حذر خبراء وعلماء دين, من تراجع الاهتمام العربي بلغة القرآن, والتي نستطيع من خلالها الحفاظ علي هوية الشعوب العربية, مطالبين الدول والمؤسسات العربية والإسلامية, بالنظر بعين الاعتبار إلي هويتنا العربية. وانه كلما تماسكت لغتنا وأخذت نصيبا من التعبير عن حاجتنا اليومية والاجتماعية والعلمية والتربوية كانت هويتنا العربية متماسكة وأصبحت شخصيتنا متميزة. جاء ذلك في ندوة مستقبل الهوية العربية من خلال اللغة والتي نظمها الجناح السعودي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب, وأكد الدكتور أحمد بن محمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود سابقا, أن هويتنا العربية علي حافة الإنزلاق و هي في طور الاحتضار وأصبحت مهزوزة وغير متماسكة, رغم انها الركيزة الأساسية للحفاظ علي هويتنا العربية والإسلامية, وكل الشعوب العربية أصبحت تهتم باللغات الأجنبية وتركت لغتها الأم, ولم تمنحها الاهتمام الذي تستحقه وهي التي نزل بها كتاب الله العزيز. وأشار الضبيب إلي أن الاستعمار الأجنبي عندما احتل العديد من الدول العربية ومكث بها أعوام كثيرة, لم يكن لهم هم أكبر من أن يتم تغريب المجتمعات العربية والإسلامية, فكان أول ما فعلوه العبث باللغة العربية, ذلك لأنهم كانوا علي يقين بأن القضاء علي اللغة العربية هو بداية تفكيك الشعوب وتمزيق أصولها, وللأسف هذا ما تم فعله في بعض الدول العربية والأفريقية. كما أشار الضبيب إلي تاريخ اللغة العربية في مصر قائلا: رغم أن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة ألباني لا يتحدث اللغة العربية, إلا أنه اهتم باللغة العربية, بل وأكثر من ذلك دعمها وعزز منها بالبعثات الخارجية, لإيمانه الشديد بأن اللغة هي العمود الفقري لهوية أية أمة خاصة إذا كانت لغتها الأم, والحفاظ عليها والتمسك بها هي البداية الحقيقية للنهوض بالدولة إلي مصاف الدول المتقدمة, واليوم تحاول مصر الجديدة بعد الثورة أن تنتبه إلي ذلك من خلال الاهتمام بتنمية اللغة العربية. وحذر الضبيب من انتشار المدارس الأجنبية في المجتمعات العربية والإسلامية معتبرا ذلك خطرا كبيرا علي هويتنا العربية لأن هذه المدارس والكليات خلقت طبقات من الشعب تنتمي للغات وثقافات أجنبية وأصبحوا بعيدين كل البعد عن ثقافتهم العربية وأن تعلم اللغات الأخري أصبح من الأمور المطلوبة لكي تحصل علي عمل, وهو ما يعد عدوانا صريحا علي هويتنا العربية والإسلامية. وأضاف بأن الدول المتقدمة تهتم بلغتها اهتمام بالغ, واستطاعوا أن يوظفوا ذلك في أشياء كثيرة و كان سببا في حفاظهم علي لغتهم وهويتهم التي هي أساس بقائهم متقدمين, فعلي سبيل المثال نجد دولة مثل فرنسا استحدثت وزارة جديدة تسمي وزارة الهجرة والهوية الوطنية في حين أن دولنا العربية لا تعتني باللغة الأم ولا تحاول حكوماتها أن تغذي الإنتماء لدي الشباب حتي تحفزهم علي التمسك بهويتهم العربية والإسلامية.