نشر بجريدة الأهرام في23 يونيو2008 متابعة لأعمال منتدي نحو استراتيجية زراعية لمواجهة التحديات العالمية, والذي نظمته الغرفة التجارية بالإسكندرية, وتحدث فيها وزير الزراعة واستصلاح الأراضي. وقال نصا: لن نسمح باستخدام المياه المصرية لانتاج أعلاف للتصدير( يقصد محصول البرسيم الحجازي) لوجود ندرة في المياه واحتياجنا الشديد لما هو متاح لدينا منها, ولا يوجد ما يمنع قيام القطاع الخاص المصري باستئجار أراض في الخارج لتوفير الغذاء للسوق المحلية, وأن الحكومة تدعم هذا الاتجاه. ونشر أيضا بجريدة الأهرام بتاريخ2010/4/30 بمناسبة افتتاح وزير الزراعة موسم حصاد القمح بشرق العوينات قوله: إن اتجاه بعض الشركات العربية المستثمرة بشرق العوينات لزراعة البرسيم الحجازي وتصديره كمحصول للعلف الحيواني أمر لا يضرنا في شيء لأننا نحصل علي300 جنيه رسم تصدير عن الطن الواحد, ولعدم الاتساق بين تلك الأقوال والأفعال لمسئولينا فإن الأمانة العلمية تفرض علينا أن نوضح ما يلي: 1- البرسيم الحجازي من أهم محاصيل الأعلاف لتغذية ماشية انتاج الألبان واللحوم لارتفاع محتواها من المواد الصلبة والبروتين ويعادل في قيمته الغذائية مرة وثلث قيمة البرسيم العادي, ويقدم طازجا أو بعد تجفيفه وكبسه في بالات ليبقي لمدة أطول, وتجود زراعته بالأراضي الصحراوية بنظام الري بالغمر أو بالرش المحوري وهو من الزراعات المعمرة التي يستمر بقاؤها بالأرض لمدة5 سنوات فأكثر وينمو بسرعة بعد عملية الحش. 2- متوسط انتاج الفدان للبرسيم الحجازي تقريبا40 طنا في السنة ويحتاج الحيوان المنتج للألبان50 كجم في اليوم, أما الحيوان المنتج للحوم الحمراء فيحتاج إلي نصف هذه الكمية يوميا. 3- غالبية أراضي شرق العوينات مملوكة للمستثمرين العرب بأدني الأسعار والمياه التي يزرعون بها بأرخص الأسعار ويقوم علي زراعتها العمالة المصرية بأجور زهيدة ثم يتم تصدير البرسيم الحجازي رأسا إلي مزارع ماشية الألبان واللحوم بدول الخليج, وإذا كان المستثمرون العرب يزرعون ثلث الأراضي المخصصة لهم بالقمح فهذا لا يكفي بالطبع مقابلا للامتيازات التي يحصلون عليها لتلك الأراضي الخصبة. 4- لعل الصورة قد اتضحت الآن وعرفنا جزءا من سر تفاقم أزمة الألبان وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء, حيث إن العلف اللازم لتغذية الماشية المنتجة لهما يصدر من الأراضي المصرية للخارج ونحن في أمس الحاجة لتلك الأعلاف. 5- بعملية حسابية بسيطة لو تمت زراعة ألف فدان المخصصة للمستثمرين العرب بالقمح لانتجت مايقرب من مليون وثلث المليون طن قمح لتحد من سطوة مافيا مستوردي الأقماح الفاسدة والمسرطنة, ونستشعر نحن المصريين بأن لدينا خططا زراعية لتوفير القمح السلعة الاستراتيجية للأفواه المصرية بأولوية من تلك الأعلاف الحيوانية المصدرة للخارج. إن ثمة مطلبا يفرض نفسه علينا جميعا ألا وهو ضرورة توفير المعلومات المتعلقة بخطط وزارة الزراعة لتوفير الغذاء بمصداقية وبشفافية كاملة حتي يمكن مواجهة تحديات نقص الغذاء وندرته بالمجتمع وتعبئة جهود المخلصين للوطن في هذا الاتجاه.. فهل من مجيب؟ د. حمدي عبد السميع محمد أستاذ بطب بيطري بنها