يبلغ تعداد السكان في السنغال نحو12 مليون نسمة أغلبيتهم مسلمون, حيث يشكلون نحو95% من عدد السكان ويتبعون المذهب المالكي. وتعد السنغال كغيرها من بلدان إفريقيا الغربية, لها تاريخ عريق مع التصوف, فمنذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي, تزايد النشاط الدعوي لمشايخ الصوفية, وشهدت البلاد أكبر طريقة صوفية في العالم وهي' التيجانية',التي تنتسب إلي أبو العباس أحمد التيجانيواسمه الكاملأحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني,ولد عام1150 وتوفي في1230 ه, وقد بدأت هذه الطريقة في بلدة بو سمغون بولاية البيضبالجزائر, كماأن مقر الخلافة العامة للطريقة موجود بعين ماضيالتي منها انتشرت إلي عموم إفريقيا, و العالم, ويبلغ عدد مريدين هذه الطريقة في العالم كله نحو300 مليون فرد. وقد دخلت التيجانية إلي السنغال نحو سنة1835 ميلادية علي يد الزعيم الديني البارز الشيخ عمر تال الفوتي(1799 1864) وأخذ المشعل من بعده الحاج مالك سي(1855 1922). وقد قام هذا الأخير بنشر الطريقة في بلاد الولوف( السنغال) وفي سنة1902 استقر بشكل نهائي في تيواوون( وسط السنغال) التي تحولت في عهده إلي إحدي عواصم التيجانية في البلد, وكذلك صارت مركزا لتعليم الثقافة الإسلامية, بإنشاء مدارس قرآنية تسمي كل منها الدائرة.. ويمثل التيجانيون في السنغال51% من مسلمي هذا البلد, فما تزال غالبية المسلمين في السنغال مرتبطة; بشكل مباشر أو غير مباشر بزعيم ديني( شيخ طريقة), وهذا الشيخ يملك صلاحية تعليم الطلاب وسلطة اعتماد تبعية الأعضاء الجدد في الطريقة, ولكل شيخ ورده الخاص به, وتتمثل مبادئ التجانية في التعاليم الدينية التقليدية للإسلام. وتهتم الطريقة التيجانية بشئون المسلمين من خلال التربية والتعليم والعمل الاجتماعي كبناء المساجد والمدارس والمرافق العامة, كما تولي اهتماما خاصا بالتعليم, وخاصة علوم الدين والشريعة, ودائما ما تحذر من التقوقع والخنوع وضعف الامة وتدعو الي العمل والبناء والتنمية وقد ظهر ذلك قديما وحديثا في قيام مشايخها بمحاربة الاستعمار ونشر تعاليم الشريعة السمحة واللغة العربية وتشييد المدن والقري وحفر الابار والسدود والحرص علي مساعدة الناس. أما بالنسبة لتعامل مشايخ وأتباع الصوفية مع السياسة فقد اكتفوا منها بتوجيه المنتسبين الي الطريقة خلال المناسبات السياسية, واختيار ما يخدم المصلحة العامة والاستقرار والأمن والمحافظة علي كيان الدولة وسلامة سكانها,ومع ذلكفلا شيء يمكن القيام به من دون مباركتهم وموافقتهم,فهؤلاء المشايخ لا يمكن تجاوزهم داخل المجتمع السنغالي,لما لهم من نفوذ وشعبية حاضرة علي مستوي الأوساط العليا ودوائر القرار في الدولة.