رحلت أمي التي كنت أتحصن واحتمي بدعائها في مواجهة اليتم والفحش والندالة وغدر من كانوا يوما الأهل والعشيرة والزمالة والصداقة. عندما تنهار دولة القانون يملأ الفراغ دولة الميليشيات. في لغة الجسد كان إصبع الرئيس دليل توتر وارتباك لا يليق بالرجل ولا المنصب. كل الاحتمالات والمظاهرات والمؤتمرات والتصريحات تقود لنزول الجيش للشارع من جديد. كلهم يدعي حب مصر, ومعظمهم يتحرش ويحرق وينهب ويتآمر علي مصر. كل ساعة تمر دون حل سياسي وتنازلات لحقن الدماء لا يمكن تعويضها في الساعات المقبلة. تمرد الأمن لا يمكن فهمه إلا بعد الفصل بين الأمن العام والمرشد العام. ليس من الوطنية ولا النزاهة أن يستثمر الفاشلون في صناديق الانتخابات الرئاسية العودة للانتخابات عبر صناديق الموتي. نزول الإسلاميين للشارع يعني عزل الرئيس بمنطق الفشل في إدارة البلاد, والهزيمة الأخلاقيه للمشروع السياسي الإسلامي في مهده. لدينا الآن مثقف سابق وثوري سابق ورئيس سابق ومصري سابق. الحكاية أنهم فشلوا في استنساخ النموذج التركي وفقا للسيناريو الأمريكي. الباطل أن لدينا مجلسا للشوري اكتسب شرعيته ب7% وهو استفتاء علي إلغائه وليس علي وجوده. الذنب علي من علم الناس فتح السجون وأحرق الأقسام وهدد بحرق البلد وحاصر المؤسسات, والمعلوم أن طباخ السم لابد أن يتذوقه. وكما تدين تدان. شرعية القوي السياسية الآن للأقوي وتوفير الغطاء لها بالصمت ثم الاعتراف بالمنتصر إلي حين ظهور الأقوي والأقدر. تحولت الخيانة بعد الثورة إلي دماء وشيكات وسفريات ونجومية ونواب ووزراء. كالعادة سيصدر قرار جمهوري باعتبار البلطجيه شهداء لان المنافقين يخشون قول الحق بقتال الفئة الباغية حتي تفئ إلي أمر الله. الحل أن يتعامل الإخوان علي أنهم جماعه من المسلمين وليس كل المسلمين, وان تتعامل المعارضة علي أنها فصيل وليس كل مصر. لم تعد في البلد منطقه خضراء منزوعة العنف والسلاح إلا مربع السفارة الأمريكيه في جاردن سيتي. للعلم جماهير الشارع ضد الإخوان وليسوا مع جبهة الإنقاذ, وهم الكتلة التي كانت صامته وصابرة والتي فشل الجميع في التواصل معها. لو كانت النيابة حاسبت من حاصر مدينة الإنتاج والدستورية ما ظهرت الميليشيات والملثمون لأنهم شيء لزوم الشيء. كثير ممن فازوا في الانتخابات السابقة ليس لكفاءتهم ولكن رفضا لمنافسيهم, وبعد سقوط الأقنعة ستصبح فرص اي منافس لهم أفضل. نفس السيناريو تخطئ السلطة السياسية ثم تتواري لكي تدفع الشرطة فاتورة تخاذل الجميع. إكرام الجيل الحالي من السياسيين والنشطاء الدفن, لأن كل ما يحدث هو شهادة إفلاس لهم. معظم السياسيين الذين اقتسموا الغنائم مثل الطفيليات التي تنمو علي الثورات والدماء. المزيد من مقالات سيد علي