حذر الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، مدير جامعة الملك سعود سابقا، من انتشار المدارس الأجنبية فى المجتمعات العربية والإسلامية، معتبرا ذلك خطرا كبيرا على هويتنا العربية، مؤكدا أنها خلقت طبقات تنتمى للغات والثقافات الأجنبية، وهو ما يعد عدوانا صريحا على هويتنا العربية والإسلامية. جاء ذلك خلال اختتام البرنامج الثقافى للجناح السعودى المشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والأربعين بندوة تحت عنوان مستقبل الهوية العربية من خلال اللغة. أكد الضبيب، أن اللغة هى الركيزة الأساسية للحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هويتنا مهزوزة الآن وغير متماسكة لأننا غير مبالين باللغة العربية ولم نهتم الاهتمام الذى تستحقه اللغة العربية. وأشار الضبيب إلى أن محمد على، مؤسس مصر الحديثة، رغم أنه كان غير ناطق باللغة العربية إلا أنه كان حريصا على الحفاظ على اللغة العربية ودعمها، وذلك لإيمانه الشديد بأن اللغة هى العمود الفقرى لهوية أية أمة والحفاظ عليها والتمسك بها هى البداية الحقيقية للنهوض، مؤكدا أن الاستعمار الذى دخل الدول العربية كان همه الأكبر تغريب المجتمعات العربية والإسلامية، لأنهم كانوا على أتم الدراية بأن العبث باللغة هو بداية تفكيك الشعوب وتمزيق أوطانها، وهذا ما تم فعله فى بعض الدول العربية والأفريقية. وقال الدكتور الضبيب، إن مسألة الهوية لدينا لم تحظ بالاهتمام المطلوب رغم أن جميع الدول المتقدمة تحرص كل الحرص للحفاظ على هويتها والعمل على تعزيزها وتماسكها، وضرب مثلا من خلال قيام الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى بإنشاء وزارة جديدة خاصة بمسمى وزارة الهجرة والهوية الوطنية. وشدد الضبيب على ضروة النظر بعين الحقيقة إلى هويتنا العربية من خلال اللغة، فكلما تماسكت لغتنا وأخذت نصيباً من التعبير عن حاجتنا اليومية والاجتماعية والعلمية والتربوية كانت هويتنا العربية متماسكة وأصبحت شخصيتنا متميزة. وأشاد الضبيب بوضع مادة جديدة فى الدستور المصرى الجديد تنص على تعريب جميع العلوم فى الجامعات.