شهدت دار الأوبرا المصرية احتفالية ثقافية كبري بمناسبة مرور34 عاما علي رحيل عبقري التلاوة في القرن العشرين الشيخ مصطفي إسماعيل, بمشاركة العديد من قراء القرآن الكريم ورموز الفن والسياسة من مصر والدول العربية. ووصف الدكتور سعد الدين الهلالي, أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر, الشيخ مصطفي إسماعيل قائلا: لقد أراد الله عز وجل لشعب مصر وللمسلمين في ربوع الأرض أن يستمتعوا بقراءة ملائكية مخلصة من الشيخ مصطفي إسماعيل, وكان صوته بمثابة القوة الناعمة لمصر, حيث جذب الملوك والرؤساء والبسطاء من جميع دول العالم, وجمع أحاد الناس وبسطاء الناس وكبار الناس, ورغم مرور34 عاما علي رحيله, ما زال الناس يعيشون تلك التلاوة ويعيشون هذا القرآن, وكان رائدا لمدرسة قراءة القرآن المصرية, والتي تعد أكثر المدارس تأثيرا في العالمين العربي والإسلامي.وبرغم مرور34 سنة علي رحيله, إلا أنه يعيش بيننا بتلاوته وصوته المميز. ويقول القارئ الطبيب أحمد نعينع وتلميذ الشيخ: عرفت مولانا حينما كان عمري خمس سنوات وفوجئت به يقرأ بقريتي مطوبس بكفر الشيخ لدي عائلة عجوة وتعلقت به منذ ذلك الحين وعندما التحقت بكلية الطب بالإسكندرية تعرفت علي عمي الحاج محجوب الذي كان يحوي تراث الشيخ بالإسكندرية وفاجأني بأن الشيخ سيقرأ في الإسكندرية في ليلة ما وهنا اقتربت من الشيخ وبدأ يوجهني عندما سمعني وأنا أقرأ, وأضاف قائلا: أفخر بأنني تلميذ الشيخ وتخرجت من مدرسته الكبيرة. أما نجله الدكتور عاطف مصطفي إسماعيل فيحكي مسيرة والده قائلا: والدي من مواليد1905 وقد كتب الله له ان يغيب مؤذن المسجد ويحين موعد الأذان فيتقدم ليرفع الأذان فتهتز القرية بصوته الأخاذ لدرجة جعلت كبارها يعتنون به ويوصون بعنايته فبدأ القراءة بالمسجد الأحمدي بطنطا وظل يتنقل حتي أصبح صاحب مدرسة ينفرد بها عن كل من سمعناهم إلي ان أصبح أول قارئ للقرآن يحصل علي وسام الدولة بمناسبة عيد العلم عام65 وهو أول قارئ سجل القرآن الكريم علي اسطوانات. ويحكي اللواء عمرو حسني وكيل هيئة الرقابة الإدارية, حفيد الشيخ مصطفي اسماعيل, عن قراءة جده لأول مرة في القاهرة, ويقول: جاء أحد أصدقائه المقربين ودعاه إلي القراءة في الاحتفال السنوي الذي تقيمه رابطة القراء في القاهرة, ولبي الشيخ الدعوة وحدثت المفاجأة لكل المستمعين, وخاصة لأهل علوم القرآن, بعد أن سمعوا أسلوبا غير مسبوق وترتيبا ومقامات وجودة في التلاوة وعلم التجويد وإحساسا بالمعني والآيات, وفي صباح اليوم التالي بحثوا عنه ووجدوه قد سافر إلي قريته, ولم يكن له رقم تليفون, لعدم وجود تليفونات بالقري أو حتي المحافظات آنذاك إلا عدد محدد لبعض المسئولين, وكان هذا الاحتفال مذاعا بالإذاعة المصرية, ولم يكن الشيخ مصطفي إسماعيل مقيدا بها, حيث ضمن قراءته الشيخ محمد الصيفي, وكان من الذين سمعوه الملك فاروق ملك مصر والذي أمر ناظر الخاصة الملكية لطلب استمرار القارئ في تلاوته, ويتركونه حتي ينتهي من تلاوته وقتما يشاء, وفي الصباح بحثت عنه الخاصة الملكية فلم يجدوه, فأرسلوا إلي محافظ الغربية فلم يستطع أن يجده إلا عن طريق الشرطة الملكية, وتركوا له رسالة لمقابلة ناظر الخاصة الملكية, في اليوم التالي, ومن هنا بدأت العالمية للشيخ مصطفي إسماعيل, فانتقل للإقامة في جناح خاص بفندق شيبرد القديم, والذي حرق أثناء حريق القاهرة, ثم انتقل بعد ذلك للإقامة بحي الزمالك مع عائلته. وكشف علاء حسني طاهر حفيد الشيخ انه تم العثور علي سبع تلاوات جديدة لسور الفرقان والرعد والنجم والبقرة وغيرها كما عثر علي مقطع مصور صوتا وصورة للشيخ وهو يقرأ ثم تبعه عبد الوهاب بالغناء في جلسة خاصة.