تحتوي جبال الصحراء الشرقية بنطاق محافظة البحر الأحمر علي العشرات من مناجم الذهب التي مازالت بعيدة عن دائرة الضوء من حيث الاستغلال والاستثمار, لأن الشركات الاستثمارية الكبري التي لها قدرة علي اقتحام هذا القطاع متوجسة من القوانين والتشريعات التي تحكمه, وهي بالفعل قوانين عفا عليها الزمن وتحتاج لغربلة. ومن بين أهم مناجم الذهب الشهيرة بالصحراء الشرقية منجم الفواخير علي جانب طريق القصير قفط وتحديدا في منتصف هذا الطريق, حيث تقبع أطلال مصنع انتاج الذهب الذي شيده الفراعنة ولسان حاله يشكو الإهمال وكأنه يقول أريد أن أعود ويقول محمد عبده حمدان من أبناء مدينة القصير إن منجم الفواخير واحد من بين أهم مناجم الذهب علي مستوي الصحراء الشرقية, وله شهرة تاريخية لأن الفراعنة كانوا قد نزحوا من جنوب الصعيد من منطقة وادي النيل واستغلوا هذا المنجم وأنتجوا منه الذهب الكثير الذي استخدموه حين ذاك في صناعة التيجان وكحلي وهدايا لزوجاتهن, وتؤكد المعلومات التاريخية أن انتاج هذا المنجم كان وفيرا للغاية ولم يقتصر استغلاله فقط علي الفراعنة بل استغلته شركة ما خلال القرن الماضي ثم تركته بسبب سياسة التأميم كما قيل, ولأن سعر بيع الذهب حين ذاك كان منخفضا مقارنة بتكلفة استخراجه وانتاجه بعكس ماهو عليه الآن. ويتساءل الي متي يظل هذا المنجم وغيره من المناجم الأخري المنتشرة وفقا لحقائق مؤكدة بنطاق صحراء سفاجا والقصير ومرسي علم والشلاتين, بعيدة عن الاستغلال ولماذا لا يتم وضع تشريعات جديدة تجذب المستثمرين لاستغلال هذه المناجم بما يعود بالخير علي الوطن والمواطنين.