذلك كما يقول المؤرخ البورسعيدي ضياء الدين حسن القاضي بمناسبة مرور ستين عاما لجلوسها علي العرش عام1897. ويذكر أن الخديو عباس حلمي الثاني قاطع حفل إقامة النصب وفقا لسياق عدائه لبريطانيا. ووسط ركام هذه التماثيل نصب تذكاري تخليدا لمشاركة الجنود الاستراليين والنيوزيلنديين في حملة ضد ما وصفوه بالعدوان التركي علي سيناء, ومع تلك التماثيل واحد للملك فؤاد والذي افتتح الحي الأسيوي الشهير باسمه في21 ديسمبر عام1926 وحدث في يناير1944 أي بعد نحو سبع سنوات وعشرة شهور من وفاته في28 أبريل1936 الي أن تم تعيين فؤاد شيرين باشا محافظا للقنال( بورسعيد والإسماعيلية) وعزم علي إقامة تمثال للملك الراحل وكانت تربطه به صلة مصاهرة وحالت معارك الشرطة في الإسماعيلية في25 يناير دون زيارة الملك فاروق لبورسعيد لرفع تمثال والده علي قاعدته في ميدان المعدية ببورفؤاد. والطريف أن عملية وضع التمثال تمت في أول يونيو2002 وثارت النعرة الوطنية ورفضت فأعيد إلي مخازن الحي بعد ثلاثة أيام فقط!! ونري الآن رحلة التماثيل المذكورة من مخازنها إلي الحديقة الدولية لن تعوقها اعتراضات وحتي تكتمل للتسمية معطياتها من تماثيل تحكي تاريخا يستحيل نفيه بل ويمكن الاستفادة منها سياحيا فسيكون مزارا للملايين من سياح البواخر وياله من مزار.