كتب إبراهيم سنجاب: زراعة الأرز الجاف هي الوسيلة الوحيدة للتغلب علي نسبة الملوحة العالية في مياه الآبار في سيناء, والتي طالما كانت تقف أمام أحلام أهل سيناء بالزراعة في أرضها الشاسعة. وبداية من شهر يونيو المقبل موسم زراعة الأرز سيتم زراعة عدد من الحقول الإرشادية, بمركزي رفح والشيخ زويد بالأرز الجاف, حيث توصل فريق العمل الذي يضم10 أساتذة ويرأسه الدكتور سعيد سليمان رئيس قسم الوراثة بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق, لنتائج مبهرة وتمكن من انتاج بذور أرز يمكن زراعتها في الأراضي الصحراوية, حيث يستهلك الفدان3000 متر مكعب من مياه الآبار وهي نصف الكمية التي يستهلكها الفدان في الأراضي الطينية بالوادي والدلتا. ليس ذلك فقط ولكن البذور الجديدة التي سيتم زراعتها في سيناء وتحمل إسم عربي1 وعربي2 تتحمل ملوحة المياه حتي7000 جزء في المليون في حين تتراوح ملوحة مياه الآبار في سيناء بين1500 جزء و6000 جزء في المليون, كما يؤكد المهندس محمد مسعد مدير عام الزراعة بشمال سيناء, ويضيف أنه سيتم تسليم كميات البذور الجافة التي تكفي لزراعة10 حقول ارشادية للمزارعين تحت اشراف المهندسين الزراعيين بشمال سيناء, وسيتم متابعتهم بالتعاون مع الفريق البحثي حتي يمكن تعميم التجربة اعتبارا من العام المقبل. الدكتور سعيد سعد الذي عمل رئيسا لمشروع تحمل الجفاف, الممول من هيئة التنمية الدولية الأمريكية في الفترة من عام1986 حتي1995, أكد أنه سيتم استخدام أساليب الري بالرش, في زراعات الأرز الجديدة, كما هو متبع في ولايتي لوزيانا وتكساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك في المجر والصين وايطاليا, ويضيف أن50 كيلو جراما فقط من تقاوي الأرز المستنبط تكفي لزراعة فدان واحد, في حين أن الكمية اللازمة لزراعة الأرز العادي في أراضي الوادي والدلتا تبلغ100 كيلو جرام لنفس المساحة وبنفس السعر. أما الأهم من ذلك, فكما هو معروف أن الفلاحين في الوادي والدلتا يزرعون الأرز بطريقة الشتل في الأراضي المغمورة بكميات كبيرة من المياه في حين أن الأصناف المستنبطة ستجري زراعتها كما هي بذور جافة لأرض جافة أي أنه سيتم توفير مليارات الامتار المكعبة من مياه الري وتصل انتاجية الفدان من الأرز الجديد إلي3.5 طن, وهي نفس الكمية المنتجة حاليا في الأراضي القديمة.