المصريون مثل أبنائهم الذين يؤدون امتحانات نصف العام حاليا ينتابهم القلق والتوتر والخوف من المستقبل. الابناء يخشون من صعوبة الاسئلة والآباء تؤرقهم مشقة حياتهم وأزمات بلدهم. لكن مشكلة الاباء اصعب لان امتحاناتهم تبدو بلا نهاية, والكثير من مسائلها تستعصي علي الحل او حتي الفهم. وتزداد حيرتهم كلما استمعوا الي الثوار الجدد نجوم الفضائيات والإعلام. من وحي الامتحانات سأكتفي بطرح3 اسئلة عن قضايا اعيتني محاولات البحث عن تفسير لها لدي هذه النجوم البازغة في فضائنا السياسي والإعلامي. السؤال الاول, علل لما يأتي( اي اذكر السبب): منذ تعيين وزير الداخلية السابق جمال الدين تعرض لهجوم عنيف باعتباره من الفلول علي حد وصف المنتقدين وبأنه مسئول عن انتهاكات شتي خلال خدمته. بعد تغييره انقلب هؤلاء الي الاشادة به واعتبروا انه دفع فاتورة رفضه تنفيذ اجندة الاخوان. بل اعتبروا ان احراق مقار الاخوان التي رفض تأمينها علي حد زعمهم من الفضائل التي تحسب له مع انه لو ثبت ذلك لكانت تلك جريمة. السؤال الثاني يتعلق بالسادة القضاة. المطلوب البحث عن سبب لاختلاف مواقفهم في حالتين الاولي هي الاعلان الدستوري الذي انتفضوا ضده معتبرين انه يمثل تغولا علي سلطتهم ومساسا باستقلالها ولهم الحق. ولكن الرأي العام من حقه ان يسأل لماذا لم تندلع هذه الانتفاضة في حالة اخري مثلت اعتداء لا يقل جسامة علي القضاء يوم تم تهريب المتهمين الامريكيين المحبوسين في قضية التمويل الاجنبي. هذه واحدة, الثانية: ندد السادة القضاة بمحاصرة المحكمة الدستورية وهو عدوان بغيض. ولكنهم شاركوا من خلال وكلاء النيابة في تصرف مماثل عندما حاصروا مكتب النائب العام. وبالمناسبة فان صاحب السؤال هو المستشار الجليل زغلول البلشي الذي طرحه في حوار صحفي. فهل يتفضل احد بتقديم تفسير لهذا التناقض. السؤال الاخير يطلب تفسيرا لموقف القوي السياسية من الخلاف الحالي مع الامارات وقريبا مع الكويت. وتجسد هذه القضية ملمحا مؤسفا وخطيرا حيث تتحول المصالح القومية العليا الي ساحة لتصفية الحسابات السياسية ومادة للمهاترات الحزبية الضيقة. اعلاميون وسياسيون تسرعوا في كيل المديح للإمارات ومهاجمة الاخوان. وينسي هؤلاء حقائق ثابتة منها ان الامارات تأوي متهمين مصريين في جرائم فساد مالي مثل احمد شفيق ورشيد محمد رشيد قبله. وهو اجراء ضد مصلحة مصر وليس ضد الاخوان. وعندما تصبح الامارات ودبي خاصة ملاذا آمنا للأموال المصرية المنهوبة والمهربة منذ بداية الثورة وترفض الافصاح عن حجمها ناهيك عن اعادتها فان هذا التصرف يضر مصر وليس الاخوان. وعندما يوعز اولوا الامر هناك لنفر من اتباعهم بالتطاول علي الرئيس المصري المنتخب فان هذا السلوك يسئ لمصر وليس الاخوان. وعندما تعتقل الامارات مصريين يعملون بها منذ سنوات بلا مشاكلات وتتهمهم بالتآمر عليها فلابد ان يثير ذلك الدهشة والتساؤل عن كيف ظهرت اعراض التآمر فجأة علي هؤلاء. هذا الاجراء ايضا ضد مصر وليس الجماعة. ليس بوسع الاخوان, حتي لو ارادوا, تغيير نظم الحكم في تلك البلاد لأنها قضية تتعلق بترتيبات دولية اكبر من قدرات مصر نفسها. علي الاشقاء بالإمارات ان يحذروا النصائح الامنية المسمومة. وهذا الخوف يثيره ما يتردد عن لجوء ضباط امن دولة سابقين للعمل كمستشارين هناك. وعداء هؤلاء للإخوان والثورة معروف. الخليجيون في الامارات او غيرها قلقون من الثورة وهم يتصرفون بشيء من العصبية ويحاولون الايحاء بان القضية هي خلاف مع الاخوان وليس مع مصر. وهذا غير صحيح( طردت الكويت في نوفمبر19 مصريا من انصار البرادعي وصباحي). اكثر ما يؤلم المصريين ان تأتيهم الطعنة من الامارات لان لها مكانة رفيعة في نفوسهم. ويكنون حبا وتقديرا كبيرين لمؤسسها الشيخ زايد رحمه الله الذي كان بحكمته وحسه التاريخي النادر يعرف قدر مصر وقيمتها وأهمية بناء علاقات قوية ومتميزة معها. ولا اصدق ان ابناء الشيخ الحكيم سيدمرون هذا الصرح بأيديهم. [email protected]