الغنائم هي جوائز الدولة الكبري والتقديرية والتفوقية والتشجيعية, تمنح لمن يفترض أنهم أهل التميز في تخصصاتهم العلمية والأدبية. في داخل المجلس الأعلي للثقافة تحدث المفارقة, حيث يضرب عرض الحائط بالمرشحين من الهيئات المختصة, ويتم التصويت علي من تريده السلطة( في عهد مبارك), ومن تريده الحظيرة الثقافية( في العهد الحالي). طوال ربع قرن مضي لم يفز إسلامي أو أزهري بأي جائزة, وكان هذا مفهوما لأن النظام الفاسد كان يعد الإسلام عدوه التقليدي, وفي العهد الحالي فاز بأكبر جائزة من جعل الإسلاميين تجارا للدين وسفاكي دماء ومستحلين لأموال المخالفين وعملاء لبريطانيا. لذا لم يكن عجيبا أن تحرم كاتبة وأديبة مثل نعمات أحمد فؤاد من الجائزة مع أنها خاضت العديد من المعارك دفاعا عن مصر وحضارتها وشعبها, منها هضبة الأهرام ودفن النفايات الذرية وقبة الحسين وأبي الهول والآثار المصرية التي استولي عليها الصهاينة الغزاة, ولها عديد من المؤلفات حول المازني وأم كلثوم والنيل والعقاد ورامي.... ويحرم كاتب مثل محمد عمارة, الذي خاض دفاعا مجيدا عن الإسلام وقيمه وتشريعاته ومفاهيمه في مواجهة حملات ضارية, وقدم عشرات الكتب في التحقيق والتأليف, فضلا عن مشاركته في الصحف والمجلات بالمقالات, وفي المؤتمرات بالبحوث والأوراق,ويحرم أديب أصيل مثل وديع فلسطين شارك في العمل الصحفي منذ سبعين عاما تقريبا, وتخرج علي يديه عدد كبير من الصحفيين والكتاب, وألف وترجم العديد من الكتب المهمة, فضلا عن كونه من أوائل الذين بشروا مع سيد قطب بموهبة نجيب محفوظ وتفوقه ووصوله إلي العالمية. ويحرم من الجائزة الدكتور مصطفي الرفاعي, أبو علم المسالك البولية في طب الإسكندرية. وسمعته العالمية علي المستوي المهني والإنساني تفوق نظراءه في العالم, ونشر عشرات البحوث الفريدة طوال ستين عاما في الدوريات العلمية العالمية, وبالمناسبة فهو أديب كبير أيضا له مؤلفات تفوق جودة وعددا إنتاج من منحتهم الحظيرة جوائزها! هل ننتظر سياقا آخر لموسم الغنائم يتفق مع موسم الحرية والعدل ؟ المزيد من أعمدة د.حلمى محمد القاعود